فضيحة مرشح للرئاسة
 


بقلم : عبد الله عيسى

أطل الصديق د. حسن النوراني بفضيحة انتخابية رئاسية ثم توارى عن الأنظار ليعلن بهدوء أقل من ضجيج الفضيحة بأنه سيشكل حزباً سياسياً ليواصل معركته في الدفاع عن مبدا العدل والحرية والبهجة.


والحقيقة أن د. النوراني لم يقترف ذنباً ولم يرتكب جريمة ولكنه كشف للناس عن وضعه المالي المزري عندما أعلن بأنه ينتمي لفقراء هذا الوطن ونسبتهم 72% من الشعب الفلسطيني حسب الإحصاءات الرسمية الفلسطينية .


وللأسف فان الفقر اصبح عورة في نظر بعض الناس مثل صوت المرأة وفى موسم الانتخابات يتفاخر المتفاخرون بأموالهم ودعمهم ورجالهم وعتادهم والطائرات الخاصة لرجال الأعمال المرشحين ولكن صديقنا خرج عن المألوف في كل بلاد الدنيا ودخل المعركة عريان مثل طرزان ليعلن النبأ العظيم عن بيعه لغرفة نومه القديمة المستعملة ب200 دينار , فلم يفلح في جمع ثلاثة آلاف دولار وبالتالي لن يكون معه خمسة آلاف توقيع !!.


في البداية انتقدنا تصديه لهذا الأمر وهو لا يملك ما يملكه الآخرون من قوة ومال ورجال تسد عين الشمس , ونصحته عدة مرات وقلت له : " بعض الناس تشتم الغنى عادة ثم تنتخبه وأنت فقير فستشتم ولن تنتخب , ولن تخرج إلا بالشتيمة " .


نظريا كان يفترض أن يحظى النوراني بتأييد الطبقة الفقيرة في المجتمع باعتباره منهم واليهم والسلام عليهم وعمليا لم يلتفت إليه أحد !.


وحتى لانظلم الجميع فان بعضهم تأثروا لانسحابه واحدهم قال له غاضبا حزينا :"لماذا انسحبت كنت سأنتخبك".


وذات مرة سألت أحد الأصدقاء عن وزير مفضوح وهو عضو في المجلس التشريعي وقلت : " فضائح هذا الوزير كانت قبل إقامة السلطة ثم انتخبه الناس بعد إقامة السلطة عضوا في المجلس التشريعي, ألا ترى أننا نستحق مثل هذا المواطن الصالح الذي نشتمه وننتخبه ونطالب السلطة بإقالته بعد أن باع البلد كلها ضمن صفقة أصحاب الجدار " .


ويعود إلينا معاليه صاحب الجدار مفاوضا داخليا حريصا على استمرار نهج المقاومة حريصا على المصلحة العليا لشعبنا !!.


ولم يعلق أحد على ظهور صاحب الجدار باعتبار أن وجود هذا الوزير على رأس وزارته لمدة عشر سنوات كان بسبب حسابات أيضا أما مصلحة شعبنا فلا يوجد لها حسابات وفضائح معاليه كانت مجرد خطا غير مقصود والمسامح كريم وأن عودته للواجهة لم يكن فضيحة بل .. حسابات باعتباره يملك مفاتيح التصاريح والتنسيق من يدخل ومن يخرج بسلطان موفاز !!


آه يا بلد .. غرفة نوم النوراني فضيحة وبيع بلد بأكمله على يد معاليه خطأ غير مقصود ومجرد سوء في توزيع كوتا الإسمنت!.


وأراهن من يرغب بالرهان أن معاليه سينجح في انتخابات المجلس التشريعي القادمة رغم أنفى وأنف كل الحاقدين أمثالي , لأن كل من صرخ بأعلى صوته وقال : " دونكم وصاحب الجدار لانجوت إن نجا " اعتبر في نظرهم حاقدا لئيما لا يعرف التسامح .


طويت صفحة الجدار الفاصل وما أدراك ما الجدار وطويت فضيحة معاليه وكل فضائحه السابقة و اللاحقة ..طويت بنفس معاني التسامح والقلب الكبير أما فضيحة غرفة نوم النوراني فهي الفضيحة الباقية والتي لن تمحى ابد الدهر .

 

الى صفحة بدون تعليق

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع