غنيم: الرئيس عرفات مات مغدوراً والمجتمع الدولي خذل الفلسطينيين
والنظام العربي تنكر للحقوق الفلسطينية
عمان ـ القدس العربي-7/11/2005
فاجأ القيادي المخضرم في حركة
"فتح"
محمد غنيم (أبو ماهر) الأوساط السياسية الفلسطينية بتعليقات ساخنة
الأسبوع الماضي تناولت المسيرة السلمية وما يجري
على
الأرض الفلسطينية، معتبرا أن السلام أصبح أكذوبة، ومتهما المجتمع
الدولي بخذلان الشعب الفلسطيني والنظام العربي بالتنكر للحقوق العربية
والفلسطينية.
ووصفت
تعليقات غنيم التي وردت في سياق خطاب ألقاه بتجمع من الفلسطينيين في
مقبرة الشهداء في تونس،
بأنها
حادة وحرجة قياسا بالوضع التنظيمي للرجل الذي يعتبر من مرجعيات حركة
"فتح"،
كما انطوت التصريحات
على
تأكيدات بتمسك غنيم بالثوابت الفلسطينية رغم أن الدوائر التنظيمية
ترشحه للعب دور سياسي بارز في الحركة خلال السنوات القادمة.
واستذكر غنيم في خطابه الذي أثار ضجة واسعة وسط النخبة الفلسطينية
غياب الفارس الراحل الزعيم ياسر عرفات الذي آمن أن قضية فلسطين لا يمكن
أن تتحرر إلا بالقوة والكفاح وباستخدام السلاح، مشيرا
إلى
أن الغدر كان حاضرا في حادثة وفاة الرئيس الراحل،
كما قال.
وقال بكلمته في مقبرة الشهداء الفلسطينيين بضاحية حمام الشط بتونس
بمناسبة عيد الفطر المبارك: إن هذه هي الذكرى
الأولى
للشهيد أبو عمار الذي ترجل مبكرا وقد كان حلمه أن يتحرر الوطن
وأن
تقوم الدولة الفلسطينية المستقلة
وأن
يصلي في رحاب القدس إلا أن الموت لم يمهله والغدر كان حاضرا وسلمت
الروح
إلى
بارئها.
واستذكر في خطاب أعتبر متقاطعا مع تنامي الحس البراغماتي داخل حركة
"فتح"
أن عرفات اتجه للعمل السياسي بعد أن قيل إن فلسطين يمكن أن تتحرر،
وان الحق يمكن أن يعود عن طريق المفاوضات والعمل السياسي،
وبعد أن صدق وعود المجتمع الدولي،
ولكن المجتمع الدولي خذله ووقف
إلى
جانب
(إسرائيل)
يصدق كذبها وافتراءاتها،
وكذلك تنكرها لالتزاماتها ووجباتها،
ووقف المجتمع الدولي عاجزا عن أن يأخذ القصاص من هذه الدولة الطاغية
التي قامت علي أساس العدوان ومازالت مستمرة به.
وقال
إن
الشعب الفلسطيني يفتقد اليوم الشهيد الرئيس ياسر عرفات،
فعندما ننظر حولنا نجد أن فلسطين مازالت تحت الاحتلال
وأن
أكذوبة السلام مازالت تنطلي
على
الكثير من دول العــالم،
وكذلك الأنظمة العربية التي حاولت أن تصدق
من أجل
أن تبرر تخاذلها بعدما تنكرت للحق الفلسطيني والحق العربي وسكتت وهي
تري جنود الاحتلال الغزاة يقتحمون دولة عربية هي فلسطين ثم يقتحمون
دولة
أخرى
ولا نعرف أين ستقف عجلة التتار الجدد.
وأوضح غنيم أن الولايات المتحدة تعتقد أن بسياستها الحالية سوف تخلد
ذكراها،
مشيراً إلى أن
الذين تخلد ذكراهم هم الذين يصنعون السلام ويعيدون الحق
إلى
أهله،
أما الذين يتنكرون للحق فهم مثلهم كمثل التتار والغزاة الآخرين الذين
ذهبوا وبقيت الشعوب صامدة في الأرض منغرسة،
ومتسائلا من يقول:
إن الولايات المتحدة الأمريكية ستبقي كما هي لا تستعصي
على
الآخرين ومن كان فوق عرشها يعرف كيف يظلم وكيف يتنكر للحق، متسائلا من
كان يصدق قبل سنوات أن ينهار صرح الاتحاد السوفييتي؟.
وقال غنيم الذي يترأس مكتب التعبئة والتنظيم في حركة
"فتح":
إن العالم يعيش حاليا مرحلة تغيرت فيها الأمور واختلطت المفاهيم، عندما
نرى
الاحتلال
(الإسرائيلي)
مازال جاثما علي فلسطين والأمم المتحدة تأخذ بالأمس قرارا من
أجل
أن تخلد ذكري المحرقة.
وشدد على
أن شعبنا الفلسطيني مؤمن بحقه في أرضه
وأنّه على
ثقة بأنه سوف يسترد حقه من هذه الدولة المعتدية
(إسرائيل)
التي سوف
تنكفئ
وسوف يرتد احتلالها.
وقال:
إن الشعب الفلسطيني الذي اتجه نحو السلام والمفاوضات لم يجد من المجتمع
الدولي إلا الكذب والخداع وعدم تحقيق الإنجاز الذي وعد به حيث قد مضي
علي اوسلو سنوات طويلة ومازال الشعب الفلسطيني محتلا ومازال المجتمع
الدولي يتفرج ومازالت قضية فلسطين موجودة علي جدول الامم المتحدة بدون
حل عادل .
وكشف غنيم بأن
الراحل ياسر عرفات رفض كل الإغراءات في البيت الأبيض بعد أن طلب منه
قبول ما يعرض عليه مقابل أن يكون فوق جميع الأنظمة العربية، مشيراً
إلى
أن الرجل اختار أن يكون شهيدا كما عاهد غنيم.
|