استجواب كل من محمد رشيد المستشار المالي للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات

أ. ف. ب. 2004 الإثنين 8 نوفمبر

الدوحة:اعلنت وزيرة الدفاع الفرنسية ميشال اليو-ماري ان المسؤولين الفلسطينيين الثلاثة الذين كان يفترض ان يزوروا الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في باريس اليوم تخلوا عن القيام بهذه الزيارة. وقالت اليو-ماري لاذاعة "اوروبا-1" الدولية "على حد علمي لم يعد قدومهم مقررا".
.ويأتي هذا القرار عقب إتهام سهى عرفات، زوجة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، في تصريح لمحطة الجزيرة الفضائية القطرية، المسؤولين الفلسطينيين الثلاثة المنتظر وصولهم اليوم الى المستشفى الذي يعالج فيه زوجها بالقرب من باريس بانهم "يريدون دفن عرفات وهو حي" كي يرثوا سلطاته. وقالت سهى عرفات ان "ابو عمار (عرفات) بخير وهو سيعود الى وطنه" ولكن "عباس وقريع وشعث مستورثون ويريدون دفن عرفات وهو حي".

في ما يلي نص النداء الذي وجهته سهى عرفات

"نداء للشعب الفلسطيني من جانب سرير ياسر عرفات:
"ليكن معلوما لشرفاء الشعب الفلسطيني ان حفنة من المستورثين قادمين غدا (اليوم الاثنين) الى باريس يحاولون دفن ابوعمار وهو حي.
"اطالبكم ان تعوا حجم المؤامرة. اقول لكم انهم يحاولون دفن ابوعمار وهو حي.
"ابو عمار حي وهو عائد الى وطنه وانها لثورة حتى النصر والله اكبر الله اكبر".

الطيب عبد الرحيم ينتقد سهى عرفات بحدة

اتهم الطيب عبد الرحيم الامين العام للرئاسة الفلسطينية سهى عرفات زوجة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بمحاولة "تحطيم قرار القيادة" الفلسطينية وعرقلة زيارة الوفد الفلسطيني الذي كان يفترض ان يتوجه اليوم الاثنين الى باريس.
وقال عبد الرحيم في مؤتمر صحافي في رام الله في الضفة الغربية ان "الوفد الفلسطيني كان يفترض ان يكون صباح اليوم في فرنسا. لكن لاعتبارات كثيرة وللتكيف مع القانون الفرنسي رؤي ان يكون الوفد صباح الغد في فرنسا (...) بناء على طلب سهى عرفات".
وتابع "لكن فوجئنا انها تريد تحطيم قرار القيادة وان تستفرد بالرئيس لا ندري ما هو السبب".
واكد ان سهى عرفات "لا تمثل قيادات الشعب الفلسطيني ولا الشعب الفلسطيني".
واضاف ان "ما قيل على لسان السيدة سهى عرفات لا يمثل شعبنا ولا قيادتنا. ولو ان الرئيس استمع الى مثل هذه الكلمات لرفضها بالمطلق ولن يسمح بها على الاطلاق".
وتابع عبد الرحيم "لسنا ورثة بل رفاق درب وسلاح ومسيرة دامت اكثر من نصف قرن (...) والذين يفكرون بعقلية الوريث والورثة ليسوا رفاق درب بل رفاق شفهيين لن يجد كلامهم عند شعبنا اي كلام او تأثير".
وكانت سهى عرفات اتهمت في نداء وجهته الى الشعب الفلسطيني عبر محطة الجزيرة الفضائية القطرية، رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع وامين سر منظمة التحرير الفلطسينية محمود عباس ووزير الشؤون الخارجية نبيل شعث بانهم "يريدون دفن عرفات وهو حي" كي يرثوا سلطاته.
واكد عبد الرحيم ان "الوراثة لا سمح الله وبعد عمر طويل وكلنا نتمنى للسيد الرئيس الصحة والعافية ليكمل حلمه (...) تكون حسب القوانين والانظمة التي اقرها السيد الرئيس بنفسه".
واكد ان "ذهاب السيد الرئيس للعلاج في فرنسا الصديقة كان بقرار من القيادة السياسية"، مشددا على ان عرفات "ليس ملكا لعائلة صغيرة بل هو للشعب الفلسطيني كله (...) انه رمزنا وقائدنا ومعلمنا ورئيسنا".
ودعا "الاصدقاء الفرنسيين" الى ان "يتعاملوا مع هذه الحقيقة كاملة".

في المقابل، قال مصدر إسرائيلي رفيع المستوى إن "الفرضية التي يُعمل بموجبها في إسرائيل هي أنه سيتم فصل عرفات عن أجهزة التنفس يوم الثلاثاء القادم".

من جانب آخر، طالب برلمانيان فلسطينيان في المجلس التشريعي وهما عبد الجواد صالح وحسن خريشة اليوم بضرورة استجواب كل من محمد رشيد المستشار المالي للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وكذلك زوجة الرئيس السيدة سهى عرفات من جانب المجلس لتقصي مصير مبالغ مالية ضخمة تخص الشعب الفلسطيني، كان يديرها رشيد بمعرفة من عرفات وزوجته، وهي عبارة عن استثمارات في شركات عربية وعالمة وكذلك في العقارات، ونقلت صحيفة بريطانية معروفة اليوم تصريحات لعبد الجواد صالح الذي مثل محافظة رام الله والبيرة في المجلس التشريعي

وكان مسؤول كبير في الوفد الفلسطيني الذي رافق عرفات الى باريس قال ان زيارة المسؤولين الفلسطينيين الثلاثة تهدف الى "الاطلاع على حقيقة الوضع الصحي للرئيس عرفات" الذي تتناقض المعلومات بشأنه منذ عدة ايام. واوضح هذا المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن هويته ان مجيء عباس وقريع وشعث الى باريس تقرر بعد تلقيهم رسالة من سهى عرفات حملها وزير الامن الداخلي الفلسطيني السابق محمد دحلان.

وينتقد عدد من اعضاء الوفد الفلسطيني سهى عرفات المتواجدة باستمرار الى جانب زوجها في المستشفى ويتهمونها ب"احتكار" المعلومات حول حالته الصحية واخفائها حتى عن اقرب مساعديه والمقربين منه.

ويستدل من استطلاع للرأي أجراه مركز استطلاعات الرأي و الدراسات المسحية في جامعة النجاح الوطنية في نابلس ، بأن نحو ( 75 % ) من الفلسطينيين أكدوا أن غياب الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات قد أحدث فراغاً سياسياً و أمنياً في الساحة الفلسطينية ، و أن هناك نسبة كبيرة منهم ترغب بوجود قيادة وطنية موحدة.

من جانب آخر، قال عضو الكنيست الإسرائيلي، عصام مخول (الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة) أمس الأحد إنه لا ينفي إمكانية قيام إسرائيل بدس السُم لرئيس السلطة الفلسطينية، ياسر عرفات، والتسبب في تدهور حالته الصحية. وقال مخول: "لإسرائيل ملفٌ قذرٌ في مجال دس السم، يبدأ بمحاولة اغتيال خالد مشعل. هناك عدة مؤشرات تدل على أن لا شيء يمكن أن ينظف أيدي إسرائيل التي حددت لنفسها هدفـًا وهو القضاء على الرئيس عرفات، وهي عملية امتدت على مدار ثلاثة أعوام". وأضاف مخول: "هذه حكومة متطرفة. لقد قال وزير الخارجية، سيلفان شالوم، مؤخرًا، إن إبعاد عرفات أقرب مما يُعتقد. بالنسبة الي، كان هذا رمزا صارخا لما يحدث الآن".

وكان وزير الخارجية الفرنسي ميشال بارنييه اعلن امس الاحد ان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات "على قيد الحياة" وانه "في حالة معقدة للغاية، خطيرة جدا ومستقرة". وافاد بارنييه ان ثلاثة من كبار المسؤولين الفلسطينيين هم رئيس الوزراء احمد قريع وامين سر اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس ووزير الخارجية نبيل شعث سيصلون الاثنين الى باريس.

واكد "ان ياسر عرفات يعالج ويعالج بطريقة جيدة في فرنسا طبقا لرغبة عائلته والمقربين منه. انه على قيد الحياة، وهو في حالة خطيرة جدا وفي حالة مستقرة". وكانت سهى عرفات كلفت دحلان، الرجل القوي في غزة، نقل رسالة الى القيادة الفلسطينية في رام الله. وقد التقى دحلان مساء امس الاحد محمود عباس (ابو مازن) وقال قبل اللقاء "صحة الرئيس مستقرة، ولا استطيع اضافة اي شيء جديد". واضاف ان "الرئيس بحاجة الى وجود القادة السياسيين الى جانبه".

وعقد دحلان اجتماعا مغلقا مع ابو مازن والشؤون الخارجية في السلطة الفلسطينية نبيل شعث ورئيس المجلس التشريعي روحي فتوح اضافة الى عدد اخر من الوزراء.ومن جهته، اكد شعث انه سيسافر وابو مازن واحمد قريع اليوم الاثنين الى فرنسا.

وفي رام الله مقر عرفات صرح وزير بالحكومة الفلسطينية بأن القادة الفلسطينيين اتخذوا قرارا يوم الاحد بتنفيذ خطة لاستعادة الامن والنظام بالضفة الغربية وقطاع غزة. وهذا أول قرار مهم تعلنه القيادة الفلسطينية منذ نقل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الى باريس للعلاج.

وقال مسؤولون ان الخطة وضعت في مارس اذار وتهتم أكثر بانهاء حالة انعدام الامن على المستوى المحلي أكثر من اهتمامها بشن حملة على المتشددين الذين يشنون انتفاضة على مدى اربع سنوات وهو مطلب لاسرائيل والمجتمع الدولي منذ فترة طويلة.

وأبلغ الوزير الفلسطيني صائب عريقات رويترز ان مجلس الامن القومي قرر تنفيذ خطة لاستعادة حكم القانون في الاراضي الفلسطينية. وتتضمن الخطة الامنية نشر مزيد من قوات الامن. وسوف يحظر على المتشددين حمل السلاح الا عند مواجهة اسرائيل والكف عن التدخل في الاضطرابات الداخلية. ويريد عرفات ان يدفن في البلدة القديمة بالقدس ولكن المسؤولين الاسرائيليين رفضوا دفنه في ارض تعتبرها اسرائيل جزءا من عاصمتها الموحدة التي ضمتها بعد حرب عام 1967. وتريد اسرائيل دفن عرفات في غزة. ونقلت مصادر سياسية عن موفاز قوله أمام اجتماع مجلس الوزراء يوم الاحد "انتهت وزارة الدفاع من ترتيبات جنازة عرفات في غزة." وأضاف "بمجرد ان نتلقى طلبا من السلطة الفلسطينية في هذا الصدد سننفذ الترتيبات النهائية... لا زلنا ننتظر اعلانا رسميا بوفاة عرفات

 

الى صفحة بدون تعليق

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع