معتقلو أريحا يكتبون
بسم الله الرحمن الرحيم
قضية المعتقلين
السياسيين
ما بين التناسي
والتهميش
في خضم المرحلة
التاريخية التي يمر بها شعبنا الفلسطيني من تحولات استراتيجية في سياسة
العدو الصهيوني من خلال قرارهم المحسوب بالتخلي عن جزء من حلم دولة
إسرائيل العظمى كما يدعون، لم يأت هذا التحول عفويا بل جاء بفعل العمل
الجهادي الفلسطيني الموحد والأسلوب التكتيكي النوعي في العمليات
المسلحة التي وقف الكيان الصهيوني عاجزا أمامها ومذهولا لسرعة ردات
الفعل على كل اعتداء يقوم به الجيش الإسرائيلي.
هذا التحول ساعد في فتح
الباب على مصراعيه في اجتماعات للفصائل الفلسطينية لم تشهد له مثيلا من
قبل، من أجل اقتسام الكعكة الممزوجة بدماء الشهداء وأنات الحركة
الأسيرة داخل المعتقلات الإسرائيلية والمعتقلات التابعة للسلطة
الفلسطينية.
وللأسف.. نقولها لأنها
أصبحت تثقل كاهلنا وتغوص في جسدنا منزرعة غير قابلة للرحيل. قضية
المعتقلين السياسيين المحتجزين في "غوانتانامو" أريحا طي النسيان لأن
السياسي الفلسطيني يتشدق بالحريات، ومن حق كل فرد فلسطيني أن يساهم في
بناء الدولة العظمى متناسيا.. ما يحدث داخل معتقلات الدولة الأم.
ولم يتواجد أبناء الشعب
المقاوم داخل المعتقل السياسي إلا كنتيجة حتمية لما تحصده نفس الأيادي
المبقية علينا داخل المعتقل من انتصارات الانسحاب من غزة هاشم وشمال
الضفة وذلك لأننا أصبحنا استحقاقا لمرحلة سياسية يدفع ثمنها من زرع ذلك
الانتصار. في ظل هذه المعضلة السياسية التي يقف كل مثقف ومتنفذ في هذه
الأرض مكتوف الأيدي إزاءها إلا من كان في قلبه نبض بالحس الوطني الشريف
غير المزيف. أمام هذا الموقف يجابه بسيل من الانتقادات الموجهة إليه من
قبل السلطة المتنفذة إذا تطرق وأبدى موقفا من هذا الملف اللعين.
فعلى هامش الفصائل
المجتمعة ليس لنا عنوان، وعلى طاولة المفاوضات ليس لنا تواجد، ولا يوجد
متنفذ يكلف نفسه جرة قلم وحتى إبداء سعي جاد لحل هذه المعضلة التي هي
الخطوة الخطرة في سياسة السلطة المتبعة والقضية الأخطر غير المشروعة في
مجتمع يحاكي أولى خطوات الحريات المنزوعة مبدئيا من داخل المعتقلات
السياسية في أريحا.
ستبقى الانتصارات
الفلسطينية منقوصة ما دامت دماء الشهداء وأنات الأسرى لا تلقى ذاك
التقدير والاحترام. وسيبقى ملف الاعتقال السياسي غصة في الحلق
وانتقادات تجوب أرضنا الخصبة ما لم يكن هنالك حل جذري ليس على حساب
أحد، وحتى يكون فرحة الانتصارات باندحار الصهاينة من القطاع حتى شمال
الضفة غير منقوصة. فلنكن سويا على طريق تحرير التراب، كامل التراب
الفلسطيني وتحرير الإنسان من عقدة العدو الذي يفرض سيطرته حتى على أدق
تفاصيل حياتنا الداخلية.
الناطق الإعلامي
لحركة الجهاد الإسلامي
داخل المعتقل
السياسي، أريحا
رائد أبو المجد
الأصل موجود بعهدة البروفيسور عبد الستار قاسم |