لماذا تستمر السلطة في الإبقاء على المعتقلين السياسيين في سجن أريحا المركزي
 

2005-10-06

الاعتقال هو أداة قهر الاحتلال الإسرائيلي، لمحاولات اقتلاع الإنسان الفلسطيني أو تفكيك مقاومته أو التغلب على إرادته والحد من عزيمته ، فصراع السجون والتحقيق هو بالأساس صراع إرادة ، ونحن اليوم نتحدث عن اعتقال سياسي فلسطيني وليس إسرائيلي فقد اُعتبر ملف الاعتقال السياسي ضمن الملفات التي وضعت في أدراج الملفات المهملة وأصبحت طي النسيان وبخاصة معتقلي سجن أريحا المركزي فإن هذا الملف ثانوي في أجندة الصراع الفلسطيني ولكننا نرى بأنه ملف عاجل يحق أن يصنف بمستوى الملفات المركزية ، لا انه يتعلق بنخبة وضعت روحها على اكفها، ونذرت نفسها لمقاومة المحتل وإدارة الصراع .. وكان لنا في صحيفة الاستقلال فتح هذه الملفات الساخنة مع أصحابها وقادة الفصائل .

اعتقال مستمر بلا مبررات

وبالاتصال بأحد قادة الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية (( رائد أبو المجد)) من سجن أريحا المركزي تحدث عن مبررات استمرار اعتقاله : لقد تم اعتقالي على خلفية عملية الظاهرية في جنوب الخليل حيث حقق جهاز(FPI) في مكان العملية ولكن لم يتم التحقيق معي نظرا  لوجودي في سجن أريحا المركزي منوها إلى إيعاز جيش العدو الصهيوني إلى السلطة الوطنية الفلسطينية بواسطة جهاز المخابرات والأمن الوقائي وبإشراف من اللجنة الرباعية  لاعتقالي مع من مجموعة من أعضاء حركة الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية ويشير أبو المجد إلى أن هناك تهم متفاوتة على الأعضاء الاثنى عشر لحركة المقاومة الإسلامية فمنهم على خلفية عملية الظاهرية وقسم منهم من طولكرم بتهمة الإعداد لعملية عبد الله زهران في تل أبيب والقسم الأخير في التخطيط لعمليات استشهادية وأما عن الأحكام التي وقعت عليهم فيوضح أبو المجد : أنها أحكام خفيفة لأنهم يعلمون أننا برئيين وهي مجموعة من الأعضاء حكم عليهم بـ 15 شهر وآخرين 6 شهور و 500 دينار غرامة وهذه المجموعة انتهت محكوميتها ولم يتم الإفراج عنها حتى الآن وقدمنا محكمة استئناف وكانت النهاية المحتومة التوقيف لإشعار أخر مشيرا إلى البيان الذي صدر مؤخرا من قادة الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية والذي يحمل عنوان " الجهاد الإسلامي في حل من التهدئة ما لم يتم إطلاق صراح أعضائها من سجن أريحا المركزي وإنهاء ملف الاعتقال السياسي " وخصوصا بعد الاعتقالات التي طالت القيادة السياسية مؤخرا في الضفة الغربية في سجون الاحتلال الصهيوني ويتهم أبو المجد المخابرات الأمريكية بتشويش الاتصالات على الأعضاء خلال الحديث عن معاناتهم بالتنسيق مع مخابرات العدو ، وفي نهاية حديثه معنا بارك للأخوة في قطاع غزة هذا النصر مؤكدا على انه جاء نتيجة للتضحيات التي قدمها الشعب الفلسطيني وضربات المقاومة المباركة في الكيان الصهيوني وليس لاستراتجيات سياسية " فان الانسحاب من القطاع غير مكتمل ورموز الشعب الفلسطيني في الاعتقال السياسي فعلى الشعب الوقوف يدا بيد لإنهاء ملف الاعتقال السياسي إلى الأبد .

قضية المعتقلون السياسيون الهم الأول للحركة

وتوجهنا إلى د. نافذ عزام أحد قادة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة ليتحدث ليفتح لنا هذا الملف من جديد فأجاب : إن موضوع الاعتقال السياسي حساس وأكدت معظم الفصائل رفضها لوجود معتقلين سياسيين في سجن فلسطيني ألا وهو سجن أريحا المركزي ، وهذا الموضوع طرحناه مع الأخوة في فتح والحقيقة أن الرئيس أبو مازن ووزير الداخلية اللواء نصر يوسف وعدونا بإنهاء هذه القضية خاصة مع وجود أحكام قضائية بالإفراج عنهم ويبدو أن التهديدات الإسرائيلية هي التي أعاقت الإفراج عنهم حيث لا يوجد مبرر لاستمرار اعتقالهم حتى مع وجود تهديدات إسرائيلية فلا يوجد أن تتأثر مواقفنا وقراراتنا بأي ضغط أجنبي ، مضيفا " هناك لقاءات ايجابية بين القيادة في الحركة والسلطة الوطنية الفلسطينية وتؤكد السلطة في كل مرة أنها غير مرتاحة إلى وجود أعضاء من الحركة في سجن أريحا لكنهم طرحوا التهديدات الإسرائيلية التي تمثل خطرا على حياة المعتقلين في حال الإفراج عنهم ونحن تحدثنا معهم بأنه لا يجوز منع إطلاق صراحهم فإسرائيل تهدد الشعب بأسره وأعضائنا هؤلاء من ضمن الشعب وتأكيدا لحالة الوئام التي تعيشها الساحة الفلسطينية والأجواء الايجابية بين السلطة وحركة الجهد الإسلامي نتصور انه من الأفضل الإفراج عن هؤلاء الإخوة حتى مع وجود التهديدات الإسرائيلية مشيرا إلى الاتصالات التي تحدث مع الإخوة في سجن أريحا المركزي بين فترة وأخرى فهم يعرفون موقف الحركة الواضح اتجاه قضيتهم العادلة والجهود التي تبذلها الحركة من اجل إطلاق صراحهم .

ويستنكر د. عزام الموقف الإسرائيلي اتجاه المعتقلين السياسيين : إن إسرائيل تحاول التشويش على الوضع الفلسطيني وتشن حملة تحرض ضد المقاومة وتبالغ في التهم الموجة لهؤلاء الإخوة في سجن أريحا رغم ثبوت عدم صحة تلك الاتهامات بدليل أنهم عندما قُدموا للمحكمة الفلسطينية أقرت الإفراج عنهم مضيفا : إن أمريكا تحاول التدخل والضغط لاستمرار اعتقال هؤلاء الأعضاء ونحن نرفض أي تدخل أمريكي أو أن يتم استجواب أي فلسطيني على أيدي محققين امريكين أو أي جنسيات أخرى فنحن ندرك مدى المعاناة التي يعيشها إخواننا سواء في سجن أريحا أو السجون الإسرائيلية وندرك حجم المعاناة على اعتبار إنهم يتألمون من وجودهم في سجن فلسطيني ونحن في الحركة نبذل كل الجهود لإنهاء هذه المعاناة ودائما الحركة تتصرف بحكمة في معالجة تلك القضايا وبالذات القضايا التي تتعلق بالشأن الداخلي وطالما الاتصالات مع السلطة موجودة فنأمل أن تحل هذه القضية بأقرب وقت ممكن مؤكدا على موقف الحركة اتجاه قضية استمرار اعتقال الرفيق احمد سعدات والعميد الشوبكي وفي غير مناسبة طالبنا بضرورة الإفراج عنهم وحتى لو لم يكونوا من أبناء الحركة فنحن ضد مبدأ الاعتقال السياسي ولا يمكن على الإطلاق أن نكون راضين على وجود أي معتقل فلسطيني في سجن فلسطيني .

اعتقال سعدات خطيئة لا تغتفر

أما يوسف الصليبي عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية ومسئول المكتب الإعلامي فقد تحدث عن استمرار اعتقال الأمين العام احمد سعدات مع رفاقه الأربعة قائلا : نعتبر اعتقال الأمين العام احمد سعدات هي خطيئة لا تغتفر من قبل السلطة الفلسطينية فقد وقعت صفقة غير مبدئية مع القوات الصهيونية  لتسليم الرفيق سعدات ومازالت هذه الجريمة مستمرة حتى اللحظة فن الجبهة الشعبية أخذت موقف نتيجة الاعتقال بالاتجاه للقضاء الفلسطيني للبث في هذه المسألة والذي أساسها سياسي وليس قانوني وصدر قرار من محكمة العدل الفلسطينية بالإفراج الفوري واللا مشروط عن الأمين سعدات وان عدم الإفراج عنه يؤكد على عجم وجود للقضاء الفلسطيني من قبل السلطة والمنفذين فيها وأي حديث عن استقلال القضاء هو حديث غير جدي في ظل عدم تطبيق قرار الإفراج عن الأمين سعدات والعديد من القرارات التي لم تنفذ وهذا يشكل خطورة على المجتمع الفلسطيني فكيف تدعو إلى احترام القانون وفي الوقت نفسه تقوم باختراقه ، وعن مبررات السلطة في عدم الإفراج عنه خوفا على حياته من الاغتيالات الصهيونية يؤكد الصليبي : على السلطة أن تقوم بالإفراج ونحن مسؤوليتنا حماية رفيقنا من أي اعتداء صهيوني مع أن مسؤولية السلطة هي حماية المواطن وسعدات مواطن فلسطيني ونحن نقوم بالاتصالات المستمرة للاطمئنان على رفيقنا يوميا كأمين عام للجبهة وكل أعضاء المكتب السياسي في الداخل والخارج لهم اتصالات مع الرفيق وهو على إطلاع بكل تفاصيل التي تجري على الساحة الفلسطينية والتنظيمية للجبهة الشعبية مشيرا بقوله : إن الشكل الظاهري بان السلطة الفلسطينية هي التي قامت باعتقال الرفيق سعدات ولكن الأبواب مفتوحة لاتهام السلطة باعتقال سعدات بإيعاز من العدو الصهيوني وخاصة انه يمثل فصيل سياسي له تاريخه النضالي حيث تم اعتقاله على خلفية اغتيال وزير السياحة المتطرف ((زئيفي)) ، وعن الاجتماعات مع السلطة حول قضية استمرار اعتقال الأمين العام سعدات يعلق الصليبي : نحن عملنا اتصالات وعقدنا جلسات مع الرئيس أبو مازن ورئيس الوزراء احمد قريع والإخوة المصريين للإفراج عن الرفيق سعدات وقدموا لنا الوعود بالإفراج فهذا لا يخدم المصلحة الوطنية ويضر بها وخاصة أننا مقبلين على انتخابات المجلس التشريعي وعلى الأرجح أن يكون الرفيق سعدات على قائمة المرشحين لقائمة الجبهة الشعبية والسلطة ترفض أن يكون أعضاء المجلس التشريعي معتقلين فنحن نبذل كل جهودنا وعلى جميع الأصعدة من اجل الإفراج عن الرفيق سعدات وتمنى الصليبي من السلطة الفلسطينية أن تبقي ملف الاعتقال السياسي على أجندة العمل الفلسطيني حيث أجمعت كل القوى الوطنية على تحريم الاعتقال السياسي في ظل الظروف الحالية والتي نرى فيها الموقف الصهيوني في المطالبة بنزع سلاح المقاومة وعلى السلطة أن تنتبه حتى لا تنجر وراء الاحتلال ولا تقوم بالاعتقال السياسي .

المصدر- صحيفة الاستقلال الأسبوعية

الى صفحة بدون تعليق

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع