خطة الانفصال عن القطاع ستكون نهاية الطريق ...


شارون سيعمل على تعزيز الاستيطان في القدس والضفة بعد تنفيذ خطته..!!

كتب خليل العسلي –خاص بـ"أمين"

في استطلاع عشوائي للرأي في أوساط بعض الصحفيين والكتاب والاعلاميين الاسرائيليين قمت به بصورة ارتجالية اتضح ان الرأي السائد لدى هؤلاء (المقربون عادة من صناع القرار في اسرائيل) ان الجميع يعتقد ان رئيس الحكومة ارئيل شارون يعتبر خطة الانفصال والانسحاب من قطاع غزة بما في ذلك اخلاء المستوطنات هناك، اضافة الى اربع مستوطنات منعزلة شمال الضفة الغربية هو نهاية الطريق، وانه لن يتبع ذلك باي شيء فيما يتعلق بالضفة الغربية حيث سيعمل على زيادة سيطرة اسرائيل عليها. فلقد قال الصحفي عكيفا الدار من كبار الصحفيين  في صحيفة "هارتس": "ان شارون لم يتغير اطلاقاً ولا زال  رجل المستوطنات والاستيطان رغم الهجوم الكبير الذي يتعرض له من قبل المستوطنين والذين كانوا يعتبرونه الاب الروحي لمشروعهم المتعلق باقامة دولة التوارة، ولهذا فان رئيس الحكومة سيعمل على اثبات للمستوطنين اولا انه لا زال كما هو رغم الانسحاب من قطاع غزة (لانه غير مهم لهم من الناحية الامنية والاستراتيجية والعقائدية والتوارتية) وذلك عن طريق تعزيز التواجد اليهودي في الضفة الغربية، فالانسحاب رغم الالم سيكون من اجل شيء افضل .."

الثمن: الضفة والقدس.. 

وهذا ما يحدث على ارض الواقع من خلال ضم  كتل استيطانية كبيرة لاسرائيل (بل اكبر من مدن قائمة،  فمستوطنة معاليه ادوميم تعتبر اكبر من مدينة ريشون لتسيون على سبيل المثال)، اضافة الى اقامة الجدار الفاصل وفقا لتصور سياسي معين لا علاقة له بتوفير الأمن لاسرائيل او السير بمحاذاة  ما عرف بالخط الاخضر او خط هدنة عام 1967 الذي يفصل الضفة الغربية عن اسرائيل، لهذا فان شارون مستمر بهذا المخطط رغم الغضب الاميركي (الخجول) كما حدث الاسبوع الماضي عندما نقل مبعوث امريكي بصورة سرية وبعيدة عن وسائل الاعلام اعتراضا ناعما للادارة على مسار الجدار الفاصل في منطقة سلفيت القريبة من مستوطنة ارئيل (الاسرائيليون يطلقون عليها لقب مدينة ارئيل حتى يتم اعتبارها امتدادا طبيعيا لاسرائيل)، والتي يعمل رئيس الوزراء على ضمنها لداخل الدولة.. فبعد ان اعترضت الادارة الامريكية اول مرة تم تعديل الجدار، ولكن عندما اقترب موعد تنفيذ خطة الانفصال  تجاهل شارون وبصورة متعمدة الاعتراض الامريكي (كما نقلت صحيفة يديعوت احرنوت عن مصادر رسمية بداية الاسبوع الماضي) بل انه عاد الى المسار القديم للجدار والذي يمر (لسبب مجهول) وسط حقول الفلسطينيين ليفصل تلك الاراضي المزروعة باشجار الزيتون التي يزيد عمر اصغر شجرة فيها عن ثلاثمائة عام. وكما هو معروف فان زيتون منطقة سلفيت يعتبر افضل زيت في الضفة  الغربية، وبعد اقامة هذا الجدار ستصبح عشرات الالاف من الاشجار خلف الجدار تحت السيطرة الاسرائيلية بينما يعيش اصحاب تلك الاراضى في الجانب الآخر منه..

وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية قد عاد واكد اكثر من مرة خلال الايام الماضية الى انه بعد الانسحاب من قطاع غزة لن يكون هناك اي تحرك مشابه في الضفة الغربية وان الوضع سيبقى على ما هو عليه لمدة طويلة... فبعد عملية اخلاء المستوطنين من القطاع وما يرافق ذلك من شرخ في العلاقات داخل المجتمع الاسرائيلي ستكون هناك حاجة الى اعادة التوزان للعلاقات الداخلية قبل البدء باية عملية سلمية مع الفلسطينيين، كما قال وزير الصناعة والتجارة ايهود اولمرت نائب رئيس الحكومة والذي يؤمن انه يجب ان يكون هناك انسحاب جزئي آخر من  الضفة (وليس منها كليا).

 حتى رؤساء التخطيط والمستشارون لا يعرفون كيف سيكون عليه اليوم الذي يلي الانسحاب من قطاع غزة، فاكثر ما يعرفوه، كما قال المحلل زئف شيف، هو ان اسرائيل ستتخلص من القطاع وستركز جل اهتمامها في الضفة الغربية.. اي ان الجيش اعد العدة للانسحاب، ولكنه في نفس الوقت اعد العدة لاعاجدة الإنتشار في الضفة بحيث يضمن استمرار الوضع القائم هناك مع محاولات تجميل هنا وهناك والاخذ بعين الاعتبار عزل القدس بصورة تامة عن الضفة، كما قال عضو المجلس التشريعى حاتم عبد القادر الذي شن هجوماً  غير مسبوق على السلطة قائلا: "ان السلطة تتعامل مع موضوع القدس بصورة مخجلة، بطريقة الهواة التي لا ترقى الى مستوى الخطر المحدق بالمدينة والتي لم يبقى منها شيء.. ففى اللحظة التي ستطبق فيها اسرائيل قرارها بمنع دخول المقدسيين الى الضفة الغربية اعتبار من الاول من الشهر القادم يمكن للسلطة الفلسطينية ورئيسها ان يقرأوا السلام على المدينة المقدسة".

 العمل على خير ما يرام..

وبعيدا عن القدس والضفة، فان رئيس الحكومة ارئيل شارون ابتسم اخيرا عندما قام بزيارة مفاجئة الى كل من نتسنيت، مفكيعيم، وكرميه، تلك الاماكن التي ستكون بعد اقل من65 يوما في مركز الاحداث، وستستقطب آلاف الصحفيين من العالم حيث انها ستكون مقر الحياة الجديدة للمستوطنين المنوي اخلاؤهم من قطاع غزة.  وقال شارون في أثناء جولته: "الان يمكن القول ان العمل يسير على احسن ما يرام..!!" وجاءت تلك الزيارة  لتفنيد اقول المستوطنين بانه لا يوجد مكان ينتقلون اليه وانه رغم إقتراب موعد الاخلاء لا شيء واضح وانهم قلقون جدا..

ووفقا لاقوال يونتان باسي رئيس وحدة تطبيق الانفصال فان 199 عائلة من اصل 1700 عائلة من مستوطني قطاع غزة توجهوا بطلبات للحصول على تعويضات من الحكومة مقابل عدم مقاومة الاخلاء.

 ورغم ذلك فلقد طلب رئيس الحكومة من جميع البلدات والقرى التعاونية في النقب الغربي اقامة الكثير من المشاريع الصناعية والتجارية والمساكن وذلك لمواجهة احتمال ان تجذب تلك المنطقة الكثير من الاسرائيليين اضافة الى المستوطنين في اطار خطة ما يعرف بتهويد النقب والجليل والتى يعكف عليها حاليا رجل السلام الاول شمعون بيرس نائب رئيس الحكومة بهدف تغيير الواقع هناك حيث ان الاغلبية حاليا هي للعرب!!! 

 

الى صفحة بدون تعليق

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع