شبكة استثمارات عرفات العالمية


في قلب غرينتش فيلتج في نيويورك، توجد منذ 66 عاما إحدى دور البولينغ الاكثر قدما في اميركا,,, «بولمور لاين»,


في العام 1997 اشتراها شخص يدعى توم شانون بواسطة شركة «سترايك هولدينغنز» بملكيته, واستثمر ملايين الدولارات في اعادة ترميم المكان وبدأ بحملة اعلامية واسعة, وتبين ان الاستثمار ناجح على نحو خاص, وموقع الانترنت عن المكان يروي بفخر أن «بولمور لاين» سرعان ما اصبح دار البولينغ الاكثر ربحا في الولايات المتحدة، بل ومنح صاحبه توم شانون لقب «رجل باولينغ السنة»، من مجلة «البولينغ» الدولية,


وقد ترجم النجاح في نيويورك الى قاعات بولينغ اخرى افتتحت في ميامي، ميريلاند لونغ ايلاند, و«بولمور لاين» تعمل ايضا كقاعة افراح بكل معنى الكلمة، بما في ذلك اعياد الميلاد وولائم مدراء الشركات بل وحتى احتفالات البلوغ للاطفال اليهود «بار ميتسفا»,


ومن المشكوك فيه ان يكون المحتفلون يعرفون ان احد المستثمرين في المكان يجلس في تلك اللحظات في المقاطعة في رام الله, والان يتبين أن ياسر عرفات كان شريكا في «سترايك هولدينغنز» التي تملك البولينغ بعد ما استثمر في الشركة 1,3 مليون دولار, وقد نفذ الاستثمار بواسطة شركاته الخاصة التي اقيمت في احدى الولايات الاميركية، وذلك حسب ما اوردت صحيفة «يديعوت احرونوت» في تقرير مطول.


1,3 مليون دولار التي استثمرها عرفات في «البولينغ»، هي قطرة في بحر استثمارات رئيس السلطة الراحل, فقد اكتشفت في العامين الاخيرين 799 مليون دولار استثمرها عرفات في أملاك وشركات في كل ارجاء العالم, وكان «حلق» المال من التبرعات التي تلقتها السلطة الفلسطينية واموال الضرائب التي جبتها اسرائيل ونقلتها الى السلطة,


وكشفت أمس شبكة «بلومبرغ»، التي تجمع معلومات اقتصادية ـ مالية، عن قائمة مفصلة للاستثمارات الخاصة لعرفات، مثلما طرحت في تقرير البنك الدولي، صندوق النقد الدولي ومحاسبين اميركيين, وتبين أن عرفات لم يستبعد أي شيء واي مكان, فقد استثمر في شركات خلوية، في شركات برمجة، بل حتى في قاعات البولينغ, واستثمر في الولايات المتحدة، مصر، الجزائر، تونس وكذلك في المناطق الفلسطينية, ونفذ معظم الاستثمارات من خلال شركة الخدمات الفلسطينية
PCSC وسيطر على الشركة بواسطة مستشاره ورجل سره محمد رشيد,


الاستثمار الاكبر لعرفات ـ 285 مليون دولار- كان في شركة الاتصالات الخليوية المصرية، وتساوي الاسهم التي اشتراها اليوم 394 مليون دولار, مبالغ أقل من ذلك استثمرها في شركة «سمبلكستي» في فرجينيا وتعنى في البرمجة الالكترونية (2,3 مليون دولار)، وفي شركة «بولتوس» الاميركية التي تنتج برامج للشركات الخليوية (1,2 مليون دولار).


اما في الجزائر، فاحتفظ عرفات بواسطة شركة الخدمات الفلسطينية بـ 25 في المئة من شركة الاتصالات المحلية بمبلغ 185 مليون دولار, اما في تونس، فاحتفظ بـ 22 في المئة في شركة الاتصالات بمبلغ 75 مليون دولار, كما كشفت «بلومبرغ» عن علاقة عرفات بصندوق المخاطرة المالية الاسرائيلي «افرغرين» الذي ساعد شركة الخدمات الفلسطينية في العثور على اماكن في ارجاء العالم لاستثمار اموالها فيها,


بعض استثمارات عرفات لم يكن ناجحا على نحو خاص, وهكذا مثلا في 4 ابريل 2000، بعد ثلاثة اسابيع من تسجيل «ناسداك»، الرقم القياسي، استثمرت احدى الشركات الفرعية لشركة الخدمات الفلسطينية 25 مليون دولار في الصندوق المالي «فنتوره»، وفي بعض شركات الاستحداث الاستثماري, ومنذئذ سقطت البورصة الاميركية، وفقدت الاستثمارات اكثر من الثلثين من قيمتها,


في سبتمبر 2000، بعد اندلاع الانتفاضة، اوقفت اسرائيل تحويل اموال الضرائب الى السلطة, وفي نهاية 2002 بلغ العجز في الوزارات الحكومية الفلسطينية المختلفة 531 مليون دولار، تشكل 10 في المئة من الانتاج القومي الفلسطيني الخام, وحقيقة أن البنى التحتية في السلطة انهارت، والاجهزة افتقدت السيولة، لم تمنع عرفات من مواصلة استثماراته,


وكي يواصل تلقي اموال التبرعات، ولا سيما من اوروبا، وبضغط من وزير المالية الجديد سلام فياض، اضطر عرفات في 2002 الى الموافقة على الاصلاحات, ونقل السيطرة في شركة الخدمات الفلسطينية الى صندوق استثماري فلسطيني جديد, وهذا استأجر شركة حسابات نيويوركية، «ستاندرت آند فورس» للكشف وللتقدير عن حجم استثماراته,


في مايو 2004 نشر الصندوق الجديد تقريرا أول للعام 2003، أظهر أن الصندوق الذي يتخذ مقره في غزة كانت له ارباح بمقدار 40 مليون دولار من مداخيل بـ 85 مليون دولار, كما أظهر التقرير ان شركة الخدمات الفلسطينية احتفظت بـ «سيتي بنك» في نيويورك 8,6 مليون دولار ـ استثمار في شركة فنتوره, «شبكة بلومبرغ» التي طرحت المعطيات تذكر أنه في 19 نوفمبر، قال الناطق بلسان «سيتي بنك»، الذي هو اكبر بنك في العالم، ان البنك «لا يحتفظ باي حسابات لياسر عرفات», ومع ذلك يشيرون في «بلومبرغ» الى انه يحتمل الا يكون البنك يعرف بسيطرة عرفات على شركة الخدمات الفلسطينية,


وبعد ما نُقلت السيطرة في شركة الخدمات الخاصة بعرفات الى صندوق الاستثمار الفلسطيني، اعيدت عمليا 799 مليون دولار الى السلطة, وبين الاستثمارات التي اعيدت كانت ايضا بعض الاستثمارات في الضفة وغزة, الملكية التامة لمصنع الاسمنت «اسمنت كو» والتي تقدر بـ 54 مليون دولار، والتي جعلها عرفات احتكارا شخصيا حتى 1996، وملكيات بمبلغ 71 مليون دولار في شركة «ريدنغ» التي تشارك فيها شركة الغاز البريطانية «بي,جي,غروب» الثالثة في حجمها في بريطانيا و35 في المئة في شركة الاتصالات الخليوية الوحيدة في المناطق وقيمتها 37 مليون دولار


جريدة الرأي العم الكويتية 25/12/2004

 

الى صفحة بدون تعليق

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع