سائق الجيب المنفجر في جباليا : لو كان الانفجار داخلياً لكنت في عداد الأموات

لا تزال حادثة الانفجار في العرض العسكري بجباليا تحظى باهتمام وسائل الإعلام وفيما يلي رواية عن قرب لما حدث قدمتها جريدة القدس العربي على لسان سائق الجيب.

سائق السيارة المستهدفة لـ القدس العربي : لو كان الانفجار داخلياً لكنت في عداد الأموات
2005/10/01

الفلسطينيون يتناقلون مقاطع فيديو حول انفجار جباليا المفجع علي الهواتف النقالة

غزة ـ القدس العربي
ـ من رائد موسي:
بعد نحو اسبوع علي الانفجار الذي استهدف المهرجان الذي نظمته حركة المقاومة الاسلامية (حماس)، في مخيم جباليا، وما تبعه من تصعيد اسرائيلي في قطاع غزة، لا يزال الغموض يكتنف الأسباب الحقيقية وراء الانفجار.
وفيما تصر حركة حماس علي ضلوع الدولة العبرية في الانفجار، تتمسك السلطة الفلسطينية بالرواية التي روجتها وزارة الداخلية والامن الوطني، وترجع سبب الانفجار إلي خلل داخلي ، وتؤكد أن لا علاقة لقوات الاحتلال في الحادثة.
ويسيطر موضوع الانفجار حتي اللحظة علي أحاديث الفلسطينيين في غزة، وسط تباين حاد في الاراء والمواقف، الناجم عن عدم ظهور الاسباب الحقيقية للانفجار.
وكان آخر ما تناوله الفلسطينيون حول الانفجار، الذي باتوا يطلقون عليه انفجار المهرجان ، مقاطع فيديو مجهولة المصدر، يتداولها الشباب علي الهواتف النقالة، تظهر مجموعة من الشباب يحاولون التقاط جسم غير واضح من الأرض، واذا به ينفجر في وجوههم.
واتهم مقربون من حركة حماس، جهات في السلطة الفلسطينية بانها مصدر هذه المقاطع المصورة، وقالوا انها مقاطع مجهولة ولا تحدد المكان الذي التقطت فيه ، لكنها محاولة من السلطة لتعزيز النظرة بأن ما حدث في مخيم جباليا انفجار داخلي ، وتحميل حركة حماس المسؤولية عن عشرات الشهداء والجرحي.
يذكر ان نحو عشرين شهيداً، واكثر من مائة جريح، سقطوا في الانفجار الذي استهدف المهرجان، الذي نظمته حماس في الثالث والعشرين من الشهر الجاري، للاحتفال بالانسحاب الاسرائيلي من القطاع.
القدس العربي تمكنت من الوصول إلي القيادي الميداني في كتائب القسام، الذي كان يقود سيارة الجيب، التي استهدفها الانفجار، لمحاولة تلمس الحقيقة وراء الانفجار الذي يثير جدلاً في الشارع الفلسطيني.
وقال اشرف ريان، انه كان يقود سيارة الجيب، ضمن عدد من سيارات الجيب الاخري، خلال عرض عسكري، في المهرجان، وكانت الامور تسير بشكل اعتيادي وطبيعي، وبينما كان يسير ببطء شديد، اذا بانفجار شديد يقع إلي جانب السيارة التي يقودها.
واضاف كان ابن عمي أسعد، وصديقي هشام الكحلوت، يقفان وممسكان بجانب السيارة الأيسر، فيما اثنان آخران كانا يجلسان في الكرسي الخلفي للسيارة، ولم أتمكن من السيطرة علي السيارة، وسارت لمسافة بسيطة بعد الانفجار .
وأضاف: في هذه اللحظات شعرت بأنني أصبت، وأخذت استنجد بابن عمي اسعد لاسعافي، لكنه كان قد استشهد فعلاً مع الكحلوت، اذ انهما تلقيا قوة الانفجار، وما نتج عنه من شظايا، بدلاً مني علي اعتبار انهما كانا علي الجانب الذي وقع فيه الانفجار.
وفيما يتعلق بكون الانفجار ناجماً عن خلل داخلي وفقاً للرواية الرسمية للسلطة، قال ريان: لو كان الانفجار داخلياً لكنت في عداد الاموات الان، مع التأكيد أن سيارة الجيب التي كنت اقودها لم تكن تحتوي علي اي مواد متفجرة او عبوات ناسفة.
كما ان الشابين اللذين كانا يجلسان في المقعد الخلفي اصيبا بجروح بسيطة، ومن المعروف أنه لو كان هناك عبوات ناسفة، لكانت إلي جانبهم، وفقاً لريان.
وتابع قائلاً: اما بالنسبة لمنصة الصواريخ التي كانت علي ظهر الجيب، وتحمل أربعة صواريخ، فهي منصة عرض، لا تحوي اي مواد متفجرة، والصواريخ مجرد مجسمات غير حقيقية، وهي عبارة عن هياكل صواريخ .
ويؤكد ريان ان ما حدث هو انفجار من الخارج، استهدف سيارة الجيب، لكنه لم يصبها بشكل مباشر، وهذا ما يؤكده عدم تضرر السيارة بشكل واضح، الا من بعض الاصابات البسيطة الناجمة عن الشظايا، نافياً في الوقت ذاته ما قالته وزارة الداخلية حول انقلاب السيارة، وقال ان المواطنين هم الذين فعلوا ذلك في اعقاب الانفجار بحثاً عن أشلاء الشهداء.

يذكر ان الرئيس محمود عباس، اكد في زيارته الأخيرة للقاهرة، علي هذه الرواية، وقال ان ما خلص إليه النائب العام الفلسطيني، يشير إلي ان السيارة انقلبت ما تسبب في الانفجار، الأمر الذي كان يتطلب من حماس، جرأة وشجاعة في الاعتراف بالخطأ.

الى صفحة بدون تعليق

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع