ما هي طبيعة الدور الأمني للسلطة
الفلسطينية؟
أحمد عمرابي
بينما ينهمك محمود عباس (أبو مازن) رئيس السلطة الفلسطينية في محاولته
اقناع قادة فصائل المقاومة بالموافقة على هدنة مفتوحة مع اسرائيل دون
وضع شروط من ناحية ويطمئن الجمهور الاسرائيلي من خلال التليفزيون العام
الاسرائيلي من ناحية أخرى ان الكفاح الفلسطيني المسلح «لن يؤدي الى
شيء» يقوم آرييل شارون بوضع اللمسات الأخيرة لخطة تقضي باستكمال تهويد
القدس بالكامل في خلال ستة شهور فقط‚
لقد
صارت هذه الخطة رهن التطبيق قبل سنين‚ والآن يعلن شارون عن أخطر حلقات
استكمال الخطة بتوسيع نطاق الجدار الفاصل لضم المدينة الاستيطانية
«معاليه أدوميم» (الواقعة بين القدس وأريحا) وما حولها لاستكمال حلقات
تهويد القدس‚ وبكلمات أخرى فانه بعد مرور ستة شهور لن يكون مصير القدس
قابلا للتفاوض من الناحية العملية‚
الهدنة الفلسطينية إذن تحتاجها اسرائيل لكسب الوقت من أجل استكمال
مشروع القدس بحيث تصبح عند نهاية المدة المذكورة أمرا واقعا «كعاصمة
موحدة وأبدية» لاسرائيل‚ وإذن ايضا فإن الدور المطلوب اسرائيليا للسلطة
الفلسطينية بقيادة أبو مازن ينحصر في كيفية تدجين فصائل المقاومة الى
ان يستكمل انجاز مشروع تهويد القدس‚
ولا
نريد ان نقول ان السلطة الفلسطينية قبلت لنفسها هذا الدور وهي تدرك ما
تفعل‚ لكن نستطيع ان نقول دون تردد انها بابتداع اجتماعات وحوارات لا
تنتهي مع قادة المقاومة والاصرار على هدنة غير مقيدة بأمد زمني محدد
بالاضافة الى الملاحقات الأمنية والتراخي تجاه المماطلات الاسرائيلية
انما تؤدي عمليا الدور المطلوب‚
في
خطابه الى الجمهور الاسرائيلي من خلال مقابلة تليفزيونية مطولة أدان
أبو مازن نهج الكفاح المسلح‚ وقال ان السلطة الفلسطينية تتعهد «ببذل
مائة في المائة من الجهود لمكافحة الارهاب لأننا نريد اقامة علاقات حسن
جوار مع اسرائيل»‚ فماذا يفهم الشعب الاسرائيلي من مقالة رئيس فلسطين
يدمغ المقاومة الوطنية بنعت «الارهاب» على نحو ما تفعل الحكومات
الاسرائيلية والإدارات الأميركية؟
انها رسالة يفهم منها الاسرائيليون ان هناك سلطة فلسطينية باتت تسهر
على حماية أمنهم عن طريق لجم فصائل المقاومة ‚‚ وبالامتداد فانهم لا بد
ان يستنبطوا من هذا الفهم ان حكومة شارون تتبع النهج الصواب في التعامل
مع الفلسطينيين وان سياسة شارون القمعية الدموية حققت النجاح المنشود‚
والسؤال الذي يطرح هو: إلى أين ينتهي الأمر بينما تلتزم قيادة السلطة
الفلسطينية بالدور الأمني الذي حدده لها شارون؟
|