داعية إلى أن تكون هي مرجعية السلطة:
لجنة فتح المركزية ترفض اعتماد أبو مازن في قراراته على نصائح حلقة
ضيقة من المستشارين
واشنطن-محمد دلبح
11/2/2005
شككت مصادر فلسطينية مطلعة بقدرة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس
(أبو مازن) على تجاوز الخلافات داخل اللجنة المركزية لحركة فتح بشأن
طريقة التعامل مع فصائل المقاومة الفلسطينية فيما يتعلق باحترام اتفاق
وقف إطلاق النار الذي أعلن عباس عن التوصل إليه مع الحكومة الإسرائيلية
في شرم الشيخ يوم الثلاثاء الماضي. وقد أعلن رئيس حركة فتح فاروق
القدومي (أبو لطف) الذي يتولى من خلال منصبه كرئيس للدائرة السياسية في
منظمة التحرير الفلسطينية، منصب وزير خارجية دولة فلسطين، رفضه التخلي
عن السلاح الفلسطيني إلى أن يتم قيام الدولة الفلسطينية المستقلة ذات
السيادة على كامل الأراضي الفلسطينية التي احتلتها إسرائيل عام 1967
بما فيها القدس.
وقالت هذه المصادر إن أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح الموجودون في
الضفة الغربية وغزة يريدون مقابل منحهم الدعم لعباس الحصول على مناصب
وزارية في الحكومة الفلسطينية الجديدة التي يجري بحث تشكيلها برئاسة
أحمد قريع (أبو علاء) وضرورة أن تكون مرجعيتها اللجنة المركزية وليس
الحلقة الضيقة من المستشارين التي تحيط بعباس التي يتهمها بعض أعضاء
اللجنة المركزية بالخروج عن ثوابت العمل الوطني الفلسطيني وخاصة خلال
دورها في مراحل سابقة من المفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية.
وكشفت هذه المصادر النقاب أن دائرة مستشاري عباس الضيقة تشمل نبيل
عمرو، وزياد أبو عمرو، وياسر عبد ربه، ومحمد اشتيه وأكرم هنية. وقالت
المصادر ذاتها إن أبو مازن يعتزم إسناد رئاسة لجنة المفاوضات مع
إسرائيل إلى مستشاره الأمني محمد دحلان، حيث أن اتفاق شرم الشيخ وأي
اتفاقات قد يتم التوصل إليها قريبا ذات طابع أمني.
ويذكر أن أربعة من أعضاء اللجنة المركزية لفتح يقيمون خارج فلسطين
المحتلة هم إلى جانب أبو لطف، محمد غنيم (أبو ماهر) الذي يترأس مكتب
التعبئة والتنظيم المركزي، ومحمد جهاد العموري، وسليم الزعنون (أبو
الأديب) الذي يتولى رئاسة المجلس الوطني الفلسطيني، غير أنه يقوم
بزيارات غير منتظمة إلى مناطق السلطة الفلسطينية.
وقالت المصادر ذاتها إن الإقالات والتعيينات التي أعلنها أبو مازن لعدد
من قيادات أمن السلطة الفلسطينية تأتي لضبط الوضع الأمني في غزة والضفة
الغربية في إطار تنفيذ الاتفاقات الأمنية مع إسرائيل، فيما تأتي إحالة
نحو 1070 من موظفي السلطة الفلسطينية إلى التقاعد تنفيذا لقرار كان قد
اتخذه خلال توليه رئاسة حكومة السلطة الفلسطينية في عهد سلفه ياسر
عرفات في صيف عام 2003، غير أن الرقم ارتفع حاليا بنحو ألف موظف.
من
جانب آخر ذكر رئيس هيئة التلفزيون الفلسطينية رضوان أبو عياش أنه تلقى
تعليمات من أبو مازن بضرورة تجنب بث ما يثير سلطات الاحتلال الإسرائيلي
وقال "إنه (عباس) لا يريد شاشة مليئة بالدم، ولا يريد أغان تمتدحه، ولا
يريد منا أن نغطي كل نشاطاته إلا إذا كانت هناك أخبار ذات قيمة، إنه
يريد شاشة حرة." ويذكر أن شبكة التلفزة الوطنية الفلسطينية كانت تبث
أغان تمتدح العمليات الفدائية والشهداء الفلسطينيين.
ونقلت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية عن أبو عياش قوله إن أبو مازن قال
له "إن لدينا أفلاما مصرية عاطفية تحل محل أفلام الحرب، ولدينا برامج
جغرافية خفيفة للأطفال، وأفلام بحيوانات جميلة تتجول في البرية وما إلى
ذلك، ونذيع الكثير من الموسيقى التقليدية بدلا من الموسيقى العسكرية،
وحتى كلماتنا ينبغي أن تكون أقل استفزازا". ونقلت الصحيفة عن أحد وزراء
شارون وصفه هذه التغييرات بأنها "خطوة مهمة في تدعيم حالة التعاون"
فيما نقلت عن أبو مازن وصفه لاجتماع شرم الشيخ بأنه "نافذة أمل" وقال
"نحن راغبون في فتح نافذة الأمل بشكل أوسع ولكننا نحتاج بأن نحصل على
شيء من الرصيد لكي نريه للناس، وإنني قلق من أنه إذا لم تسر الأمور على
ما يرام فقد نعود إلى الشاشات المغطاة بالدماء للمسيرات وللجنازات. ولا
نريد العودة إلى ذلك. وما من أحد يريد ذلك."
****
|