6/3/2006
فصائل دمشق تستعد لإعلان
مقاطعتها المركزي في رام الله
"حماس" تبحث تشكيل منظمة
تحرير جديدة برئاسة القدومي
دمشق ـ شاكر الجوهري
:
انطلق سباق مثير بين
حركتي "حماس" و"فتح " هدفه النهائي السيطرة على منظمة التحرير
الفلسطينية, ترشحه المصادر وثيقة الاطلاع لأن يتطور الى حد تصبح فيه
منظمتان للتحرير تتصارعان على اعتراف المجتمع الدولي بها.. واحدة
برئاسة محمود عباس تدعمه فصائل مجهرية اصطلح على تسميتها بـ "دناديش",
وأخرى برئاسة فاروق القدومي أمين سر اللجنة المركزية لحركة "فتح ",
الذي يحظى بدعم حركة "حماس", وتحظى بدعم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
والجبهة الشعبية/ القيادة العامة, وما اصطلح على تسميته بفصائل "الكسور
العشرية"، في حين يتأرجح موقف الجبهة الديمقراطية بين الانحياز الى
جانب عباس, أو تفضيل التريث والانتظار لحين انجلاء الصورة النهائية
للمشهد الفلسطيني
صافرة اطلاق هذا السباق
تمثلت في رسائل الدعوة التي تلقتها الفصائل الفلسطينية للمشاركة في
أعمال دورة جديدة للمجلس المركزي الفلسطيني المنتهية ولايته منذ عام
1991, بتوقيع عبد الرؤوف العلمي, مدير عام مقر المجلس الوطني في عمان,
وذلك بعد أيام قليلة ومن التصريحات التي ادلى بها سليم الزعنون رئيس
المجلس الوطني في رام الله, وأعلن فيها أنه سيدعو المجلس المركزي
للانعقاد في رام الله في 21 الشهر الجاري, والمجلس الوطني للانعقاد في
مقر جامعة الدول العربية في القاهرة منتصف أيار/ مايو المقبل.
أما الدعوة التي وجهها
العلمي للفصائل, فإنها تحدد موعد انعقاد المركزي منتصف الشهر الجاري,
دون أن تحدد مكان انعقاده, أو جدول اعماله..!
وتؤكد المصادر, استنادا
الى تصريحات سابقة للزعنون, بأن هدف المجلس المركزي هو انتخاب محمود
عباس رئيسا لدولة فلسطين, وتعيين اعضاء جدد في اللجنة التنفيذية لمنظمة
التحرير الفلسطينية بهدف اعادة الشرعية لاجتماعاتها التي افتقدت منذ
فترة طويلة جراء وفاة وأسر واستقالة ما يزيد على ثلث اعضاء اللجنة.
وإذا كانت ردود الفعل
العلنية لم تظهر بعد على خطوة عباس – الزعنون, فإن "الوطن" رصدت ردود
فعل غاية في الأهمية والخطورة تجري بلورتها ليتم الإعلان عنها قريبا أو
في الوقت المناسب.
فالجبهة الشعبية لتحرير
فلسطين التي قررت المشاركة في الحكومة الفلسطينية الجديدة التي ستشكلها
"حماس" تعلن أوساطها انها قررت مقاطعة اجتماعات المجلس المركزي, وهي
تنسجم في موقفها مع مواقف جميع الفصائل التي تتخذ من دمشق مقرا لها,
باستثناء الجبهة الديمقراطية بزعامة نايف حواتمة التي تميل للمشاركة في
الحكومة, وفي اجتماع المجلس المركزي سواء بسواء، مع ميل واضح باتجاه
عباس.
وتعتزم الفصائل العشر
(تحالف القوى الوطنية الفلسطينية) الدعوة لعقد اجتماع اليوم
(الثلاثاء)، أو غد (الأربعاء)، بعد عودة وفد "حماس" القيادي من موسكو
لإعلان مقاطعة اجتماع المجلس المركزي في رام الله في حين توجد دعوات
داخل هذا التيار تطالب باتخاذ اجراء عملي معاكس, وعدم الاكتفاء بمقاطعة
اجتماع رام الله, لأن ذلك يتيح لقيادة "فتح" تنفيذ كل ما تريده, دون أن
تعيقها المقاطعة أو الإكتفاء بالمعارضة.
وتكشف مصادر موثوقة عن
أن حركة "حماس" التي كانت قررت التفرغ لعملية اعادة تشكيل وتفعيل منظمة
التحرير الفلسطينية بعد أن تفرغ من تشكيل الحكومة تدرس دعوة القوى
المشاركة في منظمة التحرير للاعلان عن تشكيل منظمة تحرير جديدة, تسند
رئاستها الى فاروق القدومي أمين سر اللجنة المركزية لحركة "فتح" الذي
يخوض صراعا حادا مع عباس، ويعارض بشدة دعوة المجلس المركزي المنتهية
ولايته للانعقاد في رام الله.
وتقول المصادر ان
القدومي وجه رسالة عنيفة الى محمود عباس وسليم الزعنون اعتبر فيها دعوة
المجلس المركزي للانعقاد غير قانونية او شرعية, كما انه (القدومي)
يطالب الفصائل الفلسطينية بالتحرك واصدار بيانات معارضة لخطوة عباس ـ
الزعنون. وترى المصادر ان تحرك عباس ـ الزعنون يبدو اكثر فاعلية جراء
تعجله موعد دعوة المجلس المركزي للانعقاد قبل ان تفرغ حركة "حماس" من
تشكيل حكومتها, ولأن دعوة مجلس منتهية ولايته للانعقاد يظل اسهل من
تشكيل منظمة تحرير جديدة, فضلا عن أن عباس هو الأقدر على الابقاء على
الاعتراف العربي والدولي الرسمي بمنظمته, التي ستجد نفسها, لأول مرة في
مواجهة مع حكومة السلطة الفلسطينية المنتخبة والمشكلة من قبل "حماس"
وفصائل اخرى. وتتوقع المصادر أن تقف حركة الجهاد الاسلامي الى جانب
"حماس" في هذه المواجهة, على نحو من شأنه افقاد خطوة عباس ـ الزعنون من
شرعيتها, نظرا لفوز "حماس" الكاسح في الانتخابات التشريعية الفلسطينية
وتمتع حركة الجهاد الاسلامي بشرعية المقاومة. ومع أن مواجهة "فتح" التي
فشلت انتخابيا لـ "حماس" الفائزة تبدو صعبة, الا ان عباس لا يملك
التفريط برئاسة منظمة التحرير لصالح "حماس", او من تدعمه, بعد ان خسرت
"فتح" السلطة.
وتبدي المصادر اعتقادها
في ان سوريا جاهزة لاستضافة اجتماعات تشكيل منظمة تحرير فلسطينية
موازية, او معاد انتاجها, وتحظى بالشرعية الانتخابية, بدلا عن المنظمة
المنتهية صلاحيتها. وتكشف المصادر عن أن الرئيس السوري بشار الاسد سبق
له ابلاغ خالد مشعل, واعضاء قيادة "حماس" في الانتخابات التشريعية ان
سوريا توافق على اجراء انتخابات للفلسطينيين المقيمين فيها ليتم اختيار
ممثليهم في المجلس الوطني الفلسطيني، كما أن لبنان موافق على ذلك وفقا
لمصادر اخرى.
غير ان المصادر تقول ان
تشكيل منظمة تحرير جديدة لم تتبلور بعد في صيغتها النهائية, في حين أن
عباس مصمم على ابقاء سيطرته على منظمة التحرير الفلسطينية في خطوة
هدفها مواجهة شرعية حكومة "حماس" بشرعية منظمة التحرير. وتضيف المصادر
ان عباس يفكر الان, بعد أن لم تعد موازنة حكومة السلطة تحت سيطرته
بإعادة احياء الصندوق القومي الفلسطيني, الذي سبق ان اصبح مجرد بند في
موازنة السلطة, وذلك من أجل امتلاك الاموال التي يتوجب انفاقها في
استقطاب الانصار والمؤيدين في اطار التنافس على شرعية التمثيل
الفلسطيني.
غير ان المصادر تشير
الى انه, وبغض النظر عن الخطوات المقبلة في اطار هذا التنافس فان
الجولات والزيارات المتتالية لوفد "حماس"، واخر محطاته موسكو, باتت
تكرس حقيقة جديدة هي وجود رئيسين او رأسين للشعب الفلسطيني.. محمود
عباس الذي يريد الحفاظ على موقعه وبرنامجه, وخالد مشعل الذي يقفز على
طريق تكريس برنامج "حماس" البديل.
الى ذلك هناك من
يتساءل: هل تنجح "حماس" في قطف منظمة التحرير من يد عباس, كما نجحت في
قطف صناديق الاقتراع من يد "فتح"..؟
ويروى في هذا الاطار ان
"فتح" كانت شكلت قبيل الانتخابات الفلسطينية التشريعية فرق مسلحة
مهمتها الاستيلاء على صناديق الاقتراع وحرق محتوياتها, لحرمان "حماس "
من الفوز. وحين أبلغ الأمر لقادة "حماس" طلبوا من انصارهم غير
المكشوفين اعلام موظفي مراكز استطلاع الرأي العام لدى خروجهم من مقرات
الاقتراع انهم انتخبوا "فتح", وبهذا تشكلت لدى "فتح" قناعة أكيدة بأنها
حققت فوزا كاسحا ما دعاها للاحتفال مبكرا بالفوز, وفي ذات الوقت تكليف
الفرق المكلفة بالاستيلاء على صناديق الاقتراع وحرقها, بحمايتها من أي
اعتداء لحين اتمام عمليات الفرز وقطف الانتصار, الذي قطفته "حماس" في
نهاية المطاف..!
|