خطة اقتحام اريحا اعدها شارون ونفذها اولمرت والصدام مع السلطة
الفلسطينية في ايار
القادم
غزة-دنيا الوطن-
18/3/2006
كشفت صحفية اسرائيلية، اليوم، ان عملية اقتحام اريحا واعتقال الامين
العام للجبهة الشعبية احمد سعدات ورفاقه كانت ثمرة خطة مبيتة تم
بلورتها مسبقا بمبادرة ارئيل شارون الذي ألح على جيش الاحتلال
لتنفيذها.
وكشفت صحيفة "يديعوت احرونوت" في ملحقها الاسبوعي ضمن تقرير لمراسلها
العسكري الكس فيشمان ان شارون كان في كل مناسبة يذكر قائد الاركان
وسائر قادة جيش الاحتلال بانهم مدينون له باعداد خطة مناسبة تؤمن القاء
القبض على "قاتلي" رحافعام زئيفي وزير السياحة الأسبق وتقديمهم
للمحاكمة.
وافاد التقرير ان عملية اريحا تشكل عينة نموذجية للتعامل الاسرائيلي
المستقبلي مع السلطة الوطنية الفلسطينية بقيادة حماس، مضيفاً ان القرار
بتحاشي عملية اقتحام صدامية غير محسوبة المخاطر واختيار عملية بديلة
تعتمد على هز الجدران وخلخلة الاسس وحرمان الطرف الاخر من الثبات على
قدميه هو ليس اجراء تكتيكيا عسكريا انما هو استراتيجية تبنتها اسرائيل
ضد السلطة الوطنية.
واشار التقرير إلى أن عملية اريحا شكلت نقطة تحول في تعامل المؤسسة
الاسرائيلية الحاكمة مع السلطة الفلسطينية واستقرار حالتها ومن ناحية
حجم الاهمية التي توليها اسرائيل للاعتبارات السياسية عند اتخاذ القرار
بتنفيذ مثل هذه العمليات.
واضاف، من بين الاسئلة والمراجحات التي اثيرت عند بلورة العملية فان
السؤال المتعلق باثرها على مكانة الرئيس محمود عباس لم تكن محط اهتمام
اي مرء.
وأكد التقرير ان القرار باقتحام اريحا كان وليد اعتبار عسكري-امني مع
اغفال الاعتبار السياسي الذي كان يتساوي مناصفة مع الاعتبار العسكري
حتى الان.
ولفت التقرير ان الاستراتيجية الاسرائيلية الجديدة التي اقرت بعد فوز
حماس ستضع جيش الاحتلال في حالة مريحة، مضيفاً "الان سيكون بوسع الجيش
اذا اراد ان ينفذ عمليات اغتيال وتفجير والدخول مجددا الى قطاع غزة
والاستيلاء على معبر رفح، رمز السيادة الفلسطينية، وذلك ليس اشارة الى
تصميم على تطبيق مبادىء وطنية انما الى استعداد اسرائيل "لكسر الجرة
اذا احتاج الامر".
ونقل المراسل العسكري للصحيفة عن مصادر عسكرية عليا ان هناك شعور لديها
بأن الصدام مع السلطة الفلسطينية بات مسألة وقت مرجحة ان ذلك سيحصل في
ايار-مايو او في الشهرين الذين يتلوانه.
واضاف "هذا سيؤثر على قرارات اخرى مثل تحديد مسار الجدار وبناء مقر
لشرطة الضفة الغربية بين القدس المحتلة وبين مستعمرة "معاليه ادوميم"
ومنع دخول الفلسطينيين لمنطقة الاغوار وغيرها من الخطوات التي تخدم
سياسة العمليات الاحادية الجانب وسط الغاء فكرة الحوار مع الفلسطينيين"
|