الأغوار: ارتفاع أسعار الخيار وسط سوق قلقة ومترددة

   طوباس1-10-2004 وفـا- سجلت أسعار محصول الخيار بشقية الأرضي والمزروع، داخل البيوت البلاستيكية ارتفاعاً جديداً، بعد موجة المخاوف من هبوط الأسعار، عشية بداية إنتاج الموسم الجديد شمال الضفة الغربية.


وجاء هذا الارتفاع وسط تعاملات تجارية مترددة وسوق قلقة، بسبب جملة من المخاوف تعتري المزارعين والتجار على حد سواء.
وتركزت مخاوف المزارعين في منطقة الأغوار على عاملين رئيسين هما: إمداد السوق بكميات كبيرة من محصول الخيار، والأوضاع الأمنية المتردية, وهذان العاملان كفيلان بخفض الأسعار إلى مستويات متدنية وإلحاق الخسائر بالموسم.


وقد ارتفع سعر صندوق الخيار الأرضي ليباع في الأسواق المركزية ما بين 45 شيكلاً( قرابة 10 دولارات) إلى خمسين شيكلاً، فيما قفزت أسعار صندوق المحصول المزروع داخل البيوت البلاستيكية من خمسة شواكل، ليباع الآن ما بين خمسة عشر شيكلاً وعشرين شيكلاً.
غير أن منسق اتحاد الفلاحين في الأغوار، فتحي خضيرات قال: إذا بيع صندوق الخيار المزروع داخل البيوت البلاستيكية بأقل من عشرين شيكلاً، فإن ذلك يعني أن الموسم ما زال في قائمة الخسارة.


وفي واقع الحال يختلف هامش الأسعار من منطقة لأخرى، وذلك تبعاً للأوضاع الأمنية السائدة في كل منطقة على حدة.
وكانت مخاوف كبيرة قد اعترت المزارعين من ثبات الخيار عند أسعار متدنية، وهو ما اعتبروه بداية سيئة للموسم الزراعي، الذي يعاني بطبيعة الحال من مشاكل جمة، أهمها مشكلة التسويق في ظل الإغلاق الذي يفرضه جيش الاحتلال على مزارعهم.


واعتبر منسق اتحاد المزارعين في الأغوار، أن هذا الارتفاع الذي حصل على أسعار الخيار، لا يمكن اعتباره ولا في أي حال من الأحوال في قائمة الربح بالنسبة للمزارع.


وقال: "نستطيع أن نعتبر ذلك إذا تفاءلنا كثيراً، مجرد "طفرة" مشيراً إلى أنه من الممكن جداً أن تعاود الأسعار الهبوط مرة أخرى.


وعزا منسق اتحاد المزارعين الارتفاع الحاصل في الأسعار، ‘لى نقص في الإنتاج الذي لم يلب حاجة السوق في هذه الأيام.


وينفق المزارعون مبالغ طائلة في بداية كل عام على محصول الخيار، ليوصلوه غلى مرحلة النضوج، ومن ثم يأملون ببيعه بأسعار مرتفعة.


وخلال السنوات القليلة الماضية، تراجعت زراعة محصول الخيار الأرضي لصالح الزراعات داخل البيوت البلاستيكية، التي تضاعفت بشكل كبير.


ويتوقع المزارعون ومالكو المشاريع الزراعية، أن يستمر هذا التحول في الزراعات المروية خلال السنوات القادمة، ليصبح اعتماد المزارع أكثر على هذا النوع من الزراعات.


وقال تاجر خضروات: لا يمكن الرهان أبداً على السوق في ظل تقلب الأوضاع. وأضاف يقول: لو بقي حال الأسعار على ما هي عليه، ستكون كارثة ستلحق بمئات المزارعين، خاصة في مناطق الأغوار المحاصرة.


وقال خضيرات: "ما زالت الأسعار في المتوسط", وهذا الارتفاع الحاصل وثبات الأسعار عند هذا الحد، يعني من ناحية عملية أن المزارع ما زال يعمل في دائرة الخسارة.


"الآن أجر المزارع في هذه الحال هو صفر من المال"، قال منسق اتحاد المزارعين لـ "وفا"، صباح اليوم. وأوضح يقول: مثلاً عندما يباع صندوق الخيار المزروع داخل البيوت البلاستيكية بخمسة عشر شيكلاً، فإن المزارع يحقق فقط رأس المال دون أن يجني ربحاً، وسيكون حينها عمله بلا مقابل.
وقال خبير زراعي- فضل عدم ذكر اسمه - إن المزارع في هذه الحال يعمل دون أجر، وفي حال أفضل بقليل، سيكون أجره اليومي لا يتعدى ثمانية شواكل!


وقال خضيرات: عندما يحسب المزارع في نهاية الموسم "حسبته"، إذا بقي الحال على ما هو، فإن أجره الشهري لن يتعدى الثلاثمائة شيكل، إذا أخذنا بعين الاعتبار أن العمل في الزراعة هو عمل"عائلي"، أي يشترك جميع أفراد العائلة في العملية الزراعية.

 

الى صفحة بدون تعليق

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع