الإفرنجي: فتح تمر بأزمة حقيقية ونقوم بجهود لحلها

عبد الله الإفرنجي يرجح أن يكون الرئيس عرفات قضى بطريقة غير طبيعية، ويقول أن السلطة وفتح تسيران ببطء في محاولة لملء الفراغ الناجم عن غيابه..

غزة- ياسر أبو هين -الشبكة الإعلامية الفلسطينية

اعترف عبد الله الإفرنجي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ومسئول مكتب التعبئة والتنظيم بوجود مشكلة وأزمة حقيقية تواجهها حركة فتح التي تستعد لانتخابات داخلية لاختيار ممثليها في الانتخابات البرلمانية التي ستجري في يناير القادم.

وقال :" لا أجد أي عذر لوضعنا الحالي داخل فتح وفرصتنا الآن أن نعقد المؤتمر السادس وان نعبئ الاستمارات والذاتيات وننتخب قيادات بدءا من الشعب والمنطقة والإقليم، ولكن للأسف حتى هذه اللحظة لم ننجح في أن نترجم ما نريد على الأرض في كل الأقاليم منتقدا بعض الاستقالات التي جرت هنا وهناك، وما اسماه بعض محاولات الابتزاز والسلوك التنظيمي غير السليم، الذي ينعكس على فتح بطريقة رديئة، مشددا على ضرورة حل هذه المشاكل بسرعة.

وأشار الإفرنجي في حديثه مع عدد من الصحفيين في مكتبه بمقر التعبئة والتنظيم بمدينة غزة الخميس 10-11-2005 بالقول "لم يعد أمامنا الكثير من الوقت لذلك قمنا بتكثيف العمل وتوسيع دائرة تحمل المسئولية الى المجلس الثوري واللجنة المركزية وبمشاركة كل الإخوة في اللجان الأخرى للوصول إلى نتائج مرضية وان نكون حاسمين للتعامل مع ما يجري من زاوية الابتزاز فلا يوجد حركة تتعامل بشكل سليم مع الابتزاز".

وارجع الإفرنجي بعض الخلل القائم بسبب حداثة التجربة الانتخابية في ارض الوطن وقال :"تجربة الانتخابات في الوطن بفتح تختلف عن تجاربنا في الخارج بالماضي بحكم الظروف الجديدة، فهي تختلف كذلك لان عشرة اعوام مرت على بناء السلطة منها أعوام الانتفاضة".

وقال :"لدينا نوع من الخلل، وفتح ليست بصدد تأجيل الانتخابات التشريعية رغم ان ما يجري في فتح أزمة حقيقية يجب التعامل بشكل سريع لبناء الأطر والهياكل لتساعدنا في تخطي هذه الأزمة"، معتبرا ان عوائق انتخابات البرايمرز الخاصة بفتح قائمة ولكن هناك جهود كبيرة لحلها .

وعبر عن استيائه من الاستقالات التي يتم الإعلان عنها في وسائل الأعلام وقال:" هذا يعبر عن " الانفلاش الواصل الى النخاع" ولكن التسامح وصل الى درجة غير محببة واعتقد ان هذا الأسلوب كان ممكن ان يقبل في الماضي ولكن في المستقبل لا يمكن ان يقبله احد فهناك خصوم سياسيين وهناك معارضة تفرض علينا ان نهتم بأدائنا".

لم يمت طبيعيا

ورجح الإفرنجي أن يكون الرئيس الراحل ياسر عرفات قضى بطريقة غير طبيعية مشددا على ضرورة ابقاء ملف التحقيق في ظروف الوفاة قائما.

وأشار إلى أن السلطة الفلسطينية وحركة فتح تسير ببطء في محاولة لملء الفراغ الناجم عن غياب الرئيس الراحل ياسر عرفات والذي كان يمثل حالة نادرة في العالم.

وقال :" إن غياب ابو عمار خلف فراغا في الساحة الفلسطينية وفي الشرق الأوسط وفي الساحة الدولية فهو ليس فقط مؤثر في الساحة الفلسطينية ولكن في اللعبة الدولية بكاملها وعندما شعر الإسرائيليون عام 2000 وقسم من الإدارة الأمريكية ان عرفات لا يريد التجاوب مع شروط المصالحة التي يرغبون بها بدأت الحرب بزيارة شارون الى الاقصى، وهذه الحرب اسفرت عن الوضع الذي نعيشه الان".

واعتبر الإفرنجي ان انتخاب ابو مازن "عوض إلى حد كبير غياب الرئيس عرفات ولكن ما زال هناك ثغرات نحن بحاجة إلى تعبئتها وهذا يتطلب إعادة بناء المؤسسات في حركة فتح وهي نقطة حلها ليس سهلا ونحن الآن نحاول أن نقوم بمراجعة لخطنا السياسي خلال الأعوام الخمسة لنقوم بصياغة سياسة جديدة لفتح نخرج من المأزق الفتحاوي ونعيد بناء الهيكل الفتحاوي ونعيد صياغة العلاقات الفلسطينية الداخلية بشكل أفضل.

ظاهرة فريدة

وأضاف " ياسر عرفات ظاهرة فريدة غير قابلة للتكرار ولا احد يمكن ان يدعي انه قادر على ملء الفراغ، لذلك التوجه عندنا منذ البداية هو العمل على بناء المؤسسة لكي نحاول سد الفراغ الى حد ما ولكن لم نستطع حتى اللحظة ملء هذا الفراغ ونحن لدينا نوع من البطء في بناء المؤسسات ولذلك هناك تعثر في الاداء.

وأشاد الافرنجي بالجهود الفرنسية لمحاولة انقاذ الرئيس الراحل وقال "قاموا بجهود جبارة لإنقاذ ابو عمار " مشيرا إلى ان الجلسة التي استمع فيها مع عدد من القادة الفلسطينيين للتقرير الفرنسي تضمنت اجابات هامة حيث لم ينف الاطباء او يؤكدوا أن عرفات توفي بالسم ولكنهم قالوا لم نجد اثارا لسم معروف في دمه لأنه لو قالوا انه سمم لتعين ان يقولوا ما هو السم، وقارن بين ما حدث مع عرفات وبين ما جرى مع خالد مشعل في محاولة اغتياله في عمان والتي اضطر فيها الاسرائيليون انقاذ مشعل بعد اكتشاف ما جرى، مشيرا الى شعوره أن "وفاة ابو عمار لم تكن طبيعية، وهذا الملف يجب ان يبقى مفتوحا حتى نعرف كيف توفي ابو عمار.

حماس قوة كبيرة

وعلى صعيد العلاقة مع الفصائل الفلسطينية أكد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح على ضرورة استمرار الحوار مع الجميع وخاصة من وصفها بالقوة الكبيرة حركة حماس منتقدا الشعار والبرنامج السياسي الذي ترفعه حركة حماس " البندقية في يد والبناء في الاخرى " وقال ان هذا الشعار لا يمكن ان يكتب له النجاح ويتعارض مع كل الأمور الأخرى فكيف يرفعون البندقية ويمارسونها ثم يريدون البناء ويمارسونه فهذه النقطة لا نوافق عليها، معتبرا ان من يريد استمرار حالة الفوضى هو إسرائيل حتى تستمر في تهويد القدس وتوسيع المستوطنات وبناء الجدار بدون ضغط سياسي فلسطيني.

وأضاف " لابد من صياغة سياسة نتفق عليها جميعا، مشيرا الى انه في آخر لقاء بين ابو مازن وحماس في العيد حملهم مسئولية استمرار هذه السياسة وحملهم المسئولية عن كل ما يحدث، وقال " لا يمكن ان تعطينا الدول المانحة أي شيء لتعمير الضفة وغزة اذا شعرت انه سيصيبها صاروخ وتدمر، في حين اننا سلطة فلسطينية تعتمد على المساعدات الخارجية ولا نملك إمكانية لبناء مجتمع فلسطيني سياسي واقتصادي دون مساعدات خارجية وهذه المساعدات لها شروط ومواصفات، لذلك آن الأوان ان نناقش بعيدا عن الإنشاء والديموغوغيا وحوار الطرشان كي نجلس مع بعض ونضع سياسية مشتركة وهناك هامش كبير للوصول الى هذا الاتفاق ومفروض علينا وملزمين تجاه شعبنا ان نجد هذا القاسم المشترك للعمل المشترك لأنه بدون ذلك سنظل ننحر أنفسنا بأيدينا وهذا غير مرغوب فيه.

لا نريد الصدام

وأشار الإفرنجي إلى وجود حوار مع حركة حماس يجري تكثيفه أحيانا غير ان فتح وصلت إلى قناعة بضرورة ان يكون الاتصال عبر لجنة المتابعة، موضحا انه شارك في احد اللقاءات مع حماس في منزل الشيخ إسماعيل هنية غير ان هذا اللقاء لم يترجم لاتفاق وفقط تحدث الطرفين عن مواقفهما.

واستبعد مع ذلك القيادي في فتح عودة الاشتباكات المسلحة بين الجانبين وقال " نحن لن نسعى ولا نرغب ولا نريد الصدام بين السلطة او بين فتح مع حركة حماس ونأمل ان ما جرى لا يحدث من جديد، فنحن في حوار وتواصل في اللقاءات مع حركة حماس".

وحول التصعيد الأخير الذي جرى بعد اغتيال عدد من المطلوبين قال " نحن موجودين وفق اتفاقية مع الإسرائيليين، والتهدئة مبنية على اساس التعامل مع خارطة الطريق، ولابد ان نلتزم، وأضاف" أعطانا الإسرائيليون 26 اسم لمطاردين في غزة و400 في الضفة وقالوا لنا من أجل حل مشكلتهم استوعبوهم في الأجهزة الأمنية ويتوقفوا العمل العسكري وبدأنا ننسق مع اخواننا في فتح وحماس والجهاد، ولم يلتزم احد الا اثنين ومن رفضوا الالتزام لم ينزلوا تحت الأرض ولا يجب أن نتصور بعدها ان يرمينا الإسرائيليون بالورد خاصة في ظل حكم شخص مثل شارون مشيرا الى ان أيضا هناك من لا يقتنع بالخط السياسي من كتائب شهداء الاقصى التابعة لفتح فقاموا بالرد معتبرا ان الوحيدين الذين فهموا هذه اللعبة هي حماس فلم يردوا بالصواريخ.

 

الى صفحة بدون تعليق

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع