بوش يقزم رئاسة عباس

2005/10/22

القدس العربي
 

جاءت نتائج زيارة السيد محمود عباس رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية الي واشنطن اقل كثيرا من الآمال العريضة التي انعقدت عليها خاصة من جانب جناح اوسلو الفلسطيني الذي راهن دائما علي المفاوضات كأسلوب وحيد للوصول الي الحقوق الفلسطينية المشروعة، واعتبار العلاقة الاوثق مع واشنطن هي ضمانة التسوية السياسية.
الرئيس عباس عاد الي رام الله خالي الوفاض فعلا، ولم يحصل الا علي استقبال دافئ في البيت الابيض، وتربيتا علي الكتف من قبل الرئيس بوش، ومجموعة من الصور التذكارية يمكن ان يتأملها الاحفاد في الايام المقبلة.
صحيح ان الرئيس بوش طالب بوقف الاستيطان الاسرائيلي في الضفة الغربية، واصر علي ان تكون مهمة الجدار الذي تبنيه حكومة شارون جدارا امنيا لا سياسيا، ولكن الصحيح ايضا انه اعتبر المقاومة عصابات مسلحة ارهابية وطالب ضيفه الفلسطيني بضرورة القضاء عليها، وعين مندوبا امريكيا لمساعدتها في هذا الخصوص.
ولعل اخطر ما تمخضت عنه زيارة عباس لواشنطن هو تنصل الرئيس الامريكي من وعوده باقامة دولة فلسطينية مع نهاية فترته الرئاسية الثانية، وهو تنصل خطير يضع خريطة الطريق التي هي اساس التسوية في مهب الريح.
الرئيس بوش لم يعد بحاجة للايفاء بوعوده في هذا الخصوص. فقد اطلق وعد اقامة الدولة لتبرير مشاركة الزعماء العرب في حربه ضد العراق، والآن وبعد ان اوشكت ان تنتهي هذه الحرب وما تمخض عنها من احتلال وعملية سياسية الي الفشل الذريع، باتت الدولة الفلسطينية غير ضرورية.
ففي الوقت الذي كان يعد فيه الرئيس بوش بدولة فلسطينية كان يقدم ضمانات مكتوبة لصديقه شارون بمساندة عملياته الاستيطانية، وابقاء الكتل الاستيطانية الرئيسية في الضفة الغربية، وبالذات حول القدس المحتلة خارج اي مفاوضات مستقبلية.
لا نعرف شعور الرئيس عباس وهو يعود الي مقره في رام الله فارغ اليدين، ولا نعرف ماذا سيقول الدكتور نبيل شعث وزير الاعلام الذي وثق بالرئيس بوش ووعوده عندما ابلغ الوفد الفلسطيني الزائر في المرة الاولي بان الرب طلب منه اقامة دولة فلسطينية ولذلك سيقيم هذه الدولة. تماما مثلما امره بالحرب في كل من العراق وافغانستان ففعل.
تخلي الرئيس بوش عن اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة هو تخل عن العملية السلمية برمتها، ونسف لخريطة الطريق. ففي ظل الهجمة الاستيطانية الاسرائيلية ومعدلاتها الحالية لن تبقي اي ارض تقام عليها الدولة.
الافضل للسيد عباس ان يصارح شعبه الفلسطيني الذي انتخبه بسبب علاقاته الوثيقة مع واشنطن بالحقائق كاملة، وان لايفرط بورقة المقاومة طالما ان الرئيس بوش فرط بورقة الدولة الفلسطينية بهذه الطريقة المخجلة.

 

الى صفحة بدون تعليق

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع