عبد الجواد صالح يقول ما حدث في الخامس والعشرين من كانون الثاني/يناير هو انقلاب تاريخي

 ١١ /2/ ٢٠٠٦
"
حماس" تؤكد أنّ خيارها الأول حكومة وطنية موحدة وأنها تنتظر موقف "فتح" من الشراكة

عباس زكي يقول حماس لم تعرض علينا شيئا واضح بعد  وأنه حتى اللحظة الراهنة لم يؤخَذْ أيّ قرارٍ من قِبَل اللجنة المركزية للخوض في الحكومة المقبلة "ننتظر مجلسنا الثوريّ وسنُقيّم تجربتنا الانتخابية، موضّحاً أنّ ما حدث هزيمة لحقت بـ"فتح" ليست للتنكّر للشعب لتاريخ "فتح" ولا لكرههم بها، حيث تحوّلت "فتح" إلى قبائل متناثرة



 

عقد مركز البراق للبحوث والثقافة، اليوم السبت (11/2)، في مدينة البيرة، ندوةً بعنوان "الشراكة السياسية في فلسطين والخيارات الممكنة"، بحضور ممثلٍّ عن كلٍّ من حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وحركة "فتح"، بالإضافة إلى عددٍ من الأكاديمين والمثقفين الفلسطينيين.

وفي بداية الندوة تحدث الدكتور محمود الرمحي، عضو المجلس التشريعي عن قائمة الإصلاح والتغير التابعة لحركة "حماس"، عن موقف الحركة من الشراكة السياسية في الحكومة القادمة، حيث أكد أنّ الحركة طرحت خيار المشاركة مع الجميع في الحكومة الفلسطينية القادمة، منوّها إلى أنّ الحركة لا تطرح مبدأ المشاركة من منطلق القوة أو الضعف وخاصةً أنّ بإمكانها أنْ تشكّل الحكومة المقبلة بل لأنها ترى في الشراكة السياسية مصلحة عليا للشعب الفلسطيني.

وحول التساؤل الجاري عن أيّ برنامج انتخابي ستكون عليه الحكومة القادمة، أشار الرمحي إلى أنّ حماس تدرك أنّ برنامجها الانتخابي الذي خاضت فيه الانتخابات إذا ما أرادت حكومة ائتلاف وطني لن يكون برنامج المرحلة القادمة، إلا أنّه نوّه إلى وجود قواسم مشتركة في برامج كافة القوى. وتابع:" نحن لا نختلف عن الكثيرين في قضية الثوابت الفلسطينية ويشاركنا شعبنا في ذلك وبالتالي نحن على استعداد للدخول في حوار مع كافة الأخوة الراغبين في دخول الحكومة لتأسيس برنامج مشترك لهذه الحكومة ننطلق من خلاله".

وشدّد الرمحي على أنّ الخيار الأول لحركة حماس هو خيار حكومة وحدة وطنية يلتقي فيها الجميع، وأوضح أنّ يوم 25 كانون الثاني كان يوم مفصليّاً في تاريخ حركة حماس والذي نقلها من الشرعية الجماهيرية إلى الشرعية الدستورية، مشيراً إلى أنها ثاني حالة يشهدها العالم بعد بولندا التي فاز في انتخاباتها حزب دون أنْ يدخل البرلمان.

ونوّه إلى أنّ حركة حماس بدأت في طرح الشراكة السياسية في أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات عندما بدأت الكتل الطلابية الإسلامية تشارك في انتخابات المجالس الطلابية، مشيراً إلى أنّ مطالب الحركة في ذلك الوقت بأنْ يكون التمثيل نسبيّاً.

في الوقت نفسه، أشار إلى مشاركة حماس في الحوار السياسي مع منظمة التحرير الذي جرى في تونس وبعدها لم يتمْ دعوة حماس للدخول في منظمة التحرير. وأكد على وجود عدة مشاركات لحماس مع أحزابٍ في أعقاب عام 1993 وأثبتت قدرتها على المشاركة.

وبالعودة إلى الوضع الراهن ، أشار الرمحي إلى أنّ حركة حماس أجرت حواراً مع أحمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والتي هي تختلف مع حماس في البرنامج الاجتماعي وتتفق في البرنامج السياسي، مؤكّداً أنّ النقاش سيؤدّي للوصول إلى برنامج.

وفي نفس السياق، أكّد الرمحي أنّ حركة حماس تنتظر الجواب الرسمي من حركة "فتح" حول موقفها من تشكيل الحكومة.

ومن ناحيته أكّد عباس زكي عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، والذي تحدّث عن موقف حركة فتح من الدخول في الحكومة القادمة، أنّ حماس وحتى هذه اللحظة لم تعرِِضْ عليهم أيّ شيء عن برنامجها ونوع الحكومة القادمة وعن رؤيتها للمسائل الاجتماعية وغيرها.

وأشار زكي إلى أنّ هناك حديثاً عن المقاومة وعن المفاوضات ويجب الجلوس للحديث عنها ووجود اتفاقٍ حولها خاصةً في ظلّ الواقع الدولي والعربي اللذان وصفهما بالمحزن، منوّهاً إلى أنّه قال للرئيس الراحل ياسر عرفات في لحظة من اللحظات بأنْ يقول: "أعطيت للسلام كل شيء ولم أجد إجابة".

وأكّد زكي أنه حتى اللحظة الراهنة لم يؤخَذْ أيّ قرارٍ من قِبَل اللجنة المركزية للخوض في الحكومة المقبلة أم لا لأنّ حماس لم تعرِضْ عليها أيّ شيءٍ، وتابع: "ننتظر مجلسنا الثوريّ وسنُقيّم تجربتنا الانتخابية، موضّحاً أنّ ما حدث هزيمة لحقت بـ"فتح" ليست للتنكّر للشعب لتاريخ "فتح" ولا لكرههم بها، حيث تحوّلت "فتح" إلى قبائل متناثرة.

وفي نفس السياق، تحدّث الدكتور صالح عبد الجواد أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت عن الخيارات السياسية المطروحة أمام كافة الأطراف في الساحة الفلسطينية حيث نوّه إلى أنّه ولمعرفة ما يحدث يحب إعادة تعريف حركة حماس وفهم ما حدث في الخامس والعشرين من شهر كانون الثاني/يناير. وأكّد أنّ حماس تُعرَف على أنها حركة وطنية على الرغم من مناداتها بالإسلام السياسي مثل الثورة الإسلامية في إيران وحزب الله في لبنان.

وأشار عبد الجواد إلى أنّ فوز حماس يحب أنْ يُفهَم كعادة تجدّد في الحركة الوطنية الفلسطينية وأنّ ما حدث في الخامس والعشرين من كانون الثاني/يناير هو انقلاب تاريخي، مشيراً إلى وجود بعد التغيّرات في ضعف الفصائل على مرّ التاريخ الفلسطيني كسنوات الـ48 و67.

وعن الآراء حول المشاركة في الحكومة، أشار عبد الجواد إلى وجود آراء منها رفض مشاركة فتح في الحكومة وأخرى ترى أنّ مشاركة الحركة في الحكومة سيزيد من ضعفها ورأي آخر يرى أنّ حماس ستفشل في جلب الرواتب للموظفين وكذالك التفاوض وغيرها.

ومن ناحيتها، تحدثت هيلغا بامغارتن، أستاذة العلوم الساسية بجامعة بيرزيت، عن خيارات المجتمع الدولي للتعامل مع حكومة تشارك فيها حماس، مشيرةً إلى وجود ردّيْ فعلٍ دوليين يتمثّلان في الموقف الأمريكي والأوربي داخل الرباعية الذي طالب حماس بالاعتراف بوجود "إسرائيل" ورفض استعمال العنف والاعتراف بالاتفاقيات الموقعة من أوسلو وحتى الآن، والموقف الآخر وهو العربي الياباني المستعدّ للتعامل مع الفلسطينيين.

وافتتح الندوة عزيز كايد من مركز البراق للبحوث والثقافة والذي أشار إلى المحاور الرئيسية التي تدور حولها ندوة "الشراكة السياسية في فلسطين والخيارات الممكنة"، وسبب عقدها خاصةً في ظلّ الوضع الراهن. وعقب المداخلات الرئيسية، دار نقاش بين المتحدثين والجمهور حول الموضوع المطروح

 

الى صفحة بدون تعليق

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع