من يوقف إضطهاد فلسطينيي العراق؟


سـليـمان نـزال

وصلَ النداء يا أهل إنتمائنا و جذورنا ..و كل ما في صيحاتكم في صيحاتنا..و كل ما في جراحاتكم في جراحنا.. الظلم هو الظلم و أن تبدلت العناوين العدائية.. و تعددت مصادر الضغائن المسعورة, يطلقها صهاينة و أتباع و عملاء أو غزاة أمريكا و أذنابها.

يا شعبنا الفلسطيني في مجمعات البؤس و الفقر و الضنك و ملاجىء الهم القديم و البيوت الآيلة للسقوط, ها هي عصابات لواء" الذئب" و جبناء هذا العصر الذئبي تستكثر عليكم حياة التشريد و المعاناة في منازل ومساكن لم تعد أصلاً صالحة للسكن..فما أكبر أكاذيب العيش الرغيد و الإمتيازات المزعومة التي كنتم تنعمون بها حتى في عهد الرئيس الأسير صدام حسين..

لقد أثبتت أكثر من دراسة و مقالة- لكتَاب و باحثين كعصام سخنيني و معتصم حمادة و نبيل السهلي , على سبيل المثال- أن أوضاعكم أكثر من مزرية, قديما و حديثا, و أن حياتكم في أكثر من منطقة و مدينة و حي و بناية , لا تتوفر فيها أبسط شروط الحياة الكريمة.. و ما عرفنا شعب العراق الأبي إلآ أهل كرم و شجاعة و نخوة و مروءة, لكن نسب أحفاد العلقمي لا يدل على أرومة بلا أحقاد و شكوك.

إن عمليات الضرب و الشتم و الإغتيالات و إطلاق النار و التهم الباطلة ضد فلسطينيي العراق , و مطاردتهم في أماكن السكن و العمل و الشوارع و المقاهي..ليست وليدة الأحداث الأخبرة..فمنذ الأيام الأولى لسقوط بغداد- و هي لا تسقط طالما هي تقاوم ببسالة لا تشبه إلا بسالة أهل الرباط و الملاحم- و جاليتنا الفلسطينية تتعرض لأسوأ معاملة. و كأنه صار مقدراً علينا كفلسطينيين أن ندفع ثمن المتغيرات الدولية من دمنا و ندفع أثمان باهظة بسبب الخلافات العربية العربية و تهرب معظم الأنظمة العربية من إلتزاماتها تجاه القضية الفلسطينية..و أكاد أقول قضية العرب المركزية, فأتراجع.. بحكم ما تثبته الحقائق الدامغة عن تخلي العرب الرسميين عن فلسطين و شعبها و حقوقه في الحرية و العودة و الإستقلال.

تتكرر المأساة.. يا شعبنا في أرض الرافدين.. و أسئلة كثيرة تتصاعد في مدارات الأسى, عن إضطهادات مزدوجة و قهر تحصيه الذاكرة العنيدة..فما أشبه يوم العراق بكويت البارحة.. و لا ننسى..

لا ننسى تصرفات الظلام الخائن و إن غدا حاكما بفضل الغزاة و عاره.. و هو يتنكر للنهارات البديعة التي وزعها الفلسطينيون بنشاطهم و عرقهم و ثقافتهم على إمتداد الخريطة العربية و العالمية..

و تنزف جراحاتنا المفتوحة من الماء إلى الماء , و نقرأ مسلسلات الأحزان و المراثي و المكابدات فصلا فصلا, مشهدا داميا و كئيبا بعد مشهد. و لا ننسى..فكيف نسي الحاقدون على جاليتنا الفلسطينية في العراق, أبسط واجباتهم التي تمليها عليهم القوانين الدولية و المعاهدات و أصول الضيافة! و هم يتشدقون عن الديمقراطية في العراق ؟ هذه ليست أعمال دولة تحترم نفسها بل هي أعمال عصابات تحرضها دول غازية و مشبوهة.

تؤكد الوقائع التاريخية أن معظم فلسطينيي العراق كانوا قد نزحوا إليه بمرافقة الجيش العراق, بعد نكبة 48, و هم ينحدرون من قرى حيفا و المثلث . و كان العديد منهم في"جيش الكرمل الفلسطيني" !

فهل يُترك شعبنا وحيداً , بلا معين, معرضاً للأخطار و المهالك..أو يتم تشريده ثانية على نفس الشاحنات التي نقلته عام النكبة إلى العراق؟

وصلت إستغاثاتكم يا شعبنا الفلسطيني في العراق..و معكم نسأل عن أدوار و مهام الجامعة العربية و السلطة الوطنية الفلسطينية و الأمم المتحدة و حتى قوات الغزو الأمريكي البغيض ,في توفير الحماية لكم و وقف ما تتعرضون له من جرائم بطش و تنكيل و إنتقام ..

سليمان نزال
30/5/2005

 

الى صفحة بدون تعليق

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع