بوادر انشقاق في الحركة: فتح تندد بترشح البرغوثي للانتخابات وتعتبره أمرا عبثيا

كتب بلال غيث
اعتبر الطيب عبد الرحيم أمين عام الرئاسة الفلسطينية في ختام اجتماع عقدته اللجنة المركزية لحركة "فتح" في ساعة متأخرة من مساء الأربعاء، 1 كانون الأول، قرار أمين سر الحركة في الضفة الغربية النائب المعتقل في سجون الاحتلال مروان البرغوثي الترشح للانتخابات الرئاسية "قراراً مستغربا ومستهجناً ولا ينسجم مع التقاليد الفتحاوية".

وأكد عبد الرحيم الذي كان يتحدث خلال مؤتمر صحفي عقده في مقر المقاطعة في رام الله أن الحركة لا تدري حقيقة الأسباب التي دعت البرغوثي إلى ترشيح نفسه بعد أن أعلن في وقت سابق من الأسبوع الحالي أنه يؤيد ترشيح محمود عباس "أبو مازن" مرشح "فتح" في الانتخابات المقبلة.

وأضاف عبد الرحيم، الذي هو عضو في اللجنة المركزية لـ"فتح": "أن الأخ مروان البرغوثي تخلى عن فتحاويته كي يرشح نفسه كمرشح مستقل في الانتخابات الرئاسية المقبلة في التاسع من كانون ثاني القادم، والفتحاويون لا يقبلون أن يفرطوا بفتحاويتهم".

وأشار أمين عام الرئاسة أن والأطر الفتحاوية متماسكة ولها موقف واضح وحازم وهو تريشح عباس مرشحا وحيدا عن الحركة، وقد أقرت كافة هذه الأطر هذا الترشيح بما فيها اللجنة المركزية والمجلس الثوري.

واعتبر المحلل السياسي سعيد زيداني أن قرار البرغوثي ترشيح نفسه للانتخابات بمثابة "انشقاق داخل حركة فتح وخلط للأوراق في التنظيمات السياسية الفلسطينية، فهو ليس مرشح حركة فتح، وهذا القرار جاء مفاجئا للجميع، ويبدو أنه يريد دورا واضحا وموقعا واضحا في القيادة الفلسطينية المقبلة".

وأوضح زيداني أن "استمرار ترشح البرغوثي للانتخابات الرئاسية يعني أن هناك مرشحان قويان من حركة فتح عباس بصورة رسمية والبرغوثي بصورة مستقلة، فمروان البرغوثي يحظى بشعبية في صفوف شباب حركة فتح وكتائب شهداء الأقصى التي باركت ترشيحه، فيما يعتبر عباس المرشح الرسمي للحركة والأوفر حظا بالفوز".

وبترشيحة يعتبر زيداني أن البرغوثي يريد تحقيق مقايضة ما، ودوافع ترشحه من جديد ليست واضحة، ولكن بيان زوجته يؤكد على جانب المقاومة واستمرارها، والتأكيد على الثوابت الفلسطينية، إضافة إلى أن ترشحه للانتخابات يشكل فرصة لإطلاق سراحه لا يجب التقليل منها.

وفي ذات السياق اعتبر عضو الجنة الحركية العليا لـ"فتح" زياد أبو عين أن القرار بترشيح البرغوثي جاء بفعل "الضغوط الكبيرة من قبل القاعدة الشعبية الكبيرة التي طالبته بترشيح نفسه من داخل زنزانته، كرمز للمقاومة التي يتمسك ها الشعب الفلسطيني".

وعن وحدة حركة فتح أكد أبو عين أن "ترشيح البرغوثي لا يعرض حركة فتح للانقسام فهي غير خاضعة للقسمة، وهو أول من طالب بإجراء انتخابات في قواعد فتح وطالب بتوسيع القاعدة الانتخابية للحركة، وهو لم ينزل كمنافس عادي إنما له برنامج ياسي مختلف، وفي حركة فتح يوجد عدة خطوط سياسية ذات معنى لها استقطاب وتمثيل قاعدي، والبرغوثي يعبر عن شريحة من حركة فتح".

وعن حظوظ البرغوثي في الفوز وإمكانية القيادة من داخل السجن قال أبو عين أن "الشعب الفلسطيني كله داخل الأسر، وكله محاصر، فلا يوجد مواطن غير معرض للاعتقال، ومروان ليس لديه أي مصلحة في عملية إدارة البلاد من داخل السجن، وهو لم يتقدم للهذا المنصب من أجل إدارة البلاد من داخل السجن، هو أراد أن يعكس إرادة القطاع الكبير من الشعب الفلسطيني الذي يريد أن يكرم مناضليه فهناك مئات الشهداء ولجرحى الذين قدموا حياتهم من أجل شعبهم، وحقهم على الشعب الفلسطيني تكريمهم واحترامه، والمحكمة  الإسرائيلية التي أودعت البرغوثي في السجن ليست شرعية".

هذا وكانت زوجت البرغوثي وفي وقت سابق من مساء الأربعاء تلت بيان بإسمه في مؤتمر صحفي بعد أن تمكن من زيارته صباح اليوم في سجن بئر السبع الذي يقبع فيه وجاء في البيان:" وقد كلفني زوجي مروان البرغوثي وبناء على التحديات العظيمة التي تواجه الشعب الفلسطيني وبعد تفكير عميق وبعد تلقي مئات الرسائل من القواعد التنظيمية والكوادر والشخصيات الوطنية وأبناء الشعب الفلسطيني.. كلفني أن أقوم بتسجيله للانتخابات الفلسطينية بناء على وكالة قانونية بإسمي، وعلى قاعدة التنافس الديمقراطي الشريف تعزيزيا للديمقراطية وحماية للمشروع الوطني ولقيم الانتفاضة والمقاومة ووفاءا للشهيد الخالد البطل ياسر عرفات".

أمين

 

الى صفحة بدون تعليق

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع