قديم مكرر


تتضمن القضاء على كافة قيادات حماس والرئيس عرفات واخراج دحلان من قبره وتوليه الرئاسة وعودة ابو مازن : موقع الشروق الاخباري بنفرد بنشر الخطة الصهيونية لضرب المقاومة الفلسطينة في المرحلة القادمة

قطاع غزة – خاص بالشروق الاخباري - تمايز الشعب الفلسطيني إلى شريحتين رئيسيتين، الأولى: شريحة المقاومة وأنصارها. والثانية شريحة ما يسمى "بخيار السلام"، عبر طريق المفاوضات. ولعل الشعب الفلسطيني أدرك تماما فشل الطريقة الأخيرة من خلال الدروس والعبر التي عايشها منذ بداية مرحلة أوسلو حتى اليوم. ولذلك تنامت شريحة المقاومة وكبر مؤيدوها داخل فلسطين وخارجها، حتى أصبحت عمليات المقاومة الفلسطينية في الأرض المحتلة مثالا يحتذى به في أرجاء العالمين العربي والإسلامي ووقوفهم جنبا إلى جنب مع خيار المقاومة في الجنوب اللبناني، حيث ثبت أن العدو لا يفهم إلا لغة المقاومة والكفاح المسلح.

أدرك العدو خطر هذه الشريحة من الشعب الفلسطيني عليه. حيث تضرر اقتصاده وتوقفت موجات الهجرة في كيان قام في الأساس الهجرة، بل ازداد عدد الفارين في هجرة عكسية مضادة تحت ضغط عمليات المقاومة الفلسطينية خاصة داخل أراض فلسطين المحتلة عام 1948، فقد أثبتت العمليات الاستشهادية ضعف ووهن الرابط بين العدو وهذه الأرض حيث يفكر أكثر من 25% من الجيل الشاب من العدو في الهروب من فلسطين، حسب استطلاعات للرأي أجرتها مراكز مختصة لدى العدو.شدد العدو ضرباته على القرى والمدن الفلسطينية وانتهج سياسية تقوم على تدمير المكان الذي يخرج منه الاستشهادي على مدار عمر الانتفاضة المباركة. وقام بإعادة احتلال الضفة الغربية وشن عمليات عسكرية كبيرة في قطاع غزة غير أنه لم ينجح في تحقيق الأمن الذي تشدق به رئيس وزرائهم.

بحث العدو عن طريقة جديدة في حربه المعلنة والمستمرة على المقاومة الفلسطينية، حيث أجمعت كافة دوائر اتخاذ القرار فيه سواء السياسية بمختلف توجهاتها، والعسكرية ممثلة بأركان جيشه، والأمنية ممثلة بكافة أذرعها على اجتثاث حركات المقاومة الفلسطينية وقياداتها. أراد العدو أن يبدأ برأس الحربة المتقدم للمقاومة الفلسطينية فاختار البدء بحركة حماس لقناعته بأنها تشكل رأس الحربة للمقاومة، فعندما تبنت معظم فصائل المقاومة الفلسطينية مشروع الهدنة خالفت ذلك قوة كبيرة " كتائب شهداء الأقصى " واستمرت في شن عملياتها العسكرية في الضفة الغربية، غير أن الهدنة استمرت إلى حين اغتيال المهندس إسماعيل أبو شنب أحد القيادات السياسية البارزة لحركة حماس فأعلنت انتهاء الهدنة، فأدرك العدو أنه لابد من القيام بعملية واسعة جدا لاجتثاث المقاومة الفلسطينية بدءاً بحركة حماس.

وضعت أجهزة أمن العدو بالاتفاق مع قيادة الجيش الصهيوني خطة تتمثل في ضرب حركة حماس لإحداث فراغ سياسي وقانوني بداخلها، وذلك عبر عمليات اغتيال مركزة ومستمرة تفقدها توازنها، ومن ثم الاستعانة بجهات فلسطينية ما لضرب الحركة والإجهاز عليها من أجل إدارة قطاع غزة بعد انسحاب الجيش الصهيوني منه. وقد شددت مصادر كبيرة في جهاز أمن العدو على الصلة المباشرة بين الهجوم الحالي على حركة حماس وبين الانسحاب المرتقب.

تقوم خطة جيش العدو وأجهزته الأمنية على ما يسمى الوصول إلى "قعر البرميل" وتتمثل بـ :

* اغتيال القيادة مجتمعة.

في هذا السياق حاول العدو اغتيال القيادة السياسية والعسكرية للحركة مجتمعة، ففي 6-9-2003، توفرت معلومات استخبارية للعدو حول اجتماع القيادة السياسية والعسكرية في غربي منطقة الدرج. ويؤكد ذلك ما كتبه "بن كسفيت" مراسل صحيفة معاريف في عددها الصادر 26-3-2004: " ما زال الجيش يبكي حتى اليوم على ذلك القرار:" إلقاء قنبلة بوزن ربع طن بدلاً من طن كامل"، حيث كان من شأن استخدام قنبلة وزنها طن أن يقضي على كل قيادة حركة حماس دفعة واحدة. بالرغم من أن ذلك كان سيتسبب بقتل النساء والأطفال. ولكن القيادة السياسية ومحمد الضيف ومساعديهم كانوا سَيُستَأصلون عن وجه الأرض في ذلك الوقت. هذه الفرصة لن تعود."

* اغتيال فردي للقيادة، الشيخ أحمد ياسين"تم اغتياله"، ثم الرنتيسي، ثم خليفته ثم الذي يليه ثم الذي يليه وهكذا.......

* غتيال القيادات في المستويات الوسطى في قطاع غزة مثلما حدث في الضفة الغربية.

*محاولة معرفة أسماء مجلس الشورى في حركة حماس ـ والذي تجهل أجهزة استخبارات العدو هوية كافة أعضاءه ـ ومن ثم اغتيالهم.

* عمليات أرضية محددة ومركزة قد تستعمل فيها قوات العدو وحدات خاصة وعمليات إنزال. فقد صرح مصدر أمني صهيوني كبير: بأنه سيكون هناك عمليات برية تستهدف تدمير البنى التحتية وخطوات أخرى ستفاجأ حماس بها بعد أن تخرج إلى حيز التنفيذ، سيحاول الجيش الإسرائيلي في خلال الأشهر القادمة المس الجسدي بأكبر عدد ممكن من رجال قيادة حماس في قطاع غزة .

* القضاء على الرئيس عرفات بعد القضاء على حماس وعلى المقاومة: حيث أكد ذلك "آفي دختر" رئيس "الشاباك" بقوله: يجب ألا نيأس. إذا اغتالت إسرائيل أحمد ياسين ثم الرنتيسي ثم خليفته فمن يتلوه، وواصلت * في المقابل قتل المستويات الوسطى من نشطاء حماس فسينشأ في غزة الوضع الذي تبلور في الضفة منذ زمن. حماس بلا قيادة، وبلا اتجاه ضائعة. حماس ضعيفة. حينئذ. يتوجب علينا القضاء على عرفات أيضا (أجل، أجل) .

الهدف:

*جعل حماس بلا قيادة توجه أذرعها، وإحداث فراغ سياسي وقانوني يعيق اتخاذ القرارات المصيرية لإضعافها قدر الإمكان .

*إخراج محمد دحلان من قبره، وعودة أبو مازن، وانتعاش أبو علاء. فقد أكد مسئول أمني صهيوني كبير بقوله: "كل هذه الخطوات هي بقدر كبير أيضا مصلحة لجهة ما في السلطة الفلسطينية وهي ستسمح لمحمد دحلان بالسيطرة على قطاع غزة عوضا عن حماس، بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي" . إضافة إلى أن أجهزة أمن العدو تعد خطة شاملة لمكافحة الحركة على كل الأصعدة: تصفية نشطاء كبار، تضييق الخناق على المصادر المالية، ضرب البنية التحتية ....الخ.

* استيلاء دحلان على السلطة. وترشيح نفسه لخلافة الرئيس ياسر عرفات بعد إزاحته .

بات من الواضح أن قيادة العدو تريد قبل تنفيذ ما يسمى بفك الارتباط والانسحاب من قطاع غزة وتسليم المسئولية فيه لجهات فلسطينية معينة تحظى برضاها وقبولها، أن تضعف حماس عبر سلسلة من الاغتيالات الجماعية أو الفردية في كافة المستويات، وذلك من أجل خلق وضع "عدم توازن"، مثل ضرب المكتب السياسي، مكتب الدعوة، مجلس الشورى، أعضاء كبار في الجهاز العسكري....الخ.

بعدها تكون الحركة في مرحلة عدم توازن قد تستمر لفترة معينة، خلالها تقوم أطراف موالية للعدو في السلطة بالانقضاض على الحركة وتوجيه ضربة قاضية لها. وقد شدد "داني ياتوم" رئيس الموساد السابق في هذا السياق على أن تَجَرُؤ إسرائيل على اغتيال الشيخ أحمد ياسين من شأنه أن يشجع السلطة على البدء في العمل ضد حركات المقاومة . ومن الغريب أن تمارس مصر على السلطة ضغطاً كبيراً لكبح جماح حركة حماس كما تؤكد أجهزة أمن العدو ،حيث تتصدر مصر منذ عدة أسابيع خطة لتقوية السلطة قبل أن توافق على المشاركة في تطبيق خطة الفصل، ففي الأيام الأخيرة سارعت جهات مصرية بالضغط على الرئيس ياسر عرفات لتوحيد الأجهزة الأمنية وتعيين قائد واحد لها . وسيصل خلال مدة قصيرة بعثة مصرية أمنية إلى قطاع غزة من أجل تسريع الخطة الأمنية البريطانية المصرية لتأهيل رجال أمن فلسطينيين وسيكون "نعمان البحيري" أحد نواب رئيس المخابرات المصرية "عمر سليمان" رئيسا لها .

تجري محاولات حثيثة لعقد مصالحة بين جبريل الرجوب ومحمد دحلان لتخفيف حدة التوتر بينهما وللاتفاق على دور كل منهما في المستقبل القريب. وتأتي هذه المصالحة بناء على طلب من جهات مصرية من أجل توحيد أجهزة الأمن الفلسطينية لمساعدة السلطة على السيطرة على الشارع الفلسطيني خاصة بعد انسحاب العدو الصهيوني وقدرة العمل ضد الفصائل التي ستواصل الكفاح المسلح .حيث يكمن قلق مصر والسلطة في ردة فعل حماس التي ستؤدي إلى رد إسرائيلي قد يؤدي بشكل نهائي إلى انهيار السلطة وإنهاء الأمل في عقد مفاوضات لسنين قادمة .

المرشح الأقوى لقيادة أجهزة أمن السلطة بعد توحيدها لضرب حماس تماما بعد تنفيذ خطة الجيش الصهيوني وأجهزة أمنه هو محمد دحلان. فقد أشارت صحيفة معاريف في عددها الصادر 26/3/2004 أن محمد دحلان، الوزير السابق المسئول عن الأمن في السلطة الفلسطينية هو الشخصية الأساسية والمركزية في هذه القضية.

الشروق الاخباري: 2004-05-06

 

الى صفحة بدون تعليق

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع