إسرائيل على اعتاب انطلاقة سياسية واقتصادية لم تشهد
لها مثيل..
الجميع يلهث نحو اسرائيل والبحرين اول الغيث ومسبحة المقاطعة العربية تفرط..!
كتب خليل العسلي –خاص بـ"أمين"/
القدس- 21 أيلول 2005
سارع القطاع الخاص الاسرائيلي واتحاد الصناعيين في إسرائيل الى الترحيب
وبحرارة على قرار البحرين رفض الحظر المفروض على البضائع الاسرائيلية
من الدخول لاسواق البحرين، مؤكدين ان اهمية هذا القرار تنبع من انه
سيساعد عدداً من الدول العربية وخاصة الخليجية من اتخاذ نفس الخطوة
ورفع الحظر على الدخول الاسرائيلي لتلك الاسواق.. فقد قال ديفيد زهافي،
رئيس اتحاد الصناعات الإسرائيلية: "صحيح ان البضائع الاسرائيلية موجودة
في الاسواق العربية بصور مختلفة (مباشرة باللغة العبرية او متخفية تحت
غطاء عربي او اجنبي) ولكن هذا القرار يعتبر تاريخيا فهو يجعل من السوق
البحريني مدخلا للاسواق العربية المجاورة وبصورة اقوى".
ووفقا لاحصاءات غير رسمية فان حجم التجارة بين اسرائيل ودول الخليج تصل
الى مئة مليون دولار معظمها باتجاه واحد، فاسرائيل تصدر الى تلك
الاسواق كل شيء تقريبا وخاصة المعدات الزراعية المتطورة والتكنولوجيا
العالية، اضافة الى الملابس والمنتجات الزراعية، ومن هنا فان هذا
الاعلان حظى بتغطية مناسبة في الصحف الاسرائيلية. وعلى سبيل المثال
كتبت صحيفة "يديعوت احرونوت" الاربعاء، 21 أيلول، عنوان: "الجدار
الحديدى بيننا وبين الدول العربية هوى وسقط"، وتحته اقتبست الصحيفة عن
وزير خارجية إسرائيل سلفان شالوم قوله: "ان هذه الاوقات التي نعيشها
الآن مليئة بالتفاؤل ومميزة في الشرق الاوسط ولم نحلم بها".. مضيفا انه
في الاسبوع الماضى وحدة التقى بعشرة وزراء خارجية عرب ومسلمين لم يكن
من الممكن أن يلتقي بهم قبل عامين فقط. والمعروف ان الوزير شالوم
التقى مؤخراً مع سبعة وزراء علانية وهم وزراء خارجية باكستان،
اندونيسا، المغرب، تونس، الاردن، مصر، وتركيا. اما اللقاءات الثلاثة
الاخرى فكانت سرية بناء على طلب الوزراء الذين اجتمع بهم والتي تعتقد
وسائل الاعلام الاسرائيلية انهم من دول الخليج.
الولايات المتحدة تدعم باتجاه اسرائيل..
وسبق هذا الاعلان التاريخي (من وجهة نظر الاسرائيليين) اتصالات مكثفة
وضغوط ناعمة من قبل شخصيات اسرائيلية رسمية ومن بينهم شمعون بيرس نائب
رئيس الحكومة على الادارة الامريكية والتي ضغطت بدورها على البحرين..!!
ووفقا لاقوال مصادر اسرائيلية فان واشنطن اشترطت توقيع اتفاقية التجارة
الحرة بين الولايات المتحدة والبحرين بقيام الاخيرة رفع الحظرعن
البضائع الاسرائيلية وان يتم الاعلان عن ذلك اثناء لقاء وزير الخارجية
البحريني بنظيره الاسرائيلي،
وكان سيلفر بولنسكي المحرر الاقتصادي لصحيفة "يديعوت احرونوت" قد قال
ان الرئيس الامريكي تعهد لرئيس الحكومة ارئيل شارون ان تعمل إدارته على
اقناع الدول العربية بالتطبيع مع اسرائيل على جميع المستويات في حال
تطبيق خطة الانفصال والانسحاب من قطاع غزة، ولهذا فان الادارة
الاميركية تمارس دور العراب لصالح اسرائيل مما انعكس ايجابيا على
الاداء الاقتصادي خلال الاسابيع الماضية، منذ بدء عملية الانسحاب،
فالبورصة الاسرائيلية تنتقل من ارتفاع الى ارتفاع محطمة الارقام
القياسية ( لقد تخطى مؤشر الشركات الـ25 الرائدة والكبيرة حدود الـ
741 نقطة، وهذا رقم لم يتخطاه منذ انشاء البورصة الإسرائيلية) وذلك
دليل على حجم الاستثمارات الاجنبية التي تتدفق يوميا على سوق الاوراق
المالية الاسرائيلية. ويأمل القائمون على السوق ان تعود الى سابق عهدها
حيث تجاوزت سبعة مليارات دولار، كما ان الشركات الاسرائيلية المتداولة
في البورصة الامريكية تحقق ارباحا.
وفي إسرائيل، فإنه حتى المصانع الصغيرة بدأت تلمس رياح التغيير كما حدث
مع مصنع لمواد التجميل جنوب اسرائيل والذي قام بارسال عينات الى
باكستان وعدد من الدول العربية لفحص امكانية فتح اسواق لمنتوجاته هناك،
كما قال ديفيد زهافي مضيفا: "ان التبادل التجاري مع السلطة الفلسطينية
ارتفع حلال الاسبابيع القليلة الماضية بنسبة 50% لصالح البضائع
الاسرائيلية"
هذا الوضع دفع وزير المالية الاسرائيلي المؤقت ايهود اولمرت الى
التأكيد ان اسرائيل على أعتاب انطلاقة سياسية واقتصادية لم تشهد لها
مثيلا في تاريخها، "اذا كان هناك شيء واحد ساهم في تغيير الاجواء وخلق
جو من الاندفاع المتفائل، وبعث الامل في اوصال الاقتصاد الاسرائيلي فهو
العملية السلمية".
ولكن الوزير اولمرت نسى ان هذا الوضع هو هش للغاية وقد ينقلب رأسا على
عقب اذا ما فشلت الجهود السلمية للتوصل الى اتفاق مع الفلسطينيين
(الواضح أن الطريق طويل)، فتصاعد اعمال العنف من شأنه ان يقضي على حلم
اسرائيل أن تكون مركز الشرق الاوسط..
|