15/3/2005

 

ثلاثة سناريوهات متوقعة في حوار القاهرة
أبو مرزوق لـ"العرب": استبعد توصل حوار القاهرة إلى هدنة

ـ مشروعا "حماس" وأبو مازن مختلفان من حيث الأهداف والوسائل والتهدئة فرصة لإثبات فشل مشروعه

ـ لم نقرر بعد حجم ونسبة مشاركة "حماس" في انتخابات "التشريعي" وعلاقتنا بالرئيس مرتبطة بذلك

ـ قرار "حماس" عدم تسليم السلاح والوقوف بوجه أي تحجيم للمقاومة ولا نعترض على دخول قوات بدر

 ـ عدم استجابتنا لآقتراح القدومي تشكيل لجنة تنسيق الأمناء العامين منبعه رفضنا المواجهة بين الداخل والخارج

ـ ندخل منظمة التحرير على أسس سليمة..أبو مازن شكل لجنة برئاسة الزعنون لدراسة اعادة احيائها  وبنائها

 

 

 

حاوره في بيروت: شاكر الجوهري

يستبعد الدكتور موسى أبو مرزوق توصل حوار القاهرة الذي بدأ الثلاثاء إلى هدنة تقرها الفصائل الفلسطينية مع اسرائيل.

ويقول نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إن هذا الحوار قد ينتج عنه أحد ثلاثة سيناريوهات, اولها التوصل إلى اتفاق بشأن الهدنة, وهو ما يستبعده, والثاني تمديد مؤقت للتهدئة الحالية, والثالث أن لا تكون هناك تهدئة أو هدنة.

أبو مرزوق, قال بصراحة في هذا الحوار الهام الذي أجري معه في بيروت الخميس الماضي, إن مشروعا "حماس" وأبو مازن رئيس السلطة الفلسطينية مختلفان من حيث الأهداف والوسائل. وقال إن موافقة "حماس" على التهدئة التي طلبها رئيس السلطة هدفها اعطاءه فرصة كاملة تؤدي في نهاية المطاف إلى اثبات فشل برنامجه.

وأكد أن قرار "حماس" هو عدم تسليم سلاحها, والوقوف في وجه أي محاولة لتحجيم المقاومة, مؤكدا في ذات الوقت عدم الإعتراض على دخول قوات بدر للضفة الغربية.

ورد عدم استجابة حركته لاقتراح فاروق القدومي رئيس حركة "فتح" تشكيل لجنة تنسيق من الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية في الخارج, لكون "حماس" ترفض فكرة المواجهة بين الداخل والخارج.

وكشف أبو مرزوق عن أن "حماس" لم تحدد بعد حجم ونسبة مشاركتها في انتخابات المجلس التشريعي. وقال إن علاقة "حماس" مع رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية تتحدد في ضوء قرارها التفصيلي ونتائج الإنتخابات.

وكشف كذلك عن أن أبو مازن شكل لجنة برئاسة سليم الزعنون رئيس المجلس الوطني الفلسطيني لدراسة احياء وبناء منظمة التحرير الفلسطينية. وقال إن "حماس" لا شروط لها لدخول منظمة التحرير باستثناء أن يتم ذلك على أسس سليمة.

 

هنا نص الحوار..

·          حوار القاهرة.. لماذا تأخر, بعد أن كان مقررا انعقاده في الأول من آذار/مارس, ثم أجل إلى الخامس من ذات الشهر, ثم إلى الخامس عشر منه..؟

ـ أجل في المرة الثانية لظروف موضوعية متصلة بتشكيل الحكومة الفلسطينية, أما في المرة الأولى فقد أجل لأسباب لوجستية تتعلق بسفر المشاركين في الحوار إلى القاهرة.

·          ما جدول اعمال الحوار..؟

ـ توجد نقطتان رئيستان اولهما متعلقة بالهدنة المقترحة, والحوار حولها. والثانية متعلقة بترتيب البيت الفلسطيني.

·          سبق أن وافقتم على التهدئة, وقد مارستوها عمليا لأكثر من شهر, ماذا بعد..؟ هل ستواصلون الإلتزام بالتهدئة, ويتم تحويلها إلى هدنة, أم أنها ستبقى هدنة غير معلنة بتسمية تهدئة..؟

ـ السؤال مهم. في الأساس كانت التهدئة بهدف اعطاء فرصة لأبي مازن (محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية), وفقا لطلبه, وفي ظل الأجواء الداخلية والإقليمية والدولية.. خاصة ظروف شعبنا الفلسطيني, وحاجته الماسة لاستراحة محارب, على الأقل.

وافقنا على التهدئة, لأن الهدنة لا تعطى مجانا دون مقابل, وضرورة أن يكون هناك ثمنا حقيقيا لها, وهذا كان موضع اتفاق مع الأخ أبو مازن, الذي كان على رأس ما يطرحه قضية الأسرى والمبعدين, اضافة إلى وقف الإجتياحات والإغتيالات والملاحقات الأمنية, وتدمير البيوت, وما إلى ذلك من الممارسات الإسرائيلية.

تمت التهدئة لمدة شهر, بناء على ما سبقت الإشارة إليه. ثم مددت التهدئة دون تحديد مدى زمني لهذا التمديد, بعد انقضاء الشهر, على أن نناقش كل هذه القضايا في اجتماع القاهرة.

ولا أعتقد أن الإستجابة لاقتراح الهدنة سيكون فيه شيء من المعقولية دون تحقيق المطالب التي تحدث عنها حتى أبو مازن, عوضا عن الفصائل الفلسطينية الملتزمة في الوقت الحاضر بالتهدئة, فهو يقول بأن الإسرائليين لم يقدموا شيئاً بهذا الخصوص .

بالتأكيد توجد الآن مشاكل, ونحن نعي ذلك, سواء ما يتعلق منها بالسلطة والعدو الصهيوني, من انسحابات من المدن, ومساحة هذه الإنسحابات وسرعتها, والسجناء ومشاكل متعلقة بالمنطقة وخاصة لبنان وسوريا .

الإسرائيليون لم يفوا بإطلاق الأسرى, وفقا للإتفاق الذي تم التوصل إليه مع السلطة. اطلقوا سراح اصحاب المحكوميات القصيرة, أو التي توشك على الإنتهاء خلال أيام. وفيما يخص المبعدين اعادوا فقط 16 مبعدا من غزة إلى الضفة, ولم يعيدوا أحدا من الخارج, وابعدوا في المقابل شخصا جديدا من الضفة إلى غزة.

شرم الشيخ

·           ليس هناك ما يشجع على اتخاذ قرار باستمرار التهدئة. ما الذي جعلكم تفعلون..؟

ـ لقد فعلنا بانتظار بدء حوار القاهرة وأن تتضح ظروفه, وسبق حوار القاهرة حوار آخر في غزة تم بين أبو مازن و"حماس" وحركة الجهاد حول نفس الموضوع .

ثم إنه وقعت احداث متعددة بعد فترة التهدئة المتفق عليها (شهر) مثل عملية تل أبيب, أو اطلاق صواريخ أو قذائف هاون. وكانت رداً على الخروقات الإسرائيلية المتكررة , ولكن الصورة العامة بقيت سياسة التهدئة .

·          لنقل أن نتائج شرم الشيخ كانت تمثل عنوانا يجب أن تحددوا موقفكم في ضوء فهمكم له. كيف تقرأون نتائج شرم الشيخ, وهل هي تشجع على أن تحولوا التهدئة إلى هدنة..؟

ـ تقديرنا السياسي للظروف المحيطة بالوضع السياسي الفلسطيني والإقليمي وكذلك استقراءنا لواقع الشعب الفلسطيني واحتياجاته, ومصالحه العليا ، هذا ما يحكم اتخاذنا لقراراتنا ، أما قمة شرم الشيخ ونتائجها فلم تكن على مستوى تطلعات شعبنا ولو في الحد الأدنى .

·          هل هذه الأسباب الموجبة للتهدئة لا تزال قائمة حتى الآن..؟ أم أن الشعب ارتاح قليلا, وأصبح مستعدا لتحمل المزيد من التضحيات..؟

ـ شعبنا الفلسطيني يقاوم الإحتلال منذ قرن من الزمان . وقراءتنا أن شارون لن يعطي شيئاً ونريد أن يرى العالم كله ذلك بالإضافة لشعبنا.

ولا أتوقع لأبي مازن كثيراً من النجاح ، وانت ترى أن إنسحاباً من نقطة تفتيش في بيت لحم استغرق أسبوعين من النقاش فما بالك بآلاف النقاط ومشاكل بمساحة الضفة الغربية..؟!.

والشعب الفلسطيني على كل حال مهما كانت نتائج حوار القاهرة لا يمكن أن يرضى بإعادة بناء الإقتصاد الفلسطيني وبهدم بنية المقاومة ، ولن يرضى احد مهما كانت الظروف بأي وعد بقيام دولة ، أو دولة مفصلة حسب الطلب تكون عوضاً عن حق العودة أو القدس .

·          يستنتج من كلامك أن "حماس" معنية بتحقيق الإنسحابات الإسرائيلية التي وعد بها أبو مازن..؟

ـ حتى أبو مازن يشتكي من عدم الإيفاء بالمواعيد الإسرائيلية.

·          لكنكم معنيون بتحقيق هذه الإنسحابات..؟

ـ طبيعي أن أي انسحاب من أي أرض محتلة هو نصر للمقاومة, ونحن معنيون بأن يتبلور هذا النصر إلى واقع على الأرض ، ولكن القضية الفلسطينية ليست فقط قطاع غزة ومدن الضفة الغربية.

·          هل هو نصر للمقاومة, أم أن المقاومة هي التي جاءت بإعادة الإحتلال..؟

ـ متى غاب الإحتلال..؟

بين الإنسحاب واعادة الإنتشار

·          خلال الفترة السابقة لـ 28 ايلول/سبتمبر 2000...؟

ـ لم يغب الإحتلال. لم يكن هنالك انسحاب. كان هناك اعادة انتشار، ولم اسمع أن أحداً قال أن الإحتلال قد رحل .

·          اعادة الإنتشار خارج المدن تعني انسحابا من المدن..؟

ـ الإنسحاب الذي يجري التحدث عنه من قطاع غزة الآن هو مسألة مختلفة. انسحاب كامل من القطاع, يعني أنه ليس اعادة انتشار. فلا توجد مستوطنات.. لا توجد قوات بين مصر وقطاع غزة ، لكن ذلك يجب أن لا يخدع شعبنا ويكرس الإحتلال في الضفة .

·          الإنسحاب مرهون الآن بالإبقاء على السيطرة الأمنية من البر والبحر والجو..؟

ـ  هذا يعني أن الإنسحاب لم يتم وليس هناك تغيراً على الأرض .

·          على كل حال.. إذا كنتم معنيون بانسحاب اسرائيل من مدن الصفة الغربية بالتزامن, أو بالتساوق مع الإنسحاب المقترح من قطاع غزة, فهذا يعني أنكم مطالبون بعدم تقديم ذرائع جديدة للإسرائيليين ليعيدوا احتلال هذه المدن.. بمعنى أن توقفوا المقاومة..؟ والسؤال في صيغة جدلية ماذا ينتج ماذا..؟ وهل الإحتلال هو الذي ينتج المقاومة, كما يعرف العالم كله, أم أن المقاومة تعيد انتاج الإحتلال, كما تقول اسرائيل..؟!

ـ بالتأكيد إن الإحتلال هو الذي ينتج المقاومة لأن المقاومة لا تنشأ من فراغ . وإذا بقي الإحتلال ستستمر المقاومة وتتصاعد.

·          لكن شارون يقلب المعادلة الآن قائلا: اوقفوا المقاومة لأنسحب..؟

ـ هذا بحد ذاته تراجع من قبل شارون, فهو يريد أن ينهي المقاومة ويكسر إرادة الشعب الفلسطيني ، ويجلب الأمن للكيان الصهيوني .

وخطته التي يتكلم عنها تأتي في إطار إستراتيجي لفصل شعبنا الفلسطيني عن كيانه ، ومصادرة ما يستطيع من أرضه ومحاولة تهجيره لاحقاً ، لا عودته ، وهو إذاً لا يريد التفاوض بل إن كل ما يريده هو فرض الأمر الواقع وإعطاء الفلسطينيين ما يريد هو إعطاؤه,

ولكن المقاومة لم تنته, والأمن لم يفرض. واضطر شارون بعد هذا الفشل لأن يطرح مبادرته المتعلقة بالإنسحاب الأحادي من قطاع غزة, ولكن أهدافه لم تتغير ، والصراع والمقاومة ستبقى ما بقي الفلسطينيون في المهاجر, وبقي الكيان سارقا لأرضنا.

التهدئة والهدنة

·          في ضوء الإجابات التي ستقدم لكم في القاهرة, ستقررون ما إذا كنتم توافقون على تحويل التهدئة إلى هدنة أم لا, أو توقفوا التهدئة. ما هي شروطكم للتحول بالتهدئة إلى هدنة..؟ وفي حال اقراركم مجددا لمبدأ الهدنة, ما مداها الزمني الذي تقبلون به..؟

ـ هي  ليست هدنة مفتوحة. هم يطرحون علينا الآن هدنة حتى نهاية 2005. وهذا التاريخ متصل برؤية بوش لإقامة دولة فلسطينية قبل نهاية هذا العام, الذي تراجع عنه حتى نهاية 2009, وانتهاء الإنسحاب من قطاع غزة بنهاية العام 2005. وكذلك وارد توحيد الأجهزة الأمنية وتدعيمها وتسليحها خلال هذا العام, واعادة ترتيب الأوضاع الداخلية الفلسطينية, واعادة القوة للسلطة الفلسطينية وما إلى ذلك, والإنتهاء من اجراء الإنتخابات الفلسطينية المختلفة خلال هذا العام.. كل هذا مقرر حدوثه خلال عام 2005, لذلك فإن مطلب التهدئة والهدنة جاء ليجمل كل هذه الأهداف في هذا السياق.

لكننا نقول إن الإنتفاضة حين قامت, والتضحيات التي بذلت, لم تبذل فقط من أجل تحرير السجناء, لأنهم سجنوا اساسا بسبب الإنتفاضة والمقاومة, والسلطة كانت أمورها مرتبة ومقراتها موجودة , وإن كان على رأس اهتمامات شعبنا الفلسطيني الآن اطلاق سراح اسراه.

نحن نتحدث عن برنامج مقاومة بأهداف محددة, ولا بد من أن ينجز اهدافه.. نتحدث عن انسحاب كامل للإحتلال, والإنسحابات الجزئية لا تغني عن الإنسحاب الكامل, وللهدنة شروط ابتدائية قبل أن تعلن, في مقدمتها اطلاق الأسرى, ووقف الإجتياحات والإغتيالات وعودة المبعدين.. سواء اكانوا في قطاع غزة, أو في اوروبا, ووقف بناء الجدار ومصادرة الأراضي وإقامة المستوطنات.

كل هذه القضايا لا بد من أن يبت فيها حوار القاهرة حتى نستطيع إتخاذ قرار حول التهدئة.

3 سيناريوهات

·          تمدد أو تحول إلى هدنة..؟

ـ هناك ثلاثة إحتمالات : الأول الهدنة وهذا مستبعد, والثاني التمديد لفترة قصيرة وهذا احتمال وارد تبعاً لطرح أبو مازن, والثالث لا هدنة ولا تهدئة .

 وربما كان الإجتماع بين أبو مازن ـ موفاز, ثم اجتماع الأخير مع الرئيس حسني مبارك تما في اطار التحضير لهذه الاحتمالات .

·          ما هي قراءتكم لنتائج لقاء أبو مازن ـ موفاز..؟

ـ الحقيقة أن نتائج اللقاء تمثل تراجعا عن كل الإتفاقيات التي تم التوصل لها سابقا, إذ أنهما اتفقا على الإنسحاب من مدينتي طولكرم وبيت لحم, وبعد يوم واحد من ذلك الإتفاق تراجع الإسرائيليون عنه, وقالوا إن هناك صعوبات تحول دون ذلك.

·          توحيد الأجهزة الأمنية واعادة تدريبها, هل يمثل خطراً عليكم..؟ هل يمثل خطوة باتجاه التصادم معكم..؟

ـ نرجو أن لا يكون كذلك.

·          السؤال لا ينصب على ما ترجوه, إنما على ما تريده..؟

ـ نحن نرجو, وأقصد بما ذكرته أننا نرجو أن تكون كل الأيدي الفلسطينية مجتمعة, وليست متفرقة, وأن تصب كل طاقاتها باتجاه مصلحة الشعب الفلسطيني, ولا تبددها برامج مختلفة تحت وعود وبيانات ومنشورات مختلفة من الكيان الصهويني.

نحن نعتقد أن الأجهزة الأمنية يجب أن تكون في خدمة الشعب الفلسطيني وقضاياه الكلية ونعتقد كذلك أن الفلتان الأمني, وما كان يجري في الساحة الفلسطينية غير مقبول كليا, وهذا ما يجري أغلبه من قبل بندقية رسمية تابعة للسلطة الفلسطينة. لكننا في نفس الوقت, شاهدنا بأم اعيننا أن بندقية المقاومة هي التي تصدت للإجتياحات, بمشاركة بندقية السلطة في بعض الأحيان. وبالتالي, فإن الحفاظ على كل قوى الشعب الفلسطيني هو لمصلحة الشعب الفلسطيني, ويهدف منع أي اجتياحات جديدة, والتصدي لأي عدوان جديد, والإستمرار في مقاومة الإحتلال.

نحن يهمنا أن تكون هناك محاربة للفساد, وإصلاح للأجهزة , وسلامة في مقاصد الأجهزة, واعمالها, وأن لا تخضع لأجندة اميركية أو صهيونية, وأن لا تكون هناك اهداف داخلية لهذه القوى, وأن يحافظ على سلاح المقاومة لصالح الشعب الفلسطيني, وحتى لا تستباح ارضه أو عرضه, ويبقى شعبنا موحدا وقويا.

منهجان مختلفان

·          أنتم متفقون مع أبي مازن بشأن المطالب التي يتقدم بها للإسرائيليين, سواء بشكل مباشر, أو عبر وسطاء. فيم تختلفون معه إذا..؟

ـ نختلف مع أبي مازن, كما يختلف معنا في الكثير من الأمور.

·          فيم تختلفون معه..؟

ـ لدينا مشروعان ، مشروع مقاومة ومشروع تسوية بقوة دفع إقليمية ودولية .

·          المشروعان مختلفان من حيث الأهداف, أم من حيث الوسائل..؟

ـ من حيث الأهداف والوسائل , فهو يعتقد أن المقاومة عبثية لا تأتي للشعب الفلسطيني بنتيجة. ويرى أن الدعم والمساندة الدولية, اضافة للتفاوض مع العدو الصهيوني كافية لتحقيق كثير من الأهداف الفلسطينية الراهنة, وهذا ما يأمله, وإذا اعطيناه فرصة, فإن ذلك لا يعني أننا متفقون معه. ونحن واثقون بأن ما عجز عن تحقيقه أبو عمار ورفضه في قمة كامب ديفيد (تموز/يوليو 2000), لا يمكن أن يقدم في الوقت الحاضر لأبي مازن.

نحن نثق بأن كل ذلك سيظهر أمام الجمهور الفلسطيني بعد وقت قصير. وبالتالي, فإن المسألة مسألة وقت.

نحن لا نريد أن ننقل النزاع والصراع إلى داخل الشعب الفلسطيني, بأي صورة من الصور, ونحن متيقنون بأن أبو مازن لن يستطيع أن يحقق ما يحلم به عن طريق التفاوض, وبالتالي, فإننا إن اعطيناه فرصة, فإن هذا لا يعني اتفاقنا معه على برنامجه. وإنما حتى لا ينتقل الطرح والنزاع, أو الخلاف إلى الجسم الفلسطيني, نقول له تفضل حقق ما تعدنا به أنت والإسرائيليين, وها نحن نعطيك الفرصة كاملة.

·          وماذا بعد انتهاء الفرصة..؟

ـ لكل حادث حديث.

إن لم يتمكن أبو مازن من أن ينجز لشعبنا الفلسطيني ما وعده, فستكون الإجابة جاهزة لدى الشعب. وقد كانت الإجابة حاضرة عند شعبنا حين عجز أبو عمار عن تحقيق أيا من الأهداف التي وعد الشعب بها, ورجع من كامب ديفيد دون نتائج, معيدا الشعب إلى المربع الأول, فكانت الإنتفاضة العظيمة.. انتفاضة الأقصى. وأعتقد أن فرصة أخرى تعطى الآن لأبي مازن, وهو لديه برنامج داخلي متعلق بالإصلاح ومحاربة الفساد والمشاركة السياسية والحوار، فأساس كل القضايا صراحة واضحة في رؤاه المتعلقة بالمقاومة وأجنحتها العسكرية .

  فإن حقق ما يريده الشعب الفلسطيني, وإلا فإن الشعب جاهز لأن يعيد الكرة من جديد.

·          في هذه الحالة, المؤسسة التي يعمل أبو مازن على بنائها, وتمتدحونها, مقارنة بحالة الإنفلات والفردية التي كانت تسود في عهد ياسر عرفات, هذه المؤسسة ستكون في مواجهتكم, وستكون نتائجها في غير صالح مشروع المقاومة..؟

ـ اسلوب أبو عمار كان مختلفا عن اسلوب أبو مازن, لكنه في النهاية, كان لدى أبو عمار وضع يؤهله لاتخاذ قرار يصعب على غيره إتخاذه .

قد تكون ادارة أبو مازن مختلفة, لكن الحقائق الموجودة على الأرض, ستتحدث عن نفسها في نهاية المطاف ، ولن يرضى شعبنا بالفتات ولن يتنازل عن حقوقه وفي مقدمتها العودة والقدس.

دخول قوات بدر

·          الآن توجد محاولات لإدخال قوات بدر, التابعة لجيش التحرير الفلسطيني, من الأردن إلى الضفة الغربية, بالتوازي مع حديث عن دور أمني اردني ومصري في الضفة الغربية وقطاع غزة.

ما معلوماتكم وتقديراتكم وموقفكم من ذلك..؟

ـ سمعنا بذلك. وفي اعتقادي أن موقفنا من هذه القوات هو ذات موقفنا ممن عادوا للأراضي المحتلة من قوات عين جالوت وغيرها.

المهم هو الأهداف التي يتم الدخول من أجلها وسلوك تلك القوات. والحركة لا يمكن أن تعترض على عودة شعبنا, أو أجزاء منه للأراضي المحتلة, لكن ما يهمنا هو أن يعود هؤلاء من أجل خدمة شعبهم والوقوف إلى جانبه.

لقد حصلت في السابق مشاكل كثيرة من قبل رجال السلطة , وكانت ردة فعل الشعب كبيرة على هؤلاء.

·          مشاكل من أي نوع..؟

ـ مشاكل في مختلف مناحي الحياة, أتاوات تفرض على الناس, ومسلكيات فساد, وتعاون مع الأجهزة الإسرائيلية والتنسيق معها حسب الاتفاقيات الموقعة وغير ذلك ،

* نحن نسأل عن رؤيتكم لمشروع وأهداف سياسية.. هل سيتم دخول قوات بدر في إطار مشروع سياسي..؟

ـ أولئك دخلوا أيضا في حينه في إطار مشروع سياسي, وشارون لم يدخل أحد إلا لخدمة مشروعه السياسي .

·          أولئك دخلوا في إطار مشروع إقامة سلطة, هل ترون أن مشروع قوات بدر السياسي هو نزع سلاح المقاومة..؟

ـ لا أحد يقول أن نزع سلاح المقاومة هو الهدف من دخول قوات بدر, ولا عند الحديث بشأن توحيد الأجهزة الأمنية للسلطة. بالعكس يؤكدون أن سلاح المقاومة سيبقى ولن ينزع, ولن يعتقل أحد على خلفية المقاومة. هذه هي اقوالهم, ومع ذلك فنحن لا نتعامل مع النوايا. وأنا أعتقد أن قرارنا عدم تسليم السلاح, والوقوف بوجه أي تحجيم للمقاومة لا زال قائما, وأعتقد أن المسألة ليست بهذه السهولة حتى يتقرر مثل هذا القرار بمعزل عن الشعب الفلسطيني ورغباته, وحقوقه.

القدومي وعباس

·          تبدون الآن مرونة تفوق ما تبديه بعض اطراف حركة "فتح". فاروق القدومي رئيس حركة "فتح" يدعو مثلا إلى رفض الهدنة والتهدئة واستمرار المقاومة, ويدعوكم إلى تشكيل لجنة تنسيق من الأمناء العامين للفصائل لمواجهة قيادة الداخل, وأنتم تتريثون ولا تستجيبون. ما الذي جرى لكم..؟

- الأستاذ فاروق القدومي مناضل وصاحب تاريخ طويل لا إنكار لدوره ورمزيته, وهناك خلافات كبيرة داخل "فتح". وكل ما نسمعه ونراه يأتي في هذا الإطار. وأعتقد أن أحد أهداف إجتماع القاهرة هو ترتيب البيت الفلسطيني ،وليس ترتيب مواجهات بين قيادة الداخل والخارج. ولا أظن أن الأخ أبو مازن لديه طرح كهذا ، بل كان يدافع عن قرارات "فتح" ، ويدعو للإلتزام بقرارات القدومي من موقع رئاسته لحركة "فتح" .

·          حوار القاهرة سيبحث كذلك اعادة ترتيب البيت الفلسطيني. ما هي رؤيتكم لذلك..؟ هل المقصود بذلك النواحي التنظيمية..؟

ـ مقصودة كل النواحي.. أن نتفق والآخرين على كيفية قيادة الشعب الفلسطيني وإدارة المعركة المستقبلية دون إقصاء أو إستثناء أو استفراد .

هذا الإتفاق هو الأساس الذي يفترض أن يتعامل أبناء شعبنا على اساسه, سواء أكان ذلك في الإطار السياسي, أو التنظيمي.

·          دعاكم القدومي لأن تلتحقوا بمنظمة التحرير الفلسطينية, ومجلسها الوطني. هل يدعوكم أبو مازن أيضا لذلك..؟

ـ معظم السياسيين في المنظمات الفلسطينية يدعوننا للدخول إلى منظمة التحرير. ويتوافق الجميع معنا على ضرورة اعادة بناء منظمة التحرير على أسس سليمة, لكنه لا توجد آلية لذلك ولا إرادة سياسية .

سمعنا في الفترة الأخيرة أن أبو مازن شكل لجنة برئاسة سليم الزعنون رئيس المجلس الوطني الفلسطيني مكلفة بدراسة اعادة احياء منظمة التحرير. وبنائها, وما إلى ذلك, لكننا لم نرى شيئا على الأرض.

لجنة لدراسة واقع المنظمة

·          ألم يتصل بكم الزعنون..؟

ـ لا. أبو مازن طلب مشاركتنا, وأعتقد أن هذا الموضوع سيكون موضع بحث لجهة تشكيل لجنة تقوم بدراسة واقع منظمة التحرير والأسس التي تبنى عليها, إن رغبوا بذلك. لكنني لا أعرف ما سيكون موقفهم في حوار القاهرة ، ما اقوله إن دعوات الأخ أبو اللطف وغيره هي دعوات متكررة, لكن هذه دعوة غير مبنية على خطوات عملية, وآليات تعالج الإشكالات الموجودة في منظمة التحرير ومؤسساتها.

لا يمكن أن يدعو أحد لدخول مؤسسة هي عبارة عن فضاء بلا محتوى. اللجنة التنفيذية والمجلس الوطني والسفارات موجودة, لكنها كلها بدون فاعلية, وبلا مؤسسية, وبلا اجتماعات, وغائبة عن الوجود الفلسطيني. وبالتالي, تحتاج المسألة إلى اعادة قراءة حقيقية, وبناء المنظمة على نحو يسمح لها أن تقود نضال الشعب الفلسطيني, وأن تكون مرجعية القرار الفلسطيني بحق .

·          هل يوجد لديكم اشتراطات معينة لدخول المنظمة..؟

ـ لا, ليست لدينا اشتراطات. نحن نريد أن ندخل على أسس سليمة, وتوافق فلسطيني حول منظمة التحرير ومؤسساتها, وكيفية تشكيلها. وهل الأساس في ذلك هو الإنتخابات أو التوافق, أو أوزان الناس, أو صوت الناخب الفلسطيني ورغبته ، وكذلك البرنامج  . نعم هناك الكثير من القضايا لا بد من أن تتم مناقشتها.

هدنة مؤقتة

·          في المحصلة, هل تقبلون قيام دولة فلسطينية في الضفة والقطاع دون شرطكم السابق الذي يقضي بعدم اعترافكم بإسرائيل, أم أنكم لا تزالون تضعون هذا الشرط العقبة  في واقع الأمر..؟

ـ نحن لن نعترف بالكيان الصهيوني, لكن هذا لا يعني أن لا نوافق على اقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة.

نحن نوافق على وجود دولة فلسطينية على أي جزء من ارضنا, ولا نوافق على الإعتراف بكيان  يقوم على أي جزء من ارضنا.

·          يعني, لتقم منظمة التحرير الدولة الفلسطينية, إن استطاعت. لن تعرقلوا عملها.. لن تعرقلوا تحقيق هذا الهدف.. لكنكم لن تعترفوا باسرائيل, وستوقفون اطلاق النار في هذه الحالة, ولكنكم قد تستأنفون القتال مستقبلا..؟

ـ حتماً, إذا لم تنجزحقوق شعبنا, فإننا سنقاتل من أجل تحقيقها، ولا نملك الحق بالتنازل عن أي منها .

·          ما المقصود بـ "بقية حقوق شعبنا"..؟

ـ بقية ارضه ولاجئيه .

·          أتعني من البحر إلى النهر..؟

ـ فلسطين كاملة لشعبها الفلسطيني.

·          وهل يمكن لإسرائيل أن توافق على اقامة دولة فلسطينية لتعطيكم قاعدة انطلاق لمواصلة القتال بهدف ازالة وجودها..؟

ـ هي تراهن على أن جزءا من شعبنا الفلسطيني يقف في وجه الجزء الآخر.

·          وأنتم تراهنون على ماذا..؟

ـ نحن نراهن على ثقتنا بشعبنا وبقواه, وبقدرتنا على تحقيق وانجاز كل اهدافنا مهما كانت صعبة وقاسية وشديدة ، نراهن على التاريخ والحق والأمة, ونراهن على العقيدة والمستقبل .

اتصالات مع اميركا واوروبا

·          هنالك احاديث الآن عن اتصالات تجري بين "حماس" واميركا تتم بشكل غير مباشر, كما أن الدول الأوروبية التي وضعت "حماس" على قائمة الإرهاب تتصل الآن مع "حماس" بشكل مباشر, وأحيانا نيابة عن الولايات المتحدة.

هل تضعنا في صورة هذه الإتصالات..؟

ـ هناك لقاءات تجري مع سفراء وأفراد آخرين من السلك الدبلوماسي الغربي.

·          هل تعني مبعوثين أمنيين..؟

ـ هم دبلوماسيون, ومن يقابلنا، يقابلنا بصفته الدبلوماسية.

هؤلاء يلتقون مع اخوتنا في الضفة الغربية, وفي قطاع غزة, وفي الخارج أيضاً .

بالتأكيد إننا لا نعرف ما إذا كانوا يجرون هذه الإتصالات نيابة عن الولايات المتحدة أم لا. لا أحد يبلغنا أنه وكيل لأميركا. لكن بلا شك أن الولايات المتحدة مطلعة على ما يطرحه هؤلاء السفراء والدبلوماسيون بشأن جميع القضايا.

·          سفراء ودبلوماسيون يمثلون أي دول..؟

ـ يوجد عدد لا بأس به من الدول الأوروبية التي تتصل بنا.

·          ماذا يطرحون..؟

ـ مايشغلهم دائما هو الحاضر السياسي, مثل الهدنة, انتخابات المجلس التشريعي, ويستفسرون عن مواقفنا, مثل موقفنا عن الهدنة وشروطها ومداها الزمني ومستلزماتها.. يحاولون أن يأخذوا الصورة الكاملة عن موقف الحركة.

·          يريدون أن يفهموا موقف "حماس", أم يريدون أن يلعبوا دورا من خلال ما يفهموه..؟

ـ حاول الإتحاد الأوروبي قبل أن يضعنا على قائمة المنظمات الإرهابية, أن يدخل في حوار مطول حول العمليات الإستشهادية, وحول الترتيبات المتعلقة بالمدنيين وتجنيبهم الحرب, بهدف جعل "حماس" لا تنطبق عليها الشروط الأوروبية التي تنطبق على ما يعتبرونه منظمات ارهابية.

حدثت حوارات مع الإسبان والألمان وغيرهما..

·          دون أن تستجيبوا..؟

ـ هم في النهاية لا يريدون مقاومة, وفي رأيهم أن خارطة الطريق بها ما يكفي .

·          ما هي الشروط التي طالبوكم بالإستجابة لها..؟

ـ بشكل اساسي, وقف العمليات الإستشهادية, وأن لا نستهدف مدنيين في الصراع. وكانوا حين يتحدثون عن مدنيين يفعلون ذلك بشكل موسع جدا, يشمل أي شخص لا يحمل سلاحا حتى لو كان يرتدي لباسا عسكريا, وحتى لو كان عائدا من عملية اطلاق نار على جبهة من جبهات القتال ، أو في نقطة تفتيش .

·          ماذا قلتم لهم..؟

ـ  أكدنا حقنا في المقاومة وشرعيتها, وأن مطالبهم تتحقق بالإنسحاب, وزوال الإحتلال.

·          أي احتلال هو الذي تقصدونه هنا..؟ احتلال اراضي 1967, أم كل أرض فلسطين التاريخية..؟

ـ الأوربيون يتحدثون عن اراضي 67 ويستفسرون عن اراضي 48 . 

·          ماذا يريد الأوروبيون من محاورتكم الآن بعد أن وضعوكم على قائمة الإرهاب..؟

ـ معرفة مواقفنا السياسية.

حجم المشاركة بانتخابات التشريعي

·          هل نتائج الإنتخابات البلدية الفلسطينية التي اظهرت حجم "حماس" على هذا النحو هو ما دعاهم لاستئناف الإتصال معكم باعتبار ما سيكون بعد انتخابات المجلس التشريعي التي يتوقع أن تفوزوا بها أيضا..؟

ـ هذا أحد دوافع الإتصالات وتفعيلها, لكن كيف ينظرون هم للمستقبل. لم يجر الحديث عن ذلك.

الذي لا شك فيه أن كثير من الدول فوجئت بنتائج الإنتخابات البلدية, وحتى الأميركان حين يرون نتيجة بهذا الشكل, وانحياز شعبي لحركة "حماس", فإن ذلك يربك سياساتهم. وهم في النهاية لا يستطيعون أن يضعوا شعبا بأكمله على قائمة الإرهاب, حين يعرفوا أن هذه هي رؤية الشعب الفلسطيني, وهذا خياره.

·          إذا فزتم بالأغلبية في الإنتخابات التشريعية, ما هو السيناريو المتوقع في العلاقة بينكم وبين رئيس السلطة في ضوء الإفتراق في الرؤى والسياسات..؟

ـ أولاًُ ، نحن لم نقرر تفصيلات العملية الإنتخابية فيما يتعلق بنسبة المشاركة وحجمها, أو التحالفات ومداها ، وبالتأكيد هذا السؤال مرتبط بمثل هذه التفصيلات . 

 

الى صفحة بدون تعليق

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع