11/1/2005
يعتزم تعيين شعث وزيرا اصيلا للخارجية
أبو مازن: القدومي ليس رئيسا لحركة
"فتح"
عمان ـ"العرب":
كشفت مصادر فلسطينية موثوقة لـ"العرب" عن أن محمود عباس (أبو مازن)
الرئيس الجديد للسلطة الفلسطينية لا يعترف برئاسة فاروق القدومي لحركة
"فتح"، كما أنه يعتزم اطاحته من وزارة خارجية دولة فلسطين.
المصادر ذكرت أن عباس أبلغ مقربيه أثناء جولته الخليجية التي سبقت
اجراء انتخابات رئاسة السلطة الفلسطينية أنه لا يعترف بالقدومي رئيسا
لحركة "فتح"، لعدم وجود نص في النظام الداخلي للحركة على وجود مثل هذا
المنصب.
وأضاف عباس إنه لم يشأ نفي رئاسة القدومي لحركة "فتح" عبر وسائل
الإعلام لأنه معني بواقع الحال أكثر مما هو معني بما يقوله الإعلام..
خاصة وأنه بصفته النائب الأول لأمين سر اللجنة المركزية لحركة "فتح" هو
الذي يرئس ويقود اجتماعاتها في ظل وجود أمين سرها (القدومي) خارج
الأراضي الفلسطينية، وعدم تجاوب اعضاء اللجنة مع القدومي لعقد اجتماع
لهم في الخارج.
وتنسب المصادر لعباس قوله أنه يعتزم تعيين الدكتور نبيل شعث وزيرا
لخارجية فلسطين، بدلاً من منصب وزير الشؤون الخارجية الذي يشغله حاليا.
ومن شأن هذا التعيين الغاء منصب وزير خارجية دولة فلسطين الذي يشغله
القدومي، حيث كان قد انتخب لهذا الموقع من قبل المجلس المركزي
الفلسطيني، حين انتخب ياسر عرفات رئيسا لدولة فلسطين في الإجتماع الذي
عقده المجلس المركزي في تونس 1990.
وكان عباس هو أول من عين وزيراً للشؤون الخارجية في حكومته التي شكلها
ابان عهد الرئيس عرفات، وأتبع ذلك بتوجيه رسالة رسمية إلى عمرو موسى
أمين عام جامعة الدول العربية يطلب فيها اعتماد شعث بدلاًَ عن القدومي
ممثلا لفلسطين في اجتماعات المجلس الوزاري لجامعة الدول العربية
والمؤتمرات التي تنعقد في اطار الجامعة.
وأدت مذكرة عباس في حينه إلى جدل صاخب داخل القيادة الفلسطينية، حيث
حسم الأمر في نهاية المطاف بمعرفة عرفات، وذلك بتقاسم الصلاحيات بين
وزير السلطة ووزير دولة فلسطين.
وظلت العلاقات بين عباس والقدومي مقطوعة طوال سنوات مضت على خلفية هذا
الخلاف وغيره، ولم يلتق الرجلان بعد وفاة عرفات غير مرة واحدة وبشكل
عابر في تشييع الرئيس الراحل في القاهرة. ومع أن القدومي رشح عباس بقوة
لرئاسة السلطة، إلا أن عباس لم يذكر اسم القدومي قط حتى الآن في أي
تصريح اعلامي.
وخسر القدومي مؤخراً جميع محبذيه في الفصائل الفلسطينية جراء دعمه
المعلن والقوي لعباس، بما في ذلك تهديده بفصل مروان البرغوثي من حركة
"فتح" إن واصل ترشيح نفسه، دون أن يكسب في المقابل ود عباس، أو أن يجسر
فجوة الخلاف الشخصي أو السياسي معه.
وضاعف من فتور علاقات القدومي بالفصائل الفلسطينية سعيه لتسويق عباس
لدى سوريا، وسعيه لتسويق نفسه لدى اطراف عربية تنتهج سياسات مغايرة
ومعارضة للنهج السياسي الذي يعلن تبنيه له، في وقت ظل يصر فيه على
دعوته لاستمرار الكفاح المسلح، وهذا ما حال دون أن يكسب ود علاقات
الأطراف العربية المعنية رغم تكرار مساعيه، كما حال دون جسر علاقاته مع
عباس.
من
جهة أخرى ظهرت تساؤلات في اوساط فلسطينية حول ما إذا كان بمقدور عباس
الذي فاز برئاسة السلطة الفلسطينية جراء حصوله فقط على 483 ألف صوت أن
يقود عشرة ملايين فلسطيني في الداخل والشتات، خاصة وأن السلطة
الفلسطينية، بموجب اتفاقية اوسلو التي وقعها عام 1993 تظل مرتبطة
بمنظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها المرجعية، والممثل الشرعي والوحيد
للشعب الفلسطيني.
|