أحبار سلطة أوسلو ونصر لاهاي المزعوم
يحتفل أحبار سلطة أوسلو هذه الأيام بنصر مزعوم أنجزه لهم قضاة محكمة
العدل الدولية في لاهاي والتي لا تملك إلا الإفتاء برأيها حول قضية ما
، فإن كانت تلك الفتوى تصب في صالح اسياد العالم (أمريكا أو كيان
صهيون) ، عندها يؤخذ بها وتبدأ الجيوش بالزحف لتنفيذ بنودها حرفاً
ونصاً وكما حدث في العراق ، أما في حالة ما تعارضت الفتوى مع مصالح
أسياد العالم وكما هو حال فتوى الجدار العنصري ، فيتحول قضاة لاهاي في
نظر أمريكا وصهيون ، من مرجعيات معممة إلى شياطين ملثمة .
الغريب في الأمر ، هو أن أحبار سلطة أوسلو الذين هاموا من شدة الإعجاب
بفتوى قضاة لاهاي ذي الطابع النصحي ، هم أنفسهم من شطب وبجرة قلم عشرات
القرارات الدولية الأكثر شرعية من فتاوى قضاة لاهاي ، كقرار التقسيم
الصادر عن هيئة الأمم المتحدة عام 1947 وكذلك قرار رقم 181 و196
وجميعها تنص على حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم إضافة إلى
تعويضهم عن ما لحق بهم من ضرر وآخر عمليات الشطب المنظم للقرارات
المصرية كان قد تم بحضور كلنتون إلى غزة حيث طارت كوفية الحبر الأعظم
فرحاً بإلغاء الميثاق الوطني الفلسطيني وكنا يومها قد طرحنا التساؤل ،
ما الذي كان سيحدث من شطب ، لو أن مونيكا لوينسكي يومها حضرت برفقة
كلينتون ، ربما كان الحبر الأعظم سيشطب قضية فلسطين برمتها ؟
وعليه فأنا الآن لا أستغرب من أحبار سلطة أوسلو ، قيامهم بتجريم وتحريم
أي شكل من أشكال المقاومة إلى أن يرث صهيون ما تبقى من أرض فلسطين وما
عليها ، تحت ذريعة أن أي حجر يلقيه طفل فلسطيني على دبابة صهيونية قد
يجهض الفرحة بالنصر المزعوم .
وإن كنت لا أظن بأن فرحة أحبار سلطة أوسلو بالنصر المزعوم ، هي فرحة
حقيقية أصلاً ، لا سيما وأن قرار محكمة لاهاي يتعارض مع مصالح شركات
إستيراد الإسمنت لبناء الجدار العنصري وهذه الشركات وكما يعرف الجميع ،
مملوكة لأحبار سلطة أوسلو أنفسهم .
إذن ، لا بد وأن يكون هناك أسباب أخرى ، دعت هؤلاء للفرحة بنصر مزعوم
غير هذه الظاهرة للعيان ومن هذه الأسباب على ما أظن ، هو أن العراة من
أحبار سلطة أوسلو سيحاولون تغطية عوراتهم المكشوفه بتلك الفتوى التي
أصدرها قضاة لاهاي ومن ثم البدء بتوجيه البنادق التي منحتها لهم
"إسرائيل" ومن البداية ، إلى صدر المقاومة الفلسطينية ليتحقق لهم حلم
إقامة إمبراطورية ـ غزة أولاً وأخيراً .
احمد منصور ـ المانيا
|