هل ستحمي قوات لحد
الفلسطينية هؤلاء أم أن تخصصها حماية الإحتلال؟
(الجزيرة) تعرض ثلاث حوادث يندى لها جبين الشرفاء
جنود إسرائيليون يتحرشون بفتاة على حاجز عسكري وآخرون يطلبون من
فلسطينيات خلع جلابيبهن
الجزيرة
19\1\2005
فلسطين المحتلة- بلال أبو دقة
في الوقت الذي دافع فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي، اريئيل شارون، بشدة
عن جنود جيشه، الذين أدينوا بتنفيذ عمليات قتل وترويع وإهانة لكرامة
الفلسطينيين، بوصف جيشه (أنه من أرفع الجيوش التي يعرفها خُلقاً معربا
عن ثقته بجيشه) ، في ذات الوقت يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكابه
للموبقات التي يندى لها جبين الشرفاء..
وتعرض هنا الجزيرة ثلاث حوادث وقعت في
الأراضي الفلسطينية المحتلة، تُظهر مدى الانحطاط الخلقي الذي يتصف به
جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي..
الحادثة الأولى التي تعكس مستوى الأخلاق
المتدنيّة لجيش الاحتلال، كُشف النقاب، يوم الأربعاء الماضي، حيث قام
أحد جنود الاحتلال بالاعتداء على كرامة طالبة جامعية فلسطينية
ومضايقتها والتحرّش بها جنسيّاً على مرأى ومسمع العشرات من أبناء
قريتها الذين أعاقهم الجنود الإسرائيليون على حاجز قرية طلوزة قرب
مدينة نابلس شمال الضفة الغربية.. !!
وبحسب إفادة حقوقية للطالبة الفلسطينية (ر)
من جامعة النجاح في نابلس، وصلت الجزيرة قالت فيها: عندما كنت عائدة من
جامعة النجاح إلى منزل عائلتي في قريتي، اعترضني الجنود عند الحاجز
الذي أقاموه على مدخل قريتي (طلوزة) ، بعد فرض حظر التجوال عليها..
وروت الطالبة الفلسطينيّة أنّ أحد الجنود الإسرائيليين بدأ بمشاكستها
وإزعاجها جنسياً، مردّداً أنها جميلة للغاية، أنت تعجبينني، أنت بالغة
الجمال، أريد الزواج منك، بل قام بإعاقة مرورها لثلاث ساعات كي يواصل
تنكيله بها على مرأى ومسمع أبناء قريتها..
وقالت الطالبة الفلسطينية: كان الأمر شديد
الإحراج، لقد بدأ الجندي بالهتاف بواسطة مكبر الصوت: (أنا أحبك، أريد
الزواج منك) ، وكان يذكر اسمي على مرأى ومسمع الجميع، لم أعرف ماذا
أفعل.. !
وتقول الطالبة في إفادتها: إنّ أحد الشبّان
الفلسطينيين الذي ترجم للجنديّ اليهودي أقوالها، قال للجنديّ الوغد:
إنه ليس من المقبول التحدّث إلى النساء هكذا، وأنّ المسلمة تتزوّج من
مسلم فقط، لكنّ الجنديّ لم يتراجع، فتناول مكبّر الصوت وصار يهتف باسم
(الفتاة) بصوتٍ مرتفع..
وقالت الطالبة: إنّ الحادث كان محرِجاً
لها، فيما يعتبر والدها أنّ ما حدث يمسّ بكرامة العائلة وبالتقاليد
الإسلامية.. وقد توجهت منظمة (بتسيلم الإسرائيلية) إلى الجيش
الإسرائيلي والإدارة المدنية للاحتلال، طالبةً فحص الموضوع وفحص سبب
فرض حظر التجوّل على البلدة..
وتدّعي إدارة الاحتلال أنّ حظر التجوّل ليس
مفروضاً على البلدة، خلافاً لما يؤكّده الأهالي.. وزعم الجيش
الإسرائيلي أنّه فرض حظر التجوّل على البلدة بسبب تلقّيه معلوماتٍ
أمنية بشأن عمليّة فدائية مخطّطة..
أما بشأن شكوى الطالبة الفلسطينية، فادعى
أنّه لا يعرف شيئاً عن الحادث وأنه يشجب كلّ تصرّفٍ كهذا، على حدّ
زعمه.. !
ومن الجدير ذكره أن حوادث مشابهة عديدة
وقعت على حواجز الاحتلال، وقد وقعت مشاجرات كثيرة بالأيدي بين شبان
فلسطينيين وجنود الاحتلال بسبب محاولاتهم مضايقة فتيات فلسطينيات، وكان
آخر حادث من هذا النوع قبل حوالي ثلاثة أسابيع حين أوسع شاب فلسطيني من
بلدة حوارة ثلاثة من أفراد ما يسمى حرس الحدود الإسرائيلي ضربا بعد
محاولتهم مضايقة إحدى الفتيات من بلدته..
وفي الحادثة الثانية، طلب جنود إسرائيليون
من فلسطينيات خلع جلابيبهن لدخول محكمة إسرائيلية يحاكم فيها أسرى
فلسطينيون، وبعد أن رفضت النساء الفلسطينيات التجاوب مع أوامر جنود
الاحتلال، تدخّل المحامون الموجودون في المحكمة ليكون قرار الاحتلال
منع كلّ امرأةٍ فلسطينية من دخول المحكمة وهي ترتدي جلبابها..
المواطن الفلسطيني، خالد الخندقجي من مدينة
نابلس، قال في إفادة حقوقية وصلت الجزيرة: لقد وصلت إلى المحكمة
القريبة من جنين خلال الأسبوع الماضي لحضور محاكمةٍ لابن أخي، في
الثامنة والنصف صباحاً كنت هناك، بدأ الجنود يتصرّفون بعصبية.. قسّم
الجنود المواطنين إلى طابورين، واحد اصطفّ فيه الرجال، والآخر للنساء
قبل أن يطلب الجنود من الفلسطينيات خلع جلابيبهن لدخول المحكمة، رفضت
النساء التجاوب مع أوامر جنود الاحتلال وتدخّل المحامون الموجودون في
المحكمة ليكون قرار الاحتلال منع كلّ امرأةٍ فلسطينية من دخول المحكمة
وهي ترتدي جلبابها، غير أنّ أمّهات الأسرى وشقيقاتهم رفضن دخول المحكمة
دون جلابيبهن فمنع الجنود الإسرائيليون جميع النساء من الدخول واقتصر
الأمر على الرجال..
وأضاف المواطن الخندقجي في إفادته: ما إن
تقدّمت من باب المحكمة وقدّمت لهم بطاقة هويتي حتى طالبوني بخلع
ملابسي، كنت الوحيد الذي طلبوا منه ذلك .. ويعلّل المواطن الخندقجي
اتباع جنود الاحتلال لسياسة التفتيش العاري معه وحده لكونه من مدينة
نابلس التي تعاني ظروفاً خاصة من قِبَل الاحتلال تتعلّق بمنع سكانها من
التنقّل وحصارهم بالحواجز العسكرية ومنع تصاريح زيارة السجون عنهم منذ
خمس سنوات.. !!
أما الحادثة الثالثة فتمثلت في سرقة جنود
جيش الاحتلال الإسرائيلي لأموال ومصاغات النساء الفلسطينيات في بلدة
إذنا، قضاء مدينة الخليل، بعد اقتحامها ليلا نهاية الأسبوع الماضي.
المواطن الخليلي، ياسر محمد موسى صوايفة، قال ل الجزيرة: إن قوات
الاحتلال دهمت واقتحمت العديد من منازل المواطنين، وقام جنود الاحتلال
بإلحاق أضرار كبيرة بمحتويات المنازل المستهدفة، بشكل متعمد، مضيفا: إن
قوات الاحتلال التي اقتحمت منزلي، سرقت مبلغ 2000 شيقل (500 دولار) ،
ومصاغات ذهبية تعود لزوجتي، تقدر قيمتها بنحو1600 دينار أردني، خلال
مداهمة وتفتيش المنزل التي سبقها إجبار أفراد عائلتي المكونة من 15
فرداً على مغادرته إلى العراء، مشيراً إلى أنه تم احتجازه إلى جانب
شقيقه باسم ووالده محمد (60 عاماً) ، لأكثر من ثلاث ساعات متواصلة،
والاعتداء عليهم بالضرب المبرح، ما أسفر عن إصابتهم برضوض وكدمات في
أنحاء الجسم..!!
|