وكان
صلاح
قد أتم قبل أيام صفقة شراء الديون
التي كانت قائمة على الفندق والبالغة نحو 4 ملايين دولار من
المؤسسة المصرفية الفلسطينية
بعد مفاوضات استغرقت
نحو 9 اشهر علما بأن المؤسسة المصرفية كانت اشترت قبل عدة سنوات
هذه الديون التي كانت متراكمة على الفندق لبنكي (ماركنتيل) و
(ديسكونت) الاسرائيليين،
بعد أن كانا قد استصدرا قراراً من المحكمة الإسرائيلية بالحجز
عليه.
الا انه أُغلق منذ شرائه من قبل المؤسسة وتحول الى بناية مهجورة.
والفندق الوطني هو من أعرق الفنادق في مدينة القدس وكان حتى
اغلاقه
عام 2000
أحد اشهر الفنادق في المدينة لموقعه ما بين شارع صلاح الدين
وشارع الزهراء فضلا عن انه احتضن اهم المؤتمرات الوطنية
والاجتماعات التي كان يعقدها القائد المقدسي الراحل فيصل الحسيني
مع مسؤولين اجانب ابرزهم الرئيس الاميركي الاسبق جيمي كارتر فيما
كان قبل الاحتلال الاسرائيلي للقدس قد خصص غرفة في الفندق
للعاهل الاردني الراحل الملك حسين.
ويعتقد انه من شأن هذه الصفقة رفع معنويات الفلسطينيين في
المدينة في ظل اليأس الذي اصاب السكان اثر تكرار صفقات تسريب
العقارات في المدينة لصالح جماعات يهودية متطرفة اضافة الى
امتناع الاثرياء الفلسطينيين المقيميين في داخل الاراضي
الفلسطينية وخارجها عن استثمار اي دولار في المدينة رغم تكرارهم
الشعارات عن ضرورة الحفاظ على المدينة.
وخلافا لما يردده المستثمرون الفلسطينيون من شعارات للعزوف عن
الاستثمار في المدينة بادعاء ان المجازفة السياسية للاستثمار في
المدينة عالية جدا فان صلاح لا يتفق مع هذه الشعارات ويقول:
"منذ العام 1967 والكل يستخدم المجازفة السياسية شعارا لعدم
الاستثمار في المدينة وهو ما تسبب بتأخر المدينة وليس تقدمها في
حين ان الواقع على الارض يؤكد على ان الاستثمار في القدس مجز وذو
فائدة".
وأضاف:
"على العكس مما يقال
فانني اؤكد
على ان ما تحتاج اليه القدس هي الاستثمارات وفي حال توفرت هذه
الاستثمارات فانها ستفيد اصحابها ليس فقط وطنيا وانما ماليا
ايضا".
ويدلل صلاح على ذلك بمشروع الاطعمة السريعة "YUMMY
YUMMY"
الذي كان افتتحه قبل سنة في موقع غير بعيد من فندق الوطني وقال:
"انذاك قيل ان المشروع لن يعمل وان الاستثمار في القدس غير ذي
فائدة ولكن الواقع على الارض اثبت غير ذلك، فالمشروع والحمد لله
يسير على خير ما يرام".
ومعلوم ان الاثرياء الفلسطينيين يعزفون عن الاستثمار في القدس
تحت غطاء تجنب المجازفة السياسية تارة وتحت غطاء العراقيل
الاسرائيلية تارة اخرى في حين ان البنوك العاملة في الاراضي
الفلسطينية تتجنب دعم اي مشاريع في المدينة المقدسة للحجج ذاتها.
ولم تشهد القدس مثل هذا الاسثمار الكبير منذ سنوات طويلة جدا،
ويأمل صلاح ان يحذو المستثمرون والاثرياء الفلسطينيون حذوه وان
يستثمروا الاموال في المدينة سيما في هذه المرحلة وقال: "يكفينا
شعارات.. المطلوب من الجميع ان يشمروا عن سواعدهم، فالشعارات لا
تبقي القدس وانما العمل الجاد والصادق، فالقدس بحاجة الى
استثمارات من اجل توفير فرص العمل وتأكيد هوية القدس العربية".
وطبقا لصلاح فانه يتوقع ان يستوعب المشروع الجديد نحو 100 عامل
من ابناء المدينة على اقل تقدير فضلا عن ان من شأن المشروع ان
يحيي المنطقة باكملها وقال:
"نخطط لأن يعمل المشروع على مدار الساعة ونحن على قناعة بأن
المدينة بحاجة الى مثل هكذا مشاريع".
وأضاف:
"القدس تعاني من الركود الاقتصادي وبلا شك فان من شأن هكذا
مشاريع ان تحيي المدينة".
وليس صلاح بغريب عن المنطقة اذ يملك محل صرافة في وسط شارع صلاح
الدين يقع على مقربة من عمارة نسيبه التي تنتظر بدورها منذ العام
1967 من يستثمر بها.
ويقول صلاح انه متفائل جدا بنجاح المشروع:
"انا متفائل جدا.. هذه مدينة مقدسة والخير فيها موجود وانا انصح
المستثمرين العرب والمسلمين والفلسطينيين بالاستثمار في المدينة
لأن في ذلك جدوى اقتصادية، وعلى اي حال فمهما فعلنا للقدس فانها
تستحق منا اكثر".
|