محاضر ثلاثة اجتماعات فتحاوية  حمساوية

مشعل طالب القدومي بوضع حد للإفرنجي مؤكداً :لا نريد الإطاحة بـ«فتح»..!
أبو اللطف سكت وزكي أومأ برأسه موافقا والحسن كاشف "حماس" بتفاصيل علاقات الإفرنجي بالموساد..!
مقربون من الإفرنجي يقولون أنه أبلغ قيادة "فتح" أنه خادع الموساد مبديا استعداده للعمل مقابل إطلاق سراحه

عمان - الحقائق - شاكر الجوهري 6/11/2005

يعتزم هاني الحسن عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" مطالبة اللجنة في أول اجتماع تعقده بتنحية عبد الله الإفرنجي, عضو اللجنة, عن رئاسة مكتب التعبئة والتنظيم لحركة "فتح" في قطاع غزة.

قال الحسن ذلك خلال اجتماع عقده مع خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس", ونائبه الدكتور موسى أبو مرزوق, خلال زيارة قام بها للعاصمة السورية الأسبوع قبل الماضي.

وكانت "قصة الإفرنجي" قاسما مشتركا بين ثلاثة لقاءات فتحاوية ـ حمساوية عقدت خلال ذلك الأسبوع في دمشق وبيروت, اطلعت «الحقائق» على محاضرها.

اللقاء الأول عقد بين فاروق القدومي أمين سر اللجنة المركزية لحركة "فتح", وخالد مشعل يوم الجمعة الموافق 20/5/2005, حضره الى جانب القدومي عمر الشكعة مدير عام الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية في العاصمة الأردنية, أحمد عبد الكريم (بن بللا) رئيس دائرة الصحافة والإعلام في الدائرة السياسية, وأنور عبد الهادي المستشار الإعلامي للقدومي بدمشق. والى جانب مشعل, حضر نائبه الدكتور موسى أبو مرزوق, ومحمد نزال عضو المكتب السياسي.

كان مفاجئا أن بدأ القدومي اللقاء بقراءة نص تقرير صحفي نشرته «الحقائق» لمراسلها في عمان ينسب للدكتور مصطفى الفقي رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشعب المصري القول إن الدور الأردني في الضفة الغربية, والمصري في قطاع غزة باتا يقتربان. وقد قرأ القدومي كامل التقرير, وساعده في اتمام قراءته عمر الشكعة, بعد أن تعب صوته, وذلك لطول التقرير.

وحذر القدومي, بعد انتهاء الشكعة من قراءة التقرير, من المستقبل. ثم انتقل الى استعراض الوضع في حركة "فتح" قائلا إنه بعد وفاة ياسر عرفات جرى اتصال هاتفي بينه وين محمود عباس ابلغه خلاله دعمه لرئاسة السلطة الفلسطينية, وذلك لأنه (القدومي) لا يمكن أن يكون رئيسا لسلطة انتجتها اتفاقات اوسلو, وملتزمة بمسار سياسي لا يوافق عليه.

وأضاف: من المؤسف أن عباس اتجه بعد ذلك الى تجميع كل السلطات والمنصب بيده, فتم انتخابه رئيسا للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير, على الرغم من أن ذلك يمثل مخالفة قانونية وفقا للقدومي.. ذلك أن اللجنة التنفيذية التي انتخبت عباس رئيسا لها فاقدة للنصاب القانوني, وعلى ذلك, فإن قرار انتخاب عباس رئيسا للجنة التنفيذية باطل لأنه صدر عن لجنة فاقدة للشرعية. وذات الأمر, قال القدومي, ينطبق على قرار اللجنة اسناد مهمات رئيس دولة فلسطين لعباس.

عدم شرعية التنفيذية

«الحقائق» حصلت على نص رسالة سبق أن وجهها القدومي الى سليم الزعنون رئيس المجلس الوطني الفلسطيني بتاريخ 11/5/2005 بهذا المعنى, وهنا نص الرسالة:

الأخ أبو الأديب حفظه الله,,,

رئيس المجلس الوطني,

تحية طيبة,

بعد الحديث الذي جرى بيننا وجدت أن اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية اصبحت غير شرعية. فقد فقدت سبعة أعضاء من عضويتها وهذا يتطلب اجراء انتخابات لاختيار لجنة تنفيذية جديدة.

وها أنذا أرفق لكم الأسماء المتخلفة عن الإجتماعات بسبب السجن أو الوفاة أو عدم الحضور لأسباب قهرية مثلي أنا, والقائمة المرفقة تدل على ذلك.

أرجو الأخذ بهذا البيان لإبلاغ اللجنة التنفيذية بأن اجتماعاتها غير شرعية لغياب سبعة أعضاء لأسباب قاهرة ولمدة طويلة من الزمن, الأمر الذي يستوجب اجراء عقد مجلس وطني لانتخاب أعضاء اللجنة التنفيذية.

والله الموفق

أبو اللطف

وبين القدومي في الكشف المرفق أن النصاب القانوني لاجتماعات اللجنة التنفيذية هو 12 عضواً (الثلثين), في حين أنها تجتمع حاليا بحضور فقط 11 عضوا هم محمود عباس, محمد زهدي النشاشيبي, سمير غوشة, علي اسحاق, ياسر عبد ربه, رياض الخضري, زكريا الأغا, غسان الشكعة, محمود اسماعيل, اميل جرجوعي, وتيسير خالد. وأشار بخط يده الى جانب الأسماء الأخرى ما يلي: ياسر عرفات (شهيد فلسطين), فاروق القدومي (لا يحضر بسبب حصار اسرائيل الدائم لفلسطين), عبد الرحيم ملوح (معتقل لدى قوات الإحتلال الإسرائيلي), ياسر عمرو (توفي), سليمان النجاب (توفي), فيصل الحسيني (توفي), أسعد عبد الرحمن ( مستقيل).

وانتقل القدومي الى تناول مماطلة عباس في عقد اللجنة المركزية لحركة "فتح" في الخارج. وقال إن آخر موعد حدد لعقد اللجنة هو 30/5/2005, لكن الأردن اعتذر عن عدم السماح له بالقدوم لأراضيه, وبالتالي, فإنه يجب البحث عن مكان آخر, قال إنه قد يكون تونس.

وقال القدومي إنه إزاء ذلك وجد نفسه مضطرا لمواجهة عباس عبر وسائل الإعلام لأن هناك تماديا من قبله في مخالفة القوانين واللوائح, كما أنه لم يحترم تعهده قبل انتخابه رئيسا للسلطة, بالحفاظ على الثوابت الفلسطينية واحترام مؤسسات منظمة التحرير وحركة "فتح".

وأبدى القدومي رغبته في عقد لقاء مع الأمناء العامين للفصائل يوم الأحد المقبل الموافق 22/5/2005 (نشرت "الوطن" محضر هذا الإجتماع قبل أيام). وقال إنه يريد تشكيل لجنة تنسيق تضم الأمناء العامين, ودعا خالد مشعل لحضور اللقاء ودعم فكرته.

مداخلة مشعل

مشعل بدأ حديثه مرحبا بالقدومي والوفد المرافق له, وقال إنه سيحضر لقاء الأحد, لكنه يرى أن تشكيل أي اطار تنسيقي جديد, بعيدا عن اعلان القاهرة, سينشىء اشكالية وازدواجية "نحن في غنى عنها". وأضاف مؤكدا "إن "حماس" مع أي صيغة تنسيقية, ومع أي حوار, ولكن دون التسبب بانعكاسات سلبية على الساحة الفلسطينية".

ثم تطرق مشعل للإنتخابات البلدية التي تمت مرحلتان منها حتى الآن في الأراضي الفلسطينية, وتم الغاء نتائج أهم ثلاثة دوائر من دوائر المرحلة الثانية هي رفح, البريج, بيت لاهيا. وقال إن اتهام "حماس" بتزوير الإنتخابات يمثل نكتة سمجة, إذ أنه ولأول مرة في تاريخ الإنتخابات المعاصرة تتهم سلطة المعارضة بالتزوير.

وأعرب مشعل عن استيائه من سلوك عبد الله الإفرنجي رئيس مكتب التعبئة والتنظيم لحركة "فتح" في قطاع غزة, الذي كان عقد مؤتمرا صحفيا في ذات اليوم الذي تم فيه اللقاء, وما ورد فيه من اساءات وجهها لحركة "حماس", ولشخص الدكتور محمود الزهار, عضو القيادة السياسية لحركة "حماس" في غزة, ووصف مشعل الإفرنجي بأنه "موتور يحرض القاعدة الفتحاوية على "حماس", ويدعو لإشعال حرب اهلية".

ولفت مشعل الى "أن "حماس" لن تقبل بالتزوير". وقال إن "حماس" قبلت باللعبة الديمقراطية, لكنها لا يمكن أن تقبل بسرقة انتصارها.. مؤكدا أنها مع المشاركة, وليست مع الهيمنة. وقال "حماس" لا نريد الإطاحة بحركة "فتح", إنما تريد أن تشاركها في صنع القرار الفلسطيني, ما دمنا شركاء في الدم.

وطالب مشعل القدومي أن يمارس دوره في وقف بعض القيادات الفتحاوية, خاصة الإفرنجي عند حدها, حتى لا تتحول المواجهات السياسية والإعلامية الى صدام لا سمح الله. وأكد ضرورة عقد اجتماع للجنة التي قرر حوار القاهرة تشكيلها بهدف اعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية في أقرب وقت ممكن, مركزا على ضرورة مشاركة القدومي في اجتماع هذه اللجنة ممثلا لحركة "فتح" بصفته أمين سر الحركة.

على ذلك رد القدومي مؤكدا أنه مع الوحدة الوطنية, وأنه يوجه قواعد "فتح" دائما نحو التمسك بالوحدة الوطنية, وأنه يصدر تعميمات مستمرة للقواعد بضرورة تجاوز الخلافات, وأن لا تؤثر الإنتخابات على العلاقة مع "حماس" أو غيرها من الفصائل.

وحول اجتماع القاهرة الذي ستعقده لجنة تفعيل منظمة التحرير قال القدومي أنه لا يمكنه الذهاب الى هناك لأنه يعتقد أن هذه اللقاءات تتم في أجواء ضغط سياسي على الفصائل, وأنه يحبذ عقد اللقاء في أي مكان آخر بعيدا عن الضغط.

رواية هاني الحسن

كان واضحا أن القدومي لم يقل شيئا بحق عبد الله الإفرنجي, كما أنه لم يدافع عنه في ذات الوقت, بخلاف هاني الحسن الذي التقى مشعل وأبو مرزوق بعد اجتماع الأمناء العامين (22/5/2005) الذي حضره الى جانب القدومي.. إذ تحول اللقاء الى ادانة لعبد الله الإفرنجي وممارساته منذ اللحظة الأولى, عندما بادر مشعل الحسن بسؤاله:

* ماذا فعل بنا صاحبك الإفرنجي يا أبا طارق..؟

تنهد الحسن طويلا لدى سماعه السؤال, ثم أعرب عن أسفه لما يحدث, مشيرا الى أنه لا يقبل بسلوك الإفرنجي. وقال إنه يعتزم طرح الموضوع في أول اجتماع للجنة المركزية لحركة "فتح", والمطالبة باستبدال الإفرنجي من رئاسة مكتب التعبئة والتنظيم في قطاع غزة.

وفوجىء وفد "حماس" بمدى صراحة الحسن, وهو ما اكدته كذلك مصادر فتحاوية, إذ أنه تحدث صراحة عن وجود شبهة بشأن ارتباط الإفرنجي بالموساد الإسرائيلي.

وذكر الحسن لوفد "حماس" أنه سبق لغازي عبد القادر الحسيني عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" أن اتهم الإفرنجي بالعمالة للموساد عبر مذكرة رسمية رفعها للمجلس الثوري لحركة "فتح" عام 1989, فور تعيين الإفرنجي عضوا في اللجنة المركزية لحركة "فتح" بعد أن فشل في انتخابات المؤتمر العام للحركة. وأشار الى أن اتهام الحسيني مبني على تجربة نجمت عن اعتقاله وأفراد مجموعة قتالية لـ"فتح" سنة 1967 سلم افرادها الإفرنجي.

وأضاف الحسن إن المجلس الثوري قرر بناء على مذكرة الحسن تشكيل لجنة تحقيق في هذه القضية برئاسة عضو المجلس نزار عمار, غير أن هذه اللجنة لم تنجز مهمتها جراء تدخل المرحومين صلاح خلف وهايل عبد الحميد, عضوا اللجنة المركزية اللذان قالا أنهما كلفا الإفرنجي الإتصال مع الموساد.

وذكر الحسن حادثة وقعت عام 1996 في فندق الملك داوود في القدس عندما التقى وفد من حركة "فتح" برئاسة الحسن نفسه وعضوية الإفرنجي وفدا اسرائيليا من جدعون عيزرا, ودوري غولد, وجلعاد شير.

قال الحسن إن الإفرنجي أخبره في طريقهما الى الفندق أنه لا يعرف أحدا من المسؤولين الإسرائيليين, لكنه لدى دخوله الفندق, والتقاء أعضاء الوفد الإسرائيلي, فوجىء بعيزرا يعانق الإفرنجي ويقبله قائلا لم أرك منذ سنوات..‍!

يقول الحسن إنه سأل عيزرا, وهو مسؤول كبير سابق في أجهزة الأمن الإسرائيلية: هل تعرف عبد الله..؟

أجاب عيزرا: طبعا.. التقينا كثيرا في اوروبا..!

وأورد أحد مرافقي الحسن معلومة مفادها أن امرأة يهودية اسمها "مونيكا" كانت على علاقة وطيدة بالإفرنجي أثناء سنواته الأولى في المانيا, وربما تكون "اسقطته" منذ العام 1966.

وبناء على ذلك, فإن الإفرنجي بدأ اتصالاته بالموساد منذ العام 1966, كما أنه قد يكون جند بشكل نهائي أثناء اعتقاله عام 1967, حيث اعترف فورا على أسماء وأماكن تواجد بقية أفراد الدورية العسكرية الذين تسلل معهم باتجاه الخليل بقيادة زهير مناصرة, عبر الأراضي الأردنية, غير أنه لقي معاملة خاصة بالسجن, وأطلق سراحه بعد عدة أسابيع.

غير أن مصادر مقربة من الإفرنجي تدافع عنه كاشفة عن معلومة جديدة في ملف علاقته بالموساد. تقول المصادر إن ضباط الموساد طلبوا من الإفرنجي أثناء وجوده في سجن الخليل سنة 1967 العمل معهم مقابل اطلاق سراحه, فوافق على ذلك, وتم اطلاق سراحه على هذا الأساس, لكنه بادر لإبلاغ قادة "فتح", بما حدث معه فور وصوله سوريا. وترد مصادر معارضة للإفرنجي على هذه الرواية بالتساؤل: ولكن لماذا عمل الإفرنجي فعلا مع الموساد, وفقا لتأكيدات تقرير رفعه غازي عبد القادر الحسيني للمجلس الثوري لحركة "فتح" عام 1989 ووثائق أخرى قدمها لأمن "فتح" عام 1967 من بينها مصحف ارسله له الإفرنجي مع ضابط موساد التقاه خارج الأراضي الفلسطينية وكتب على صفحته الأولى اهداء للحسيني نفسه. وهو المصحف الذي نشرت صورة اهداء الإفرنجي للحسيني عليه مؤخرا، وينفي الإفرنجي كامل الرواية..

اللقاء مع عباس زكي

اللقاء الفتحاوي ـ الحمساوي الثالث عقد في بيروت, حيث التقى عباس زكي عضو مركزية "فتح" المكلف من قبل محمود عباس بالملف اللبناني, محمد نزال عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" بحضور أسامة حمدان ممثل "حماس" في لبنان, ولمدة ثلاث ساعات, طرحت خلالها المشكلة الناجمة عن اعتراض "فتح" على نتائج الإنتخابات البلدية في أهم ثلاثة دوائر بقطاع غزة (البريج, رفح, وبيت لاهيا), حيث شن نزال هجوما على السلطة متهما اياها بالتواطؤ لإلغاء نتائج الإنتخابات التي فازت بها "حماس" في هذه الدوائر.. مشيرا الى دور الإفرنجي في ذلك.

وفاجأ نزال زكي بحديثه عن الإتهامات الموجهة داخل "فتح" للإفرنجي بالتعامل مع الموساد الإسرائيلي, وأشار امامه الى المذكرة الإتهامية التي رفعها عام 1989 غازي عبد القادر الحسيني للمجلس الثوري بحق الإفرنجي, وقد أحرج نزال زكي بهذه المعلومات التي لم ينفها, واكتفى بأن أومأ برأسه موافقا على وجود مثل هذه الإتهامات. واكتفى زكي بالقول إنه يمكن التحقيق في الخلافات الإنتخابية بين الجانبين.

الحديث انتقل إثر ذلك الى الوضع الفلسطيني في لبنان, حيث تطرق اسامة حمدان الى ضرورة تشكيل مرجعية وطنية فلسطينية تمثل جميع الفصائل, مطالبا زكي العمل على اقناع سلطان أبو العينين أمين سر حركة "فتح" في لبنان بعقد لقاء لجميع الفصائل دون استثناء أحد, وخصوصا حركة "فتح/الإنتفاضة". وقد وعد زكي بدراسة الأمر, رغم وجود قرار للجنة المركزية لحركة "فتح" بعدم الإتصال بمن انشق عن "فتح" عام 1983 بقيادة أبو موسى.

وبالفعل عقد اللقاء بحضور الجميع, دون استثناء "فتح/المجلس الثوري" التي كان يتزعمها صبري البنا (أبو نضال).

http://www.alhaqaeq.net/defaultch.asp?action=showarticle&secid=3&articleid=30112

http://www.samidoon.com/index.php?page=news_palestine

 

الى صفحة بدون تعليق

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع