دحلان يعود بقوة للحلبة السياسية والأمنية
2005/01/31
رغما عن الغاضبين.. ومتجاوزا المسؤولين
رام الله ـ القدس العربي
ـ من وليد عوض:
عاد وزير الامن الداخلي السابق العقيد محمد دحلان الي الحلبة السياسية
والامنية الفلسطينية بقوة في عهد الرئيس الفلسطيني محمود عباس
(ابومازن) وخاصة المتعلقة بالتنسيق والاتصال مع الجانب الاسرائيلي.
وكان دحلان قد تعرض لعملية تهميش في عهد الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر
عرفات وتعرض للكثير من الانتقاد سواء من اعضاء اللجنة المركزية لحركة
فتح او من بعض المقربين من عرفات. ودخل دحلان في الكثير من الخلافات مع
عرفات، وكان يتهم بانه من الساعين لخلافته، وبانه من المرضي عنهم سواء
اسرائيليا او امريكيا.
وعودة دحلان القوية للساحة الفلسطينية وخاصة باتجاه اجراء الاتصالات
والمفاوضات مع الجانب الاسرائيلي لم ترق للعديد من المسؤولين
الفلسطينيين الذين باتو يرددون عبارة لكل زمن دولة ورجال .
وتثير تلك العودة القوية للعقيد دحلان غضب العديد من المسؤولين
الفلسطينيين وخاصة بعض اعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح التي تعتبر
المقرر الرئيس لسياسة السلطة الفلسطينية.
ولكن هؤلاء عاجزون عن عمل اي شيء لوقف العودة القوية لدحلان للواجهة
بسبب الثقة الكبيرة التي يمنحه اياها الرئيس الفلسطيني الجديد للتنسيق
والتفاوض مع الجانب الاسرائيلي.
اما الدكتور صائب عريقات وزير شؤون المفاوضات والمكلف حسب وزارته
بالاتصال مع الجانب الاسرائيلي فبات يسأل دحلان عن الاجواء في الطرف
الآخر خاصة وان رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع (ابو علاء اجتمع امس
مع دحلان لمعرفة ما جري بينه وبين موفاز.
ومن الجدير بالذكر ان دحلان اجتمع الليلة قبل الماضية بناء علي طلب
عباس مع وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز.
وتناول اللقاء الذي تم في فندق شيراتون مورياه بمدينة تل أبيب اربع
قضايا رئيسية هي الية الانسحاب من خمس مدن في الضفة الغربية والمطلوبون
لاسرائيل ومبعدو كنيسة المهد واطلاق سراح المعتقلين.
ووفق المصادر المتطابقة وما تسرب من الاجتماع فقد تركز الحديث علي قضية
نقل السيطرة الأمنية للفلسطينيين في مدن الضفة الغربية، وذلك تمهيدا
لانسحاب القوات الإسرائيلية إلي مواقع ما قبل تاريخ 28 أيلول 2000، لدي
اندلاع انتفاضة الاقصي.
وذكرت المصادر ان اللقاء تمحور حول تجديد التفاهمات التي تم التوصل
اليها بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي قبل نحو عامين بمشاركة دحلان
وموفاز، والتي تقضي بالانسحاب التدريجي من المدن الفلسطينية، وذلك من 5
مدن في الضفة حيث ستكون رام الله هي الأولي ثم طولكرم ، ثم من قلقيلية،
فأريحا، و بيت لحم .
وتناول الاجتماع قضية المطلوبين ووقف مطاردتهم من قبل إسرائيل وقالت
المصادر ان موفاز طلب إجابات من دحلان حول كيفية قيام أجهزة الأمن
الفلسطينية بمراقبة هؤلاء المطلوبين، وكيف سيسلمون أسلحتهم، ومعالجة
الجانب الفلسطيني لقضيتهم، وفي حال أوقفت إسرائيل ملاحقتهم كيف سيتم
التعامل معهم.
واكدت المصادر أن الاجتماع الفلسطيني ـ الإسرائيلي طرح مسألة
الفلسطينيين الذين أُبعدوا من كنيسة الـمهد في بيت لحم إلي الخارج وإلي
قطاع غزة، وكذلك قضية الإفراج عن الـمئات من الـمعتقلين الفلسطينيين في
السجون الإسرائيلية، في إطار خطوات بناء الثقـة مع الجانب الفلسطيني.
وكان موفاز قد تحدث الاحد الماضي عن امكانية حصول انسحاب عسكري في
الضفة الغربية. وقال آمل كثيرا ان لا يبقي اي جنود اسرائيليين في
الاراضي الفلسطينية بحلول نهاية السنة ، في اشارة الي عودة الجيش
الاسرائيلي الي المواقع التي كان يحتلها في الضفة الغربية قبل اندلاع
الانتفاضة في ايلول 2000. وكان الجيش الاسرائيلي يحتل انذاك غالبية
اراضي الضفة الغربية لكن ليس داخل مدن هذه المنطقة. وقالت الاذاعة
الاسرائيلية العامة ان رام الله وطولكرم هما اول مدينتين ستنتقلان
مجددا تحت اشراف السلطة الفلسطينية علي ان تنقل مدن قلقيلية واريحا
وبيت لحم الي السلطة الفلسطينية لاحقا.
ولقاء دحلان مع الجانب الاسرائيلي ومفاوضاته مع شاؤول موفاز بشأن
الانسحاب الاسرائيلي من مدن الضفة الغربية اثار غضب الدكتور صائب
عريقات كونه وزير شؤون المفاوضات مع اسرائيل وهو الذي يجب ان يلتقي مع
الاسرائيليين ويتفاوض معهم وليس دحلان.
ولكن في ظل الثقة الكبيرة الممنوحة لدحلان من قبل الرئيس الفلسطيني
محمود عباس لم يستطع عريقات الاحتجاج والصراخ وهو يعلم بانه بات من غير
المرغوب فيهم في العهد الجديد.
وذكر مسؤول فلسطيني كبير لـ القدس العربي ان عريقات لم يستطع قيادة
المفاوضات مع الجانب الاسرائيلي بالشكل الصحيح من وجهة نظر القيادة
الفلسطينية الجديدة، ولذلك علية التزام الصمت وفتح المجال امام من هم
اكثر حنكة في الاتصال والتفاوض مع الطرف الآخر.
|