البرغوثي يرفض الانسحاب ويتعهد بانتفاضة اصلاح فيفتح

رفض النائب الفلسطيني المعتقل مروان البرغوثي سحب ترشحه لانتخابات الرئاسة واظهرت استطلاعات رأي تفوقه على مرشح فتح محمود عباس.

اكد مقربون من امين سر حركة فتح في الضفة الغربية المعتقل في اسرائيل مروان البرغوثي امس، انه مصر على خوض انتخابات رئاسة السلطة الفلسطينية، فيما تصاعدت ضغوط حركة فتح عليه للانسحاب من السباق.

واكد مسؤولون ومصادر في حركة فتح ان ضغوطا كبيرة تمارس باتجاه دفع البرغوثي لسحب ترشحه لانتخابات الرئاسة. وقال القيادي في فتح احمد غنيم، "هناك اتصالات مكثفة على مختلف المستويات في حركة فتح تدعو مروان البرغوثي للعدول عن ترشحه".

وقال احد المقربين من البرغوثي "هناك ضغوط قوية يقوم بها مسؤولون وقيادات في داخل الحركة (فتح) وعلى مختلف المستويات لارغام مروان (البرغوثي) على سحب ترشحه". واضاف "لقد تقدم اكثر من عشرة اشخاص حتى الان بطلبات للسلطات الاسرائيلية للسماح لهم بزيارة مروان في سجنه بهدف اقناعه العدول عن قراره الترشح".

وأعلن آخر انه "مصمم على المضي في خوض سباق الرئاسة وفق ما اكد مجددا في رسالة بعث بها الى انصاره".

واطلع مراسل لـ"وكالة الصحافة الفرنسية" على مضمونها، وفيها :"لن اتراجع عن خوض الانتخابات لانني اخوضها دفاعاً عن الانتفاضة والمقاومة والشهداء والجرحى والرئيس الراحل ياسر عرفات وفي سبيل انتفاضة ديموقراطية واصلاح حقيقي".

وأضاف انه يريد "الترشح للدفاع عن المال العام ولارساء القانون وتثبيت مبدأ المساواة للجميع ودفاعاً عن الثوابت الفلسطينية في الاستقلال والعودة واقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس".

ويدير الناشط سعيد نمر حملة "مروان البرغوثي حراً" التي تحول مقرها مركزاً انتخابياً.

وقال ان وجود البرغوثي في السجن لن يمنعه من تأدية مهماته إذا فاز في الانتخابات، ذلك أنه "سيعين رئيساً قوياً للوزراء ونائباً قوياً للرئيس وسيزورانه أسبوعياً لتلقي التعليمات".

بيد أن مسؤولين فلسطينيين قالوا ان البرغوثي لا يستطيع، وفق الدستور الفلسطيني، تأدية مهمات الرئاسة من السجن، لأن من واجبه المشاركة في جلسات المجلس التشريعي. وكذلك تحدث الوزير الفلسطيني قدروة فارس عن احتمال انسحاب البرغوثي "ليدع أبو مازن يفوز"، إذا تلقى وعوداً منه بتحقيق إصلاحات وتعزيز دور القيادات الشابة في حركة "فتح".

وانتقدت اللجنة المركزية لحركة فتح خطوة البرغوثي واعتبرتها خروجا عن التقاليد ومحاولة لشق الصفوف. وقالت مصادر في الحركة ان "الضغوط امتدت الى مختلف مستويات الحركة في الضفة الغربية وقطاع غزة وان الحملة اخذة في التصعيد".

وكان رئيس حركة فتح فاروق القدومي جدد امس، خلال لقاء مع صحافيين في تونس، التحذير الذي وجهه الى البرغوثي امس الاول، عبر بيان معمم داخل الحركة، بان على البرغوثي الانسحاب او يشطب من عضوية الحركة. واعتبر القدومي ان ترشيح البرغوثي <"سيضر بالقضية الفلسطينية ويؤدي الى الانشقاق". واعتبر "ان هذا الموقف يسيء الى مروان البرغوثي باعتباره احد ابطال القضية الفلسطينية ويسيء الى حركة فتح".

وذكر القدومي بان حركة فتح ستعقد مؤتمرا في آب/اغسطس المقبل و"تسعى القيادة الى تهيئة الاجيال القادمة لاستلام المسؤوليات القيادية في الوقت المناسب وبعيدا عن حرق المراحل مع الاخذ في الاعتبار كفاءات وانجازات العضو.. مروان هو بطل من ابطالنا لا نريد ان يبدو شاذا على الاجماع الفلسطيني ولا نريد له تشويه هذه السمعة".

واضاف ان البرغوثي "يكون اختار استقالته بنفسه" من فتح اذا لم ينسحب من سباق الرئاسة. وتابع "طلبنا من بعض الاخوة في الداخل ان يذهبوا اليه ويتحاوروا معه في هذا الامر".

واثار الوزير الفلسطيني قدورة فارس، المقرب من البرغوثي، احتمال ان ينسحب البرغوثي من الان حتى موعد الانتخابات، في حال تعهد ابو مازن بالسماح بتوسيع نفوذ الجيل الجديد في فتح داخل الحركة.

الى ذلك، اكدت مصادر اعلامية اسرائيلية ان السلطات الاسرائيلية تعد قائمة باسماء معتقلين فلسطينيين سيتم الافراج عنهم وقد استبعد البرغوثي من هذه القائمة.

البرغوثي يتقدم على عباس

اظهر استطلاعان للرأي نشرت نتائجهما امس، في رام الله ان مروان البرغوثي سيشكل ندا قويا لمرشح فتح ورئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير محمود عباس (ابو مازن) في الانتخابات. وفي الاستطلاع الذي اجراه برنامج دراسات التنمية في جامعة بيرزيت، تفوق البرغوثي على ابو مازن بنسبة 46 في المئة مقابل 44 في المئة.

واظهر هذا الاستطلاع ان التأييد للبرغوثي كبير بين النساء والشباب والقرويين والفقراء والشرائخ الاقل تعليما، في حين ان ابو مازن يحظى بتأييد اكبر بين الرجال والطبقة المتوسطة وكبار السن والمتعلمين وسكان المدن. وفي حين ان شعبية ابو مازن اكبر من البرغوثي في غزة، فان شعبية البرغوثي في الضفة الغربية اكبر.

اما في الاستطلاع الثاني الذي اعده المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية ومقره رام الله، فقد حصل ابو مازن على 40 في المئة مقابل 38 في المئة لصالح البرغوثي.

واظهر الاستطلاع ان معظم الفلسطينيين يعتقدون ان ابو مازن هو المرشح الاكثر قدرة على التوصل الى اتفاق مع اسرائيل واقرار النظام في الضفة وغزة وتحسين الاقتصاد المحلي. اما البرغوثي فقد رأى اغلب من شملهم الاستطلاع انه المرشح الابعد عن احتمالات التفريط في حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة بعد وفاة ياسر عرفات.

وكان استطلاع ثالث للرأي نفذه المركز الفلسطيني للراي العام في رام الله ونشر الاثنين افاد ان ابو مازن يتقدم ب18 نقطة على البرغوثي، اذ قال حوالي 40 في المئة من الاشخاص الذين شملهم الاستطلاع انهم سيصوتون لابو مازن مقابل 22 في المئة سيصوتون للبرغوثي. وحصل الناشط من اجل حقوق الانسان مصطفى البرغوثي من جهته على 13,5 في المئة من الاصوات بينما حصل كل من المرشحين السبعة الآخرين على نسبة 4 في المئة.

واختار اكثر من 73 في المئة من انصار حركة فتح، بحسب الاستطلاع، ابو مازن ، مقابل 26 في المئة اختاروا مروان البرغوثي. وشمل هذا الاستطلاع الاخير عينة تمثيلية من 977 فلسطينيا في الضفة الغربية وقطاع غزة، ويبلغ هامش الخطأ فيه 3 في المئة بينما اجري الاستطلاع الاول على عينة من 1198 شخصا، والثاني على 1200 شخص—(البوابة)—(مصادر متعددة)

 

الى صفحة بدون تعليق

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع