الوضع سائب في غزة والضفّة
الوضع "سائب" في غزة والضفّة و"حماس" تهدّد
عباس يتحدث في ندوة لاعادة التشجير في رام الله اليوم
إيلاف من رام الله:
2006/1/19
وصف مسؤول في السلطة الوطنية الوضع في الأراضي
الفلسطينية قبل نحو أسبوع من موعد انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني
بأنه"سائب". وقال ان من بين أهم الأخطار التي تهدد الوضع عدم رغبة
"فتح" في إجراء الأنتخابات نظراً الى معرفة قادة الحركة بصعوبة الحؤول
دون حصول"حماس" على أكثرية في المجلس الجديد. وكشف أن كل أعضاء اللجنة
المركزية ل"فتح" يعارضون تنظيم الأنتخابات في موعدها. ويدعم هؤلاء معظم
أعضاء المجلس الثوري للحركة الذين يعتبرون بدورهم أن الموعد الراهن(25
يناير- كانون الثاني الجاري) ليس مناسباً لإجراء الانتخابات.
وتبرر قيادة"فتح" رغبتها في إرجاء هذا الاستحقاق بأن
الحركة، التي ظهرت في داخلها انقسامات عميقة في الأشهر الأخيرة، لم
تعدّ نفسها للإنتخابات جيداً. وتعتبر قيادة"فتح"، أستناداً الى المسؤول
الفلسطيني، أن مزيداً من الوقت سيسمح بأعادة ترتيب الأوضاع داخل الحركة
بما يسمح لها بخوض الإنتخابات صفاً واحداً ومواجهة"حماس" بطريقة أفضل.
وكشف هذا المسؤول أن رئيس السلطة الوطنية محمود عبّاس
(أبومازن) هو الوحيد بين قا دة"فتح" الذي يصرّ على إجراء الأنتخابات في
موعدها رافضاً أي بحث في مسألة التأجيل. وعزا أصرار "أبو مازن" على رفض
تأجيل موعد الأنتخابات ورفضه حتى البحث في الموضوع الى الضغوط
الإميركية في هذا المجال. وأوضح أن واشنطن ترفض أي بحث في تأجيل
الأنتخابات وتعتبر احتمال حصول "حماس" على أكثرية في المجلس التشريعي
الجديد مشكلة فلسطينية وليست أميركية أو إسرائيلية وان على الفلسطينيين
تدبر أمورهم بأنفسهم في حال كانوا راغبين فعلاً في العودة الى طاولة
المفاوضات مع أسرائيل.
وتحدّث المسؤول عن ضغوط تمارسها "حماس" من أجل إجراء
الأنتخابات في موعدها. وقال أن الحركة الأسلامية، التي أسكرتها نتائج
الأنتخابات البلدية الأخيرة، أذ سمحت لها بالتفوق على "فتح" في قطاع
غزّة وفي معظم المدن الكبرى للضفة الغربية، ذهبت الى حدّ توجيه تهديدات
فحواها أن أي تأجيل للإنتخابات سيجعلها تقدم على خطوات تصعيدية تشمل
"فرط" الوضع في غزة وتحويل القطاع الى أحياء وحارات تسيطر على كل منها
ميليشيا أو عصابة مسلحة، على غرار الوضع السائد في الصومال.
وشكا المسؤول من أن قيادات في "فتح" تعمل منذ فترة على
نشر الفوضى بغية أفشال الأنتخابات، علماً بأن"ابومازن" ما زال يراهن
على إمكان أجرائها من جهة وعلى ظهور تيار ثالث قادر على إيجاد توازن في
المجلس التشريعي الجديد بما يحول دون تحكّم"حماس" به. وذكر أن هذا
التيار يمكن أن يضم مجموعة من النواب المستقلين الذين سيعقدون تحالفاً
مع نوّاب "فتح" ولكن من موقع قوي، ذلك أن "فتح" ستكون في أمسّ الحاجة
اليهم لئلا تصبح مهمّشة ومجرد قوة بين القوى الفلسطينية الأخرى بعدما
هيمنت على المجلس التشريعي منذ أجراء الأنتخابات الأولى في العام 1995.
وخلص الى القول أن تفاؤل "أبومازن" الحذر قد لايكون في
محله نظراً الى أن هناك مراكز قوى في"فتح" على غير استعداد للقبول
بنتائج الأنتخابات في حال لم تكن في مصلحة الحركة. وتبدو هذه القوى
التي تمتلك عدداً كبيراً من المسلحين على استعداد لخطف أكبر عدد ممكن
من صناديق الأقتراع للحؤول دون أعلان نتائج الأنتخابات في حال أصبح
أجراؤها أمراً واقعاً.
|