مقارنة بين الصهيوني آفي فرحان والفلسطيني محمد دحلان
2005-03-01
في نفس الوقت الذي يصل وفد السلطة الأسلوية إلى بريطانيا للمشاركة في
مؤتمر لندن من أجل التفريط في حق عودة اللاجئين ، تكون قد وصلت إلى
"داون ستريت رقم 10" ، رسالة بعث بها إلى رئيس الوزراء البريطاني توني
بلير ، المستوطن الصهيوني المخضرم آفي فرحان ، يطالبه فيها باسم 30 من
سكان مستوطنة (إيلي سيناي) المقامة على أراضي قطاع غزة والمزمع إخلاؤها
في إطار خطة الفصل أحادية الجانب ، بالتدخل لدى السلطة الأسلوية ،
للسماح له وللمستوطنيين بممارسة ما اسماه بـ "حقهم الطبيعي ، في الحياة
بأمان في منازلهم ، حسب ما نصت عليه القوانين والشرائع الدولية التي لا
تبيح تجريد الفرد من ممتلكاته الخاصة " .
كذلك لم ينس آفي فرحان أن يضمن رسالته إلى توني بلير ، سرداً مفصلاً
لمسيرته الاستيطانية "الحزينة" وكيف أنه اضطر عام 1982 على ترك منزله
في مستوطنة (ياميت) التي كانت مقامة على أرض الأجداد في سيناء ، وتساءل
عما إذا كانت "الإنسانية" الممثلة في توني بلير ، توافق على هذا
"الظلم" الذي وقع عليه بشكل خاص وعلى المستوطنين اليهود عموماً .
ولا عجب الآن ، أن يلمس قارئ رسالة آفي فرحان ، وجه مقارنة وكذلك
اختلاف ، ما بين هذا المستوطن الصهيوني وبين محمد دحلان أو محمود عباس
أو أي من هؤلاء الأسلويين ممن تنازلوا عن أوطانهم الأصلية من أجل بناء
وجودهم على حساب غيرهم وبقوة البلطجة .
وجه المقارنة ، يتمثل في كون أن عائلة آفي فرحان وحسب ما جاء في رسالته
، كانت قد ترك موطنها الأصلي ليبيا عام 1949 متوجة إلى فلسطين وكان آفي
يومها طفلاً عمره ثلاث سنوات ، تماماً وكما هو الحال بالنسبة لعائلة
محمود عباس الصفدية . أما وجه الاختلاف ، فيتمثل في حقيقة أن محمود
عباس ودحلان هم أصحاب حق ولكنهم يساومون على حقوقهم ، فيما آفي ، فهو
على باطل ولكنه يدافع عنه بصلابة ولؤم اللصوص .
احمد منصور ـ المانيا
– بريد العرب
|