أبومازن يرد على تقرير إسرائيلي: أنا مرهق ولست محبطاً «فتح» و«حماس»
تتفقان على انتخابات بلا سلاح
القدس المحتلة، غزة ـ «البيان» والوكالات-
2006/1/19
اتفقت حركتا « فتح» و« حماس» على حظر السلاح يوم إجراء الانتخابات
التشريعية المقررة 25 الجاري وحمايتها من أي اعمال تخريب، لكن ذلك لم
يصمد كثيراً بمقتل فلسطيني في رفح اثناء تجمع انتخابي لحركة فتح، في
وقت واصلت المحافل الإسرائيلية إطلاق مزاعم تهدف إلى التشكيك في تماسك
السلطة الفلسطينية، عبر ترويج وصول رئيسها محمود عباس (ابومازن) إلى
«حافة الانهيار» لتأزم علاقاته مع مقربيه.
وأبرزهم محمد دحلان، فضلا عن فقدانه دعم أطراف عربية مثل السعودية
ومصر، لكن ابو مازن نفى التقرير الإسرائيلي معتبراً نفسه مرهقاً وليس
محبطاً.
وأعلن كل من القيادي في «حماس» الشيخ سعيد صيام، والقيادي في «فتح» في
مدينة غزة سمير المشهراوي، وكلاهما يخوض الانتخابات التشريعية في مؤتمر
صحافي أمس عن أن قادة الحركتين اجتمعوا الثلاثاء وأبرموا اتفاقا يقضي
بعدم إظهار سلاح الأجنحة العسكرية للحركتين في يوم الاقتراع حفاظا على
سير العملية الانتخابية بشكل هادئ.
وتلا المشهراوي الذي وقف إلى جانب صيام من بيان مكتوب وموقع باسم
الحركتين أمام الصحافيين «انه بناء على اجتماع بين قادة الحركتين تم
الاتفاق على إجراء الانتخابات التشريعية في أجواء هادئة وجعل يوم 25
يناير يوم عرس فلسطيني ديمقراطي ».
وأضاف أنه «تم الاتفاق على ثمانية بنود في البيان أهمها الالتزام بعدم
ظهور السلاح من جانب الفصائل الفلسطينية المسلحة يوم الانتخابات وأيضا
اعتبار أي محاولة لتخريب الانتخابات تندرج في إطار أعمال مشبوهة وأن
الحركتين ستقفان صفا واحدا لحماية هذا العرس الديمقراطي».
لكن هذا العرس واجه اختباراً دموياً أمس حينما قتل فلسطيني هوباسم
الشاعر (20 عاماً) بصورة عرضية برصاص اطلقه مسلح اثناء تجمع انتخابي
لحركة فتح في رفح جنوب قطاع غزة بحسب شهود ومصادر طيبة.
وكان المركز الفلسطيني لاستطلاع الرأي نشر نتائج احدث استطلاعاته التي
تفيد بفوز «فتح» ب9,35 في المئة من تأييد الفلسطينيين، مقابل7,26 لـ
«حماس».
في موازاة ذلك، واصلت المحافل الإسرائيلية عبر الصحف الترويج لمزاعم عن
مظاهر تفكك السلطة الفلسطينية، بهدف اقناع الإدارة الأميركية لعدم
اعتبار «السلطة» طرفا تفاوضيا وتمرير صفقة الحل النهائي باتفاق بين
واشنطن وتل ابيب.
وفي هذا الإطار، نقلت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية امس ان مصادر أوروبية
وأميركية التقت أخيراً «ابو مازن»، كشفت عن انه في حالة اكتئاب ويفقد
السيطرة على الوضع ولا يؤمن بقدرته.
وأضافت الصحيفة ان معلومات استخبارية تجمعت في الأسابيع الأخيرة في
إسرائيل تشير إلى أن ابو مازن يفقد بالفعل السيطرة على الوضع، وأنه فقد
الثقة برجاله، ويغرق في مزاج مكتئب وقريب جدا من الانهيار السلطوي
التام.
مشيرة
إلى انه تتعاظم حاليا الأصوات في الساحة السياسية بل وفي الساحة
الأمنية الإسرائيلية أيضا، التي تدعو إلى الاستعداد إلى وضع لا يكون
فيه أي شريك في الطرف الآخر وتكون هناك حاجة إلى إجراءات إسرائيلية
منسقة مع العالم بشكل عام، ومع الولايات المتحدة بشكل خاص.
وتابعت ان المحافل الأميركية والأوروبية التي التقته
تحدثت عن عصبيته.
وعن لقاءات لا تعقد في موعدها، ورفضه الحديث مع أشخاص
دُعيوا لرؤيته، مشيرة إلى ان التقدير الآن في إسرائيل، مثلما في العالم
أيضا، هو أن السلطة الفلسطينية في غزة انهارت تماما، وكفت في واقع
الأمر عن الوجود كجسم سلطوي.
وذكرت انه في المحافل الداخلية الفلسطينية يقول ابو
مازن: «لا يمكنني أن أسيطر على الفوضى في غزة بسبب وضع السلطة
الفلسطينية»، مشيرة إلى ان محاضر اللقاءات المغلقة التي عقدت في غزة
بمشاركة مسؤولين كبار في فتح، تضمنت تعابير قاسية جدا عن أبو مازن.
وحسب هذه التقارير، فإنهم في فتح أيضا كفوا عن أن يروا
فيه زعيما أو جهة تملك الصلاحيات، ويتهمونه بالاستسلام للأميركيين في
أنه وافق على إجراء الانتخابات في موعدها، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي
إلى تحطم فتح وصعود حماس، بدلا من تأجيل الانتخابات إلى موعد أكثر
راحة.
وبحسب مزاعم «معاريف» فقد جرت حديثا مواجهة شديدة بين
«ابو مازن» ووزير الشؤون المدنية المستقيل محمد دحلان، حيث اتهم ابو
مازن دحلان بالمسؤولية عن الاعتداء على حراس هنود لرجال الممثلية
الهندية لدى «السلطة».
فغضب دحلان وصرخ في وجهه: «أرى أنك جننت تماما مثل
سلفك». والعلاقات بين الرجلين يصفها الآن مراقبون أجانب بأنها «باردة
حتى منقطعة».
وأشارت إلى ان مصادر «فتح» قالت ان أبومازن سافر أخيراً
إلى السعودية لكي يجند الأموال لحملة الحركة الانتخابية، ولغرض تقليص
عجز السلطة الفلسطينية، و« أنه عاد بخفى حنين تقريبا»، وهو ما دفعهم
إلى القول «حتى السعوديين فقدوا الثقة فيه».
كما زعمت الصحيفة ان «هناك تبادلاً للرسائل السرية يجري
الآن بين أبو مازن والمصريين الذين يهددون بوقف المساعدات الدائمة
للسلطة اذا لم تقضي على الفوضى والإرهاب واستئناف المسيرة السياسية مع
إسرائيل.
مشيرة إلى انه وفي الاتصالات التي يجريها المصريون مع
محافل أجنبية وإسرائيلية، بدوا غير مرة كمن يفكرون بجمع رجالهم
العاملين في غزة وإعادتهم إلى القاهرة في ظل وقف المساعدات والتدخل في
ما يجري في قطاع غزة وترك أبو مازن لمصيره.
|