اختبار الخيانة
الدكتور عبد الستار قاسم
هل أنت خائن للأمة والوطن؟ إذا كنت مسؤولا أو قائدا، ضع نعم أمام
الفقرة التي تتوافق مع سلوكك، وضع لا أمام تلك التي لا تتوافق. وسترى
في النهاية كم من الخيانة تمارس.
الاختبار للمسؤولين والقادة فقط.
أولا: العمل الدؤوب على تخريب النسيجين الاجتماعي والأخلاقي للمجتمع
الفلسطيني. كيف؟ الأمر في غاية البساطة ولا يتطلب إلا بعض الإجراءات
التي تغذي مشاعر الكراهية والبغضاء بين الناس وتقود إلى تفكيك المجتمع
بحيث يتحول المرء عن الاهتمام بالأمور العامة لصالح المصالح الشخصية
التي تنتهك المصالح العامة. تشمل هذه الإجراءات:
أ-
الاستعانة ببطانة سيئة تتقن أساليب الاختلاس والدجل والنفاق والكذب،
وتنمي مصالحها الخاصة على حساب الناس، وتغرق في الملذات حتى لو كان في
بارات العدو وبيوته للدعارة؛
ب-
عدم اعتماد الكفاءة كأساس أول للحصول على الوظيفة وإنما الاستزلام.
أكون معك أحصل على وظيفة، وإلا فعلي أن أبحث لنفسي عن عمل أكد فيه
وأتعب؛ وهذا يعني تكثيف استخدام الوساطات والمحسوبيات لما فيها استعباد
للناس؛
ت-
تسلب حقوق الضعيف لصالح الظالم القوي، وتصنع نظاما قضائيا يقيم الظلم
وينشر الاستقواء، وتأتي بقضاة لا يعرفون الله ولا يردعهم ضمير؛
ث-
لا تحرص على أداء المهام، والموظف الجيد هو الذي لا يقوم بعمله وينشر
الفساد في مؤسسته؛
ج-
الموظف الجيد هو الجاهل الذي يستغل منصبه ويبتز الآخرين. عمله القبيح
هو أساس ترقيته على ألا ينفضح كثيرا، أما إذا أصبحت الفضيحة على كل
لسان فلا مانع من معاقبته وذلك بإبعاده عن عيون الناس ليتولى منصبا آخر
في مكان جديد مع ترقية رتبته؛
ح-
إذا اشتكى الناس لك فإنك تُسمعهم الكلام، ومن ثم ترسل شكواهم إلى
المسؤول الذي اشتكوه لكي يعاقبهم؛
خ-
إنك شريك للناس في مصالحهم الاقتصادية فلا يقوم مصنع إلا وأنت أو أحد
زبانيتك شريك فيه بالخاوة، ولا وكالة تجارية إلا وكنت أكبر المستفيدين
منها وذلك دون أن تساهم بشيء بالتكاليف؛
د-
تحاسب بعض الضعفاء أحيانا وتعاقبهم على أعمال قاموا بها وذلك لتظهر
أمام الناس أنك صاحب مبادئ وأخلاق رفيعة؛
ذ-
المساعد الأمين هو من تكون يده اليد السفلى فيأتيك طالبا المال لنفسه
والوظائف والعطايا لأقاربه وأصدقائه وغانياته، أما الذي يريد أن يقدم
خدمات للمواطنين ولا يتمتع بدناءة نفس فلا حاجة لك به؛
ر-
المساعد المطلوب هو من يقبل التورط بأعمال مشينة تجعله عبدا لك فلا
يخالفك، أما من يثبت على دين أو خلق أو ضمير حي فإنه يكون قد جنى على
نفسه؛
ز-
تنشر أجهزتك الأمنية في كل مكان من أجل كبت الناس وذلك لتقضي على
الثقة بين الناس وتنشر الشكوك في النفوس.
على
الصعيد الأمني، تقوم بالتالي:
أ-
لا بد من الإكثار من الخطاب الوطني الحماسي المفعم بالكلمات الرنانة
التي تعبر عن التزام وطني عميق بقضية التحرير وعودة اللاجئين وإقامة
الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. لا تترك أحدا يزايد
عليك بالكلام الثوري الهائج المائج الذي يلهب المشاعر ويقود إلى
التصفيق والتصفير؛
ب-
تكثر من الشعارات البراقة ذات الوهج الساطع واللون الفاقع مثل يا واد
ما تخرقك ميّ، ويا شجر طاول الغيمة. وتؤكد دائما على النصر القادم مع
التأكيد على أن النصر من عند الله الذي لا يخيب أمل المؤمنين؛
ت-
تتحدث ضد الجواسيس والعملاء ولا تتخذ إجراءات رادعة بحقهم إلا إذا
وجدت ضغطا شعبيا يستحق التضحية بجاسوس صغير. ودائما بإمكانك أن تقول أن
قتل الجواسيس لا يجوز لأن مجتمعنا قبلي يتميز بروح الأخذ بالثأر.
وبإمكانك أن تكتفي بإعلان الجاسوس عن التوبة والتوجه إلى الله بركعتين
طلبا للمغفرة. هذا إن تم الكشف عن الجاسوس من قبل الناس، أما أنت فلن
تجهد نفسك في البحث عن الجواسيس لأنهم إحدى الأدوات الهامة في إخضاع
الناس وبث بذور الشك والفرقة فيما بينهم؛
ث-
أما العملاء من أبناء العائلات المتنفذة ومن الأثرياء أصحاب السطوة
الاقتصادية والاجتماعية فعبارة عن أصدقاء مقربين تعمل دائما على
إعطائهم الوجه الوطني الذي يشاركك جهودك الحثيثة نحو تحرير الوطن
وتحقيق الاستقلال؛
ج-
تكثر من التهديدات التي تتناقلها وسائل الإعلام والتي تظهرك دائما
بمظهر الوطني الذي لا تلين له قناة. فمثلا، بإمكانك التصريح بأن مصالح
الولايات المتحدة في المنطقة مستباحة، وأن على المستوطنين ألا يخلدوا
لنوم في الليالي القادمة، وأن تقول بأن شعب إسرائيل سيدفع دما غزيرا
إذا أقدمت دولتهم على تنفيذ تهديداتها وأن عليهم أن يعلموا أن أيدينا
طويلة وخلايانا تنتشر كأخطبوط عظيم لتلتف على أعناق الأعداء في الوقت
المناسب؛
ح-
تصنع انطباعا لدى الجماهير أنك تملك السلاح الكافي، وأنك تملك أسلحة
لا يعرف العدو عنها، وأنك قادر على خوض حرب عصابات طويلة الأمد تستنزف
العدو؛
خ-
تحرص دائما على أن يقوم أصحابك في الطرف الآخر بالرد على تهديداتك لكي
تصنع لنفسك هالة ومصداقية أمام شعبك غير الحقيقي. فأتوقع أن يقف وزير
الخارجية الأمريكي أمام العدسات لينعتك بالإرهاب وبالقاتل السفاح، وأن
يثور رئيس وزراء إسرائيل مزمجرا ومرعدا طالبا من العالم مد يد المساعدة
في مكافحة الإرهاب والإرهابيين الذين يتربصون بالشعب اليهودي المسكين.
هكذا تبدو بطلا وتخرج جماهير الشعب الفلسطيني لتحيتك ومن خلفها جماهير
العرب والمسلمين؛
د-
ستعمل على ألا تصل الخلايا العسكرية التي تشكلها إلى حد الفعل ضد
إسرائيل، وستعمل على تقديم المعلومات عنها من خلال شبكة الجواسيس التي
تعمل عندك دون أن يعلم أعضاؤها أنك تعلم إلى العدو الذي يقوم بإلقاء
القبض على الثوريين قبل يوم أو يومين من التنفيذ. أما إذا خرجت الخلية
للتنفيذ فإنك تكون قد نقلت المعلومات سلفا لإسرائيل ليقوم جنود إسرائيل
بنصب الكمين المناسب؛
ذ-
تعمل دائما على أن يتم تشكيل الخلايا بعلمك حتى لا تفلت منك معلومة
أمنية حيوية قد يكون نتيجتها التسبب بضرر لليهود؛
ر-
لكن لا مانع لديك من أن يخرج الشعب بأعمال احتجاج ضد إسرائيل مثل
المظاهرات والكتابة على الجدران وتوزيع المناشير التي تتوعد الغزاة لما
في ذلك من تنفيس عن الهموم دون إلحاق أضرار باليهود؛
ز-
وعند الحديث عن السلام فإنك تتمنع حتى لا تصنع أثرا يقود إلى الشكوك.
عليك أن تبدو متصلبا ومصرا على استعادة حقوق الشعب الفلسطيني.
على
الصعيد الاقتصادي، من المتوقع أن تعمل التالي:
أ-
عدم تطوير الزراعة وإهمال الفلاحين بطريقة تجعل فلاحة الأرض غير مجدية.
ميزانية الزراعة يجب أن تقترب من الصفر% من الميزانية العامة ذلك لأن
الزراعة تعني الأرض وتعني الوطن. فإذا كان نزاعنا مع اليهود على الأرض
فإنك ستعمل ما من شأنه إبعاد الناس عن الزراعة وعن الأمن الغذائي
المستقل؛
ب-
أنت شريك في أي استثمار دون مقابل وذلك لصد رغبة المستثمرين
الفلسطينيين في الاستثمار ورحيلهم بأموالهم عن أرض الوطن. أما من يقبل
شروط الخاوة فإن عليه أن يتحول إلى نصّاب يبتز الأموال دون التقيد
بمعايير الاستثمار الهادف إلى تحقيق ربح معقول والمساهمة في تطوير
البلاد؛
ت-
إذا حصل استثمار فإنه من الأفضل أن يكون في مجال الاستهلاك والترفيه
وليس في مجال الإنتاج. يجب التركيز على المطاعم والمتنزهات والبارات
وأصناف الطبيخ اللذيذ؛
ث-
أن تستمر في الاعتماد على الآخرين في الدعم المالي والغذائي لأن في
ذلك ما يعزز اليد السفلى والكسل والتبعية. بالتأكيد أنت لا تريد أن
يجوع الناس مخافة الثورة، ولهذا سيهب أصدقاؤك لدعمك إما بصورة مباشرة
أو من خلال أصدقائهم من الأنظمة العربية. لاحظ هنا أنك تبقى إرهابيا في
وسائل الإعلام، وسيجعل منك أصدقاؤك الأب الرحيم الذي يبحث دائما عن
مصادر مالية لتخفيف المعاناة عن شعبه؛
ج-
أنت لن تستخدم الأموال التي تأتيك بطريقة تخدم الاستثمار والإنتاج
وإنما لدفع رواتب موظفين مرتزقة لا يستحق أغلبهم المواقع التي
يشغلونها، ولشراء الذمم. أي أنك ستكون تكية أو مجرد شيخ عرب يوزع
العطايا على المنافقين والدجالين. هكذا ستشهد أبوابك ازدحاما بطالبي
العطايا سواء كانت نقدية أو وظائفية؛
ح-
العلف مهم جدا في إذلال الناس وتعليمهم الحقارة والدناءة. ستعلف الناس
بقدر ما يأتيك من أموال وستجد المعلوفين أشد المدافعين عما تعمل
والممجدين لشخصك؛
خ-
تعطي أموال الدعم للذين لا يحتاجون الدعم، وتمنعه عن الفلاحين والعمال
والحرفيين الذين ينتجون. أنت خصم الإنتاج وصديق التنابل والوجهاء ذوي
العقول الفارغة والفروج الواسعة.
على
صعيد الإسكان، أنت ستعمل الآتي:
أ-
لا تقدم دعما إسكانيا للفقراء وبالتحديد العمال والفلاحين لأن هؤلاء
كثر وينتشرون على مساحة كبيرة من الأرض. أنت مهتم بتحديد التمدد
الجغرافي للإسكان الفلسطيني وليس بالتمدد. أما إن حصل وقدمت شيئا، فأنت
ستكون مقتصدا جدا؛
ب-
أغلب الدعم الإسكاني تقدمه للأثرياء الذين يبنون البيوت الفخمة؛
ت-
لن تشرع في إقامة البنى التحتية لبناء قرى جديدة مثل فتح الشوارع
وتمديد شبكات الماء والكهرباء؛
ث-
لن تطلب من البلديات تسهيل إصدار تراخيص البناء والتخفيف من تكاليف
الاشتراكات البلدية. ستعمل على أن تكون تكاليف البناء عالية مع ضرورة
تحمل الفلسطيني نفقات البلديات والمجالس القروية؛
ج-
أنت ستنظر إلى الاستيطان الصهيوني فينشرح صدرك ويدينه لسانك، وستنظر
إلى الإسكان الفلسطيني كضريح على صدرك.
على
الصعيد الثقافي، ستعمل ما يلي:
أ-
الأدب التافه هو عنوان المرحلة،
وأدباؤك المفضلون هم الذين يمدحون ويبجلون ولا علاقة لهم بالأدب الناقد
الذي يرى نقاط الضعف فيصححها ونقاط القوة فيدعمها؛
ب-
لن تعمل على تطوير برنامج ثقافي يوحد الشعب الفلسطيني في كافة أماكن
تواجده، وستكون سعيدا عندما ترى الفلسطينيين على أنهم فلسطينيو الضفة
وفلسطينيو سوريا وفلسطينيو لبنان، الخ. بالتأكيد ستكون أكثر سعادة
عندما يتحول الشعب إلى غزاوي ونابلسي وخليلي؛
ت-
تعمل جاهدا على فصل الشعب الفلسطيني ثقافيا وسياسيا عن محيطه العربي
والإسلامي. الفلسطنة التعصبية هي عنوان مرحلتك، وستبذل جهدا نحو بث
ثقافة الكراهية والأحقاد بين الفلسطينيين وأهلهم القريبين جدا وهم أهل
الشام من أردنيين وسوريين ولبنانيين،
وأهل مصر.
وستعمل جهدك على أن تتحول ثقافة العلاقة مع العدو إلى بلاد الشام بدل
أن تكون مع إسرائيل؛
ث-
لن تتبع سياسة الرقي الثقافي بالأمة وستترك التراث الثقافي القائم على
التعصب والقبلية ينهش من أبنائها. ستحارب روح التعاون بين الفصائل
والأحزاب وستبث روح التعصب فيما بينها، وستضع أبناء العائلات المتنفذة
فوق رقاب الناس؛
ج-
وعليه فإن رقابتك ستطال الصحف والمجلات وخطب الجمعة والندوات
والمحاضرات، وستمتد إلى المجالس الخاصة، وستبث عيونك من العسس
والجواسيس في كل مكان. ستسود في عهدك ثقافة الحيطان لها آذان، وثقافة
اللي بجوّز إمي هو عمي.
أما
بخصوص التعليم، فأنت تحرص على ما يلي:
أ-
أن يبقى المعلم/المعلمة تحت ضغط الضائقة المادية حتى لا يقبل على
التدريس بشوق وهمّة. وسترهقه/ا بكثرة حصص التدريس وعدد الطلاب في الصف
الواحد وبالواجبات التي تكاد تكون بدون فائدة. وستسلط الطالب عليه بحجة
النظريات التربوية الحديثة. واجبك يفرض عليك تدمير الجيل، وأنت تتقن
هذه المسألة؛
ب-
ستزدحم دوائر التربية والتعليم بالمعلمين الجهلة الذين يسيئون للعملية
التعليمية والتربوية. طبعا لأنك صاحب مدرسة استزلام تعمل على إركاع
الشعب. ولهذا تكثر الوساطات في تعيين المدرسين والمدرسات؛
ت-
لن ترصد أموالا كافية لبناء المدارس من أجل المحافظة على الاكتظاظ
والتدريس المسائي. هذا يحرم الطالب من الحصول على فرصة تعليم جيدة
ويقتل نفسيته.
ث-
التعليم التلقيني هو المناسب لمهامك، وستمنع الإبداع ولن تكافئ
المبدعين؛
ج-
ستستخدم الطلاب والطالبات لأغراض سياسية لاستقبالك واستقبال زبانيتك،
ولتغطي بأعدادهم على عدم تلبية الشعب لرغباتك في الخروج من أجل الهتاف
الزائف؛
على
صعيد المجالس والأحزاب والفصائل، ستعمل على:
أ-
ضمان الأغلبية في المجالس واللجان المختصة في اتخاذ القرار لصالحك في
كل الأحوال، وإن شعرت أن الأغلبية غير متيسرة فإنك لن تعقد الاجتماع
المطلوب. ستناور بمختلف الوسائل بما في ذلك استعمال الرشاوى والتهديد
والوعيد، أو إعادة بناء اللجنة أو المجلس وتعديل العضوية بالطريقة التي
تأذن لك بالحصول على الأغلبية؛
ب-
ضمان عدم ظهور تنظيمات تنافس تنظيمك أنت ويمكن أن تشكل أغلبية تطغى
عليك وعلى أتباعك وذلك من خلال السياسات التالية:
1-
زيادة كمية العلف التي بحوزتك من خلال الأنظمة العربية وبموافقة
إسرائيلية-أمريكية غير معلنة لشراء مزيد من الناس دعما لك؛
2-
منع الأموال عن التنظيمات الأخرى والضغط على مختلف الجهات التي تحاول
تمويلها لتتوقف عن دفع الأموال؛
3-
فتح النار على التنظيمات المنافسة بهدف إضعافها وتحجيمها؛
4-
شق التنظيمات وذلك باستخدام الأموال الوفيرة التي تملكها، وشق
الانشقاق؛
5-
بث ثقافة الفرقة والفساد والفتنة بين التنظيمات حتى تمنع تعاونها
المتبادل، ولتبقى أنت الحكم فيما بينها؛
6-
ستعمل على تمويل التنظيمات ماليا خاصة الضعيفة منها. فهذه تنظيمات لا
تستطيع الإخلال بميزان القوى القائم لصالح العدو وبنفس الوقت تعطيك وجه
الديمقراطي الذي لا يتعايش فقط مع معارضيه وإنما يقدم لهم أيضا الدعم
المالي. يعطيك هذا صفة الأبوية وبطل الوحدة الوطنية. أما التنظيمات
المنافسة فستكون عصاك ما أمكن غليظة في وجهها؛
7-
إذا ظهر من بين صفوف تنظيمك أو صفوف التنظيمات الأخرى أو من بين صفوف
الشعب من ينافسك فإنك لن تتوانى في استعمال مختلف الأساليب للتخلص منه
بما فيها القتل.
أما
بخصوص القضايا الدينية والمقدسات، فإنك ستقوم بالتالي:
أ-
تكثف أحاديثك عن القدس بعبارات حماسية علما أن معرفتك بتاريخ القدس
تكاد تكون معدومة، وتذكر الشعب باستمرار أنك ملتزم بتحرير المقدسات؛
ب-
ستحفظ بعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية لترددها على مسامع الناس
لكي تكون لقيادتك مسحة من الإيمان النابليوني؛
ت-
ستستعين برجال دين لا يتقون الله ولا يعرفونه بقدر ما يجرون وراء
مصالحهم الخاصة؛
ث-
رجال دينك ضعفاء في اللغة العربية وفي فلسفة الدين وفي شخصياتهم وذلك
ليسهل امتطاؤهم ولكي لا يشكلون قيادة دينية للمجتمع؛
ج-
تحرص على الصلاة في المناسبات خاصة، وتظهر على شاشات التلفاز وأنت على
وشك الوقوع من شدة الخشوع؛
ح-
ليس من الضروري أن تصوم رمضان لكن من المهم أن تحرص على إقامة موائد
الإفطار.
متى
تتقدم ومتى تتأخر:
أنت
لن تقوم بتلبية المتطلبات الإسرائيلية فورا لأن ذلك سيكشفك ويخرب عليك
وعلى إسرائيل خططكما، وإنما تعمل على استنزاف الشعب الفلسطيني معنويا
وأخلاقيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا. أنت ستعمل على جرّ كل شيء على
الساحة الفلسطينية نحو الانحطاط، ولن تدخر جهدا من أجل تخريب الشعوب
العربية المجاورة أيضا وبث الفرقة والفساد بينها وبين الشعب الفلسطيني.
لكن هذا لن يكفيك وستعززه بإلحاق هزائم متواصلة بالشعب الفلسطيني على
مختلف الأصعدة.
أنت
ستقدم التنازلات التدريجية لإسرائيل كلما أحسست أن اليأس قد دب في
أوصال الشعب، وستمتنع عن ذلك عندما تشعر أن معنويات الشعب عالية. اليأس
يقودك إلى التنازل تحت شعار المصلحة الوطنية والذكاء في التعامل مع
مقتضيات الظروف واستحقاقاتها، وبأس الشعب يدفعك نحو التمسك بالحقوق لأن
المصلحة الوطنية أيضا تقتضي ذلك. أنت تستعمل المصلحة الوطنية كممسحة
صالحة للتعامل تحت كل الظروف.
المهم أن تبقى جيوبك مليئة بالمال ولن يخذلك في ذلك الإسرائيليون
والأمريكيون الذين يضغطون دائما على عملائهم من الأنظمة العربية لتقديم
الدعم المناسب؛ وأن يبقى الإعلام معك: منها من سيهاجمك مثل إذاعة
إسرائيل والبيت الأبيض ومنها سيدعمك مثل الذين يبثون من مونت كارلو
وقطر وعدد من بلاد العرب.
بعد
الموت:
أنت
بالتأكيد لا تريد أن تنتهي مهمتك بموتك، فإن لم تستطع صناعة من يقوم
مقامك ستعمل على أن يبقى الفلسطينيون في حالة فوضى بعد غيابك الأبدي.
لا بد لك أن تصنع مراكز قوى مرشحة للاقتتال الذي يمزق الشعب. أنت تترك
مراكز القوى تتنافس بطريقة مخجلة وتسمح بإقامة المجموعات المسلحة التي
تعمل مرتزقة عند مراكز القوى. وطبعا تكون قد ربطت كل مركز قوة بطريقة
أو بأخرى بإسرائيل. فضلا عن أنك تصنع خرابا هائلا يجعل من عملية
الإصلاح مهمة شاقة للغاية.
أنت
تريد أن تموت مطمئنا بأنك قد أوصلت الفلسطيني إلى حد الكفر بوطنه
وبشعبه، وإلى القول بملء فيه بأن إسرائيل أفضل من العرب.
إذا قرأت جيدا ووجدت أنك تنفذ 10% من البنود أعلاه، فأنت لست مجرد خائن
وإنما صاحب مدرسة تتلمذ عمالقة الخيانة على يده. أنت تكون ليس مجرد
جاسوس حقير وإنما تكون طينتك قد جبلت بالخيانة جبلا، ونفسك قد أغرقت في
لجج العمالة وظلمات النذالة.
|