مروان البرغوثي يعلن موقفه في 29
الجاري..
هل تخوض حركة فتح انتخابات الرئاسة بمرشحين؟
كتب
محمد دراغمة
مع بدء حملة جمع الخمسة آلاف توقيع اللازمة لترشيح الأسير مروان
البرغوثي لانتخابات الرئاسة تكون حركة فتح أمام امتحان الوحدة في
واحدة من أهم محطات مسيرتها، المحطة التي أعقبت غياب الأب المؤسس الذي
صان بشخصيته الاستثنائية الحركة والمنظمة برمتها في جميع المحطات
ومختلف المراحل والظروف.
لكن
مع تأكيد مروان بأنه سيعلن موقفه من المشاركة في الانتخابات في التاسع
والعشرين من الشهر الجاري، وفق ما تقول زوجته المحامية فدوى البرغوثي،
فإنه يترك بذلك مساحة كافية للمشاورات، وربما المساومات، التي عادة ما
تجري في الحركات والأحزاب السياسية قبيل أحداث مهمة مثل الانتخابات.
وكان أنصار ومقربو مروان بدأوا في اليومين الماضيين بجمع الخمسة آلاف
توقيع، وهو العدد اللازم من التواقيع لكل من يعتزم ترشيح نفسه
لانتخابات الرئاسة من المستقلين، لكن زوجته المحامية فدوى تقول بأن هذه
الخطوة لا تعني صدور قرار نهائي عن مروان بهذا الشأن مؤكدة أنه ما زال
يدرس الموقف بعناية ويتشاور مع زملاءه ومؤيديه.
وقد
أظهرت هيئات فتح القيادية مسؤولية عالية في تعبئة الفراغ الكبير الذي
تركه الرئيس برحيله، لكن التطورات الأخيرة المتعلقة بترشيح واحد من
أبرز الشخصيات القيادية الشابة في الحركة "الأسير مروان البرغوثي"
بصفة مستقل قد تقود الحركة في اتجاه آخر.
وثمة أوساط في حركة فتح، خاصة من الجيل الشاب للحركة، ترى في ترشيح
مروان خطوة إصلاح جذري ترقى إلى أن تكون من النوع الانقلابي، مشككة
بجدوى الإصلاح من داخل المؤسسات التي تصفها بأنها: "شائخة ومتحجرة
وفاقدة للشرعية" وفق ما يقول ناصر جمعة من نابلس أحد ابرز المتحدثين
باسم كتائب شهداء الأقصى.
ويشارك في هذا الرأي بعض الكوادر الوسطى وغالبية كتائب شهداء الأقصى
التي أصدرت غير بيان في الآونة الأخيرة أعلنت فيها أن "مروان هو:
مرشحنا للرئاسة، وأنه الحامل لفكر الرئيس القائد الراحل ياسر عرفات
والأمين على مسيرته".
وثمة منهم من يرى في مروان المرشح الأفضل لحركة فتح لكونه الحصان
الرابح في جميع استطلاعات الرأي العام.
ومن
هؤلاء النائب الوزير قدورة فارس الذي يقول: "فتح تخوض الانتخابات لكي
تربح وليس لكي تخسر، وطالما أن لديها شخص فيه كل مقومات النجاح مثل
مروان البرغوثي فإن من الأفضل لها أن تتمترس وراءه".
واستدرك يقول: "أنا أرى في مروان، للعوامل المذكورة وغيرها، مرشحاً
محتملاً لكنه ليس وحيداً وفي النهاية ستختار مؤسسات الحركة لكن هنا من
حقنا أن نتساءل أي مؤسسات للحركة؟"
ويدعو فارس ومروان وأنصارهما إلى توسيع دائرة اتخاذ القرار بشأن مرشح
الحركة ليشمل مؤتمرات الأقاليم مشككين في قدرة اللجنة المركزية والمجلس
الثوري اللتين جرى انتخابهما قبل 15 عاماً على اتخاذ القرار المعبر عن
أوسع قطاعات وهيئات وأعضاء الحركة.
وقال قدورة الذي يعد من أكثر الشخصيات الفتحاوية قرباً لمروان: "نحن في
ظرف بالغ الحساسية وقرار مثل اختيار مرشح الرئاسة اليوم يحتاج إلى أعلى
درجات الشرعية، وهو ما يمثله إشراك أوسع قدر ممكن من هيئات فتح في
الاختيار وليس تضييقها لتشمل فقط المركزية والثوري".
لكن
يبدو أن غالبية ملحوظة من أعضاء اللجنة المركزية والمجلس الثوري
والحركية العليا يرون في الهيئات القيادية الوسيلة الفضلى لاجتاز
المرحلة الانتقالية الراهنة وإرساء الأسس اللازمة لتفعيل المؤسسة
وإشاعة الديمقراطية في الحركة.
ويقول أمين مقبول القائم بأعمال أمين سر اللجنة الحركية العليا في
الضفة:
“الغالبية
في هيئات فتح ترى أن ظروف مروان، من حيث كونه في الأسر، لا تسمح له
بخوض انتخابات الرئاسة.كما أنه يترتب على المرحلة القادمة استحقاقات
كبيرة، وأن الأنسب للتعامل مع هذه الاستحقاقات هو الأخ أبو مازن".
وكانت اللجنة المركزية لحركة فتح اللجنة الحركية العليا في الضفة عقدتا
اجتماعين منفصلين في رام الله ناقشتا فيه انتخابات الرئاسة والدورة
القادمة للمجلس الثوري التي تبدأ الخميس المقبل.
"بالتأكيد هناك وجهات نظر أخرى، لكن الغالبية ترى أنه لا يجوز أن يكون
لحركة فتح أكثر من مرشح واحد، وهذا المرشح سيكون وفق ما يظهر من توجهات
الحركة هو الأخ أبو مازن" قال أمين مقبول.
ويرى مقبول في الانتخابات القادمة، الرئاسية والبلدية والتشريعية،
مسيرة ديمقراطية ستستكمل في عقد المؤتمر العام السادس لحركة فتح الذي
يرى وجود فرصة حقيقية لعقده العام القادم.
ويتوقع أن يقود المؤتمر العام السادس لفتح الذي يعقد بعد خمسة عشرة
عاماً من آخر مؤتمر عام للحركة، لحدوث تغيير كبير في تركيبة الهيئات
القيادية العليا للحركة مثل اللجنة المركزية والمجلس الثوري، حيث يتوقع
أن تتمكن الأجيال الجديدة والقيادات التي صعدت خلال الأحداث الكبرى في
العقدين الأخيرين مثل الانتفاضة الأولى والثانية من التعبير عن نفسها
في هذا المؤتمر.
وثمة من أعضاء المجلس الثوري من سيطالب في اجتماعات الخميس بإضافة حصة
الداخل إلى عضوية المجلس الثوري البالغ عددها حوالي 40 عضواً وتعبئة
الشواغر في اللجنة المركزية وعددها ستة مقاعد، لحين عقد المؤتمر معتبرة
ذلك مبادرة لطمأنة كادر الداخل والجيل الشاب بوجود فرص حقيقة للتغير.
ومن
أبرز أنصار هذا الرأي صخر بسيسو نائب أمين سر المجلس وأحمد غنيم أحد
الوجوه الشابة في الحركة وغيرهم.
لكن
ثمة أصوات عديدة أخرى في المجلس وفي المركزية ترى في خطوة مثل هذه سلاح
ذو حدين، محذرة من أنها ستغضب أكثر مما ترضي.
وقال أمين مقبول: "الحل الأمثل برأيي هو عقد المؤتمر السادس، وهذا ممكن
من الناحية الواقعية، لكن التعيين اليوم سيفسر على أنه رشوة، وسيغضب
الكثير من كوادر الحركة. فعدد المقاعد المتاحة لا تكفي للحجم الكبير
لكادر الحركة وبالتالي سيكون ضررها أكثر من منفعتها".
لكن
التحدي الأكبر الذي تواجهه فتح في الأيام القادمة سيتمثل في قرار مروان
بالترشح، وهو ما يرجحه الكثير من المقربين منه. إذا ستنقسم فتح -على
الأقل أثناء فترة الانتخابات- بين مرشحين كل منهما لديه حظوظ كبيرة.
|