حسين الشيخ:
هناك محاولة لتحويل حركة فتح إلى مجموعة من الإقطاعيات
والإمبراطوريات الخاصة
اللجنة المركزية هي التي تريد إقصاء كل فتح"
اللجنة المركزية بدورها تريد مبدأ التعيين وتريد ان تفرض على القائمة
المركزية من تريد وفقا لما يحلو لها ولمصالحه
استقالة نصف أعضاء مكتب التعبئة والتنظيم في حركة فتح ألقت بظلالها على
الشارع الفتحاوي بشكل خاص والشارع الفلسطيني بشكل عام لما تشكله الحركة
الفتحاوية من ثقل على صعيد الحياة السياسية الفلسطينية كونها تشكل
العمود الفقري لمنظمة التحرير الفلسطينية ومجموع الحزب الحاكم للسلطة
الوطنية الفلسطينية..
لماذا استقال أعضاء مكتب لجنة التعبئة والتنظيم ؟ وما هو بديلهم؟ وكيف
ينظرون إلى خلافهم مع مركزية فتح؟ أسئلة عديدة طرحتها «الحقائق» على
أمين سر مرجعية الحركية العليا لحركة فتح حسين الشيخ " أبو جهاد
".
حوار/ جميل حامد- خاص بــ «الحقائق» - رام الله
3/5/2005
الحقائق : أعلنتم استقالاتكم من مكتب لجنة التعبئة والتنظيم في حركة
فتح ما هي أساب الاستقالة ؟
الشيخ :
يعني أولا أسباب هذه الاستقالة تعود إلى قناعة قيادات وكوادر الحركة أن
هذا المكتب الذي تشرف عليه اللجنة المركزية لحركة فتح لم يعد قادرا على
إحداث تطوير وتحسين لأساليب الحياة السياسية التي تحتاجها الحركة كما
أدى بوصول الأطر القيادية والأطر الميدانية في حركة فتح إلى حالة من
التراجع أمام الرأي العام الفلسطيني لذلك واستشعارا من اطر وقيادات
وكوادر الحركة بان هذا المكتب الذي تشرف عليه اللجنة المركزية لم يكن
قادرا على القيام بأي دور ايجابي في الحياة التنظيمية لذلك قررنا
الاستقالة لتوجيه إنذار حقيقي للقيادة الفلسطينية بأنه إذا لم تتخذ
إجراءات تكفل دمقرطة حركة فتح وإحداث تغيير جذري وحقيقي فيها والدخول
في انتفاضة إصلاح حقيقية في صفوف حركة فتح فان المراحل والتحديات
القادمة سواء الانتخابات البلدية أو التشريعية ربما انه سيكون هناك
تراجعا كبيرا وضررا كبيرا في ضوء ما هو موجود.
الحقائق : لماذا استبقتم عقد المؤتمر السادس للحركة وقد تحدد موعده في
الرابع من أغسطس/ آب القادم ..؟
الشيخ :
يعني نحن كنا نتمنى أن يتم عقد المؤتمر العام السادس للحركة قبل إجراء
الانتخابات التشريعية ولكن اللجنة المركزية لفتح قررت أن يكون موعد عقد
المؤتمر السادس للحركة في الرابع من أغسطس / أب القادم لكن ورغم هذا
وذاك لم نرى حتى ألان خطوات جدية من جانب اللجنة المركزية لحركة فتح
للتحضير لعقد المؤتمر العام السادس الأمر الذي زاد من مخاوفنا لان هذه
اللجنة لا تريد إطلاقا عقد المؤتمر العام السادس بل تريد أن تماطل وان
تسوف في ذلك على أمل تعطيل عقد المؤتمر العام السادس .
البعض يريد أن يحتكر القيادة في داخل حركة فتح وهناك محاولة لتحويل
حركة فتح إلى مجموعة من الإقطاعيات والإمبراطوريات الخاصة ببعض
القيادات الفلسطينية مما بات ذلك غير مقبول على مستوى كل القيادات
والكوادر الحركية لفتح سواء كان في الضفة الغربية أو قطاع غزة وأنا
واثق تماما أن ذلك لا يروق أيضا إلى كل مستويات الحركة في الخارج.
الحقائق : البعض وصف استقالاتكم بالحركة الانقلابية ضد الجيل القديم ما
ردكم على هذا الوصف ؟
الشيخ :
نحن لا نريد أن نحدث انقلاب على احد ولا نريد أن نقصي احد فاللجنة
المركزية هي التي تريد إقصاء كل" فتح" ألان وهي التي تعيش في برج عاجي
بعيدة كل البعد عن معاناة أبناء الحركة وبعيدة كل البعد عن الأجواء
والحياة الداخلية لتنظيم حركة فتح.. أنا برأيي أن هذا صوت عالي يطلقه
قيادات وكوادر الحركة مطالبين اللجنة المركزية لحركة فتح بان تأخذ
دورها وتقوم بالإعداد الجدي لعقد المؤتمر السادس الذي هو الضمانة
الأساسية لإعادة الحياة والروح للحركة والتجديد في أطرها وإعادة النظر
في برامجها وهياكلها وأنظمتها الداخلية وانتخاب قيادة جديدة لها بطريقة
ديموقراطية.
الحقائق : كيف تفاعلت رئاسة لجنة التعبئة والتنظيم مع استقالات أكثر من
نصف أعضائها؟
الشيخ :
دعني أقول مجرد الاستقالة باعتقادي هي استقالة مكتب التنظيم بالتالي
فان الاستقالة وضعت على طاولة الأخ أبو مازن ... نتمنى على الأخ أبو
مازن أن يتخذ الإجراء اللازم في هذا الموضوع وستعقد اللجنة المركزية
يوم غد الأحد جلسة لمناقشة موضوع الاستقالات وما نامله أن تتمخض هذه
الأمور عن جملة قرارات ايجابية تساهم في تطوير الحياة الديموقراطية
وإشاعة الديموقراطية في اطر ومؤسسات الحركة.
الحقائق : وإذا لم يتم اتخاذ مواقف وقرارات مرضية هل سنشهد استقالات في
الأقاليم الفتحاوية والأطر المناطقية ؟
الشيخ :
لا ... حقيقة نحن لا نريد أن تتطور الأمور إلى هذا الحد .. نحن في
النهاية قيادة في حركة فتح حريصون كل الحرص على صيانة وحدة الحركة
وتماسكها.. نحن اضطررنا للاقدام على هذه الخطوة بعد أن عجزنا عن القيام
بأي دور ايجابي يستطيع ان يؤثر على القيادة في مكتب التعبئة والتنظيم
فأردنا فقط من هذه الاستقالة أن ندق ناقوس الخطر وان نعلن انه في حال
عدم اتخاذ إجراءات جدية من قبل اللجنة المركزية فان الوضع العام للحركة
مهدد بالخطر لذلك نقول أن هذه الحركة ليست ملكا لأحد ولا يحق لأحد أن
يحتكر القيادة بداخلها... فتح حركة الشعب الفلسطيني وحركة الشهداء ويجب
أن تكمل مشوارها نحو الوصول إلى طموحات شعبنا الفلسطيني بالحرية
والاستقلال وبناء دولتنا الفلسطينية الديموقراطية.. وأنا هنا أتسائل هل
يعقل أن نبني مؤسسة وسلطة وطنية فلسطينية ودولة فلسطينية ديموقراطية
إذا لم نحافظ على دمقرطة فتح نفسها.....!؟
الحقائق : تحدثتم على أنكم تملكون مشروعا بديلا للقائم حاليا ما هو
مشروعكم وبديلكم ؟
الشيخ :
البديل هو إشاعة الديموقراطية في كل اطر الحركة من القواعد الميدانية
إلى الأطر الوسطية وصولا إلى الأطر القيادية الممثلة بالمجلس الثوري
واللجنة المركزية وذلك لن يتأتى إلا بعقد المؤتمر العام للحركة ويجب أن
تبدأ اللجنة التحضيرية بالقيام بدورها الجدي والحقيقي والتحضير الفعلي
لعقد المؤتمر لا مجرد القول أننا اتخذنا قرارا بعقد المؤتمر في الرابع
من أغسطس/ أب القادم.. المطلوب الآن هو القيام بخطوات تحضيرية حتى تثبت
اللجنة المركزية أن هناك جدية لعقد المؤتمر العام السادس .
الحقائق : يعني بامكاننا القول ان معركة الانتخابات بين مركزية فتح
وحركية فتح بدأت فعلا... هل هذا دقيق فعلا وينطبق على ما هو حاصل داخل
اطر فتح ؟
الشيخ :
نحن نقول بكل صراحة ان المؤتمر سيكون سيد نفسه واطر وقيادات وكوادر فتح
هم من سيختارون وينتخبون قيادة الحركة في حال انعقاد المؤتمر.. سيكون
المؤتمر سيد نفسه وأنا واثق بان المؤتمر سينتخب الأفضل كما أنا واثق
بان المؤتمر العام السادس سيقصي كل الفاسدين والمفسدين الذين لعبوا
دورا سلبيا على مدار عمر هذه الحركة وأنا واثق أن عهد التعيينات سيولي
من تاريخ حركة فتح إلى الأبد وسيحتكم كل الفتحاويين للديموقراطية
والقرار الديموقراطي والانتخاب الحر والمباشر لكل اطر الحركة... ولا
مكان للفاسدين ولا للمفسدين ولا للتعيين في اطر فتح حال انعقاد المؤتمر
العام.
الحقائق : لقد تعرض منزل ألطريفي لإطلاق النار وحوصر مكتب الأوقاف في
العيزرية وتم إطلاق النار على مركزا للشرطة إلى ذلك من الأحداث انتم في
حركية فتح كيف تنظرون إلى هذه الأمور التي باتت يومية وتخرج عن عناصر
من حركة فتح نفسها...؟
الشيخ :
نحن نطالب حقيقة بان يكون هناك احترام للقانون ولسيادة القانون لا يجوز
إطلاقا لأي مجموعة أو حزب أو تنظيم أو حركة أن يعتبر نفسه فوق
القانون...حركة فتح صحيح أنها حزب السلطة ولكن في المحصلة النهائية هي
جزء من النظام السياسي الفلسطيني بشكل عام ولا يجوز إطلاقا أن يعتمد
البعض على فرض القانون في الشارع الفلسطيني كما يروق له... يجب أن يتم
احترام القانون وسيادته في المجتمع الفلسطيني فنحن لسنا مجموعة من
العصابات ولا مجموعة من الفوضويين لذلك فان حركة فتح هي حركة سياسية
جماهيرية تؤمن بالمطلق برحيل هذا الاحتلال وقيام سلطة وطنية فلسطينية
ودولة فلسطينية تقوم بالأساس على القانون والتعددية وتداول السلطات
بالطرق السلمية لذلك وطالما هذه هي الثوابت الأساسية لحركة فتح فلا
يعقل أن يأخذ البعض القانون بيده أو أن يعتدي على أي مؤسسة عامة في
السلطة.
الحقائق : موعد انتخابات المجلس التشريعي القادم يقترب من خلال ما
يستجد على الإطار الفتحاوي ولكون المؤتمر السادس سيعقد بعد الانتخابات
التشريعية كيف ستذهب فتح إلى هذه الانتخابات هل تراها موحدة...؟
الشيخ :
هذا ما نطالب به .. لماذا جاءت استقالاتنا إذن من مكتب التعبئة
والتنظيم بالتأكيد لغياب البرنامج الداخلي الواضح لدى حركة فتح وكيفية
خوضها لهذه الانتخابات...
نحن طالبنا بإجراء انتخابات داخلية" برايمرز" للأطر الداخلية في حركة
فتح لمرشحي الحركة لانتخابات التشريعي. إلا أن اللجنة المركزية بدورها
تريد مبدأ التعيين وتريد ان تفرض على القائمة المركزية من تريد وفقا
لما يحلو لها ولمصالحها لذلك نحن نرفض رفضا قاطعا وطالبنا بضرورة إجراء
انتخابات داخلية" برايمرز" في حركة فتح قبل الانتخابات التشريعية.
الحقائق : انتم في حركية فتح ومرجعيتها الحركية كيف تنظرون إلى تقدم
الكفاءة والخلفية العلمية على النضالية في التشكيل الحكومي الأخير...؟
الشيخ :
هذه
الحكومة هي حكومة مؤقتة وقد جاءت كحل وسط للخروج من ألازمة التي كانت
قائمة بين المجلس التشريعي ورئاسة الوزراء من جهة وللخروج من ألازمة
الداخلية التي كانت في إطار حركة فتح حول هذا الموضوع باعتقادي أن هذا
هو الاعتبار الحقيقي الذي أتى بهذه الحكومة.
أنا أقول بكل صراحة انه ربما بعد إجراء الانتخابات التشريعية ستختلف
هذه المسالة بالمطلق ويمكن أن تدخل جملة من التعديلات حتى على القانون
الأساسي الذي اقره المجلس التشريعي.
|