خطر
الموت يهدد مئات المرضى في غزة بعد "فك الارتباط"
والاسرائيليون
يتنصلون
عرب 48/
فراس خطيب
أظهر
تقرير أعدته "منظمة أطباء لحقوق الانسان" الإسرائيلية أن
إسرائيل تمنع العلاج الطبي الضروري عن المرضى في قطاع غزة بسبب الإغلاق
الذي فرضته
على القطاع منذ بدء عملية فك الارتباط. وتمنع إسرائيل من االمرضى
الفلسطينيين من
غزة الدخول الى إسرائيل أو العبور في أراضيها للوصول الى الضفة الغربية
أو القدس
الشرقية لتلقي العلاج في الوقت أن الحدود مع مصر مغلقة تمامًا.
وحسب
المعطيات المتوفر فإن 16 فتى فلسطينيًا يحصلون على علاج كيماوي جراء
اصابتهم بامراض
سرطانية لم يتمكنوا على مدار الاسبوعين الماضيين من الوصول الى
مستشفيات داخل
اسرائيل لتلقي العلاج. وصادقت السلطات الإسرائيلية على 6 أو 7 تصاريح
لمرضى بالدخول
الى اسرائيل لتلقي العلاج من بين 40 طلبًا كان يتم تقديمها بشكل يومي.
الطفل
عبدالله كمثال!
يعاني الطفل عبدالله سفيان أبو حجلة (7 سنوات)، من سرطان في
العظام والرئتين ويتلقى العلاج الكيماوي في مستشفى "تل هشومير" في
مدينة تل أبيب
وعليه أن يخضع لعملية زرع نخاع شوكي والتي تعتبر من أصعب العمليات
وأكثرها تعقيدًا.
وقال والده، سفيان أبو حجلة: "على عبدالله أن يتلقى ست جرعات كيماوية
وتلقى حتى
الآن أربع جرعات، وحدّدوا له موعدًا للجرعتين المتبقيتين ولكننا لا
نملك تصريحًا
للدخول ووضعه يزداد سوءًا من يوم إلى آخر. وقدمنا طلبات كثيرة وكلها
رفضت. والأمر
المقلق أن الجرعات يجب ان تكون بموعدها ومكانهاالصحيحين وإلا اضطر
الاطباء قطع ساقه
وأي خطأ يؤدي الى تدهور صحته"
وأضاف ابو حجلة: "الوضع يزداد سوءًا من يوم إلى
يوم والتصاريح أصبحت أصعب بعد الإنسحاب من غزة. ونحن في رحلة عذاب
مستمرة. لقد رقد
ابني عبدالله 45 يومًا في مستشفى "تل هاشومير" قبل فترة، ومنعنا أنا
ووالدته من
زيارته هناك. وتخيل طفل في السابعة من عمره في المستشفى من دون أحد.
صعب
جدًا".
وقال المنسق الميداني لمنظمة أطباء لحقوق الانسان إبراهيم حبيب
:
حالة عبدالله واحد من مئات الحالات والوضع أصعب من أي وقت مضى. ونحن
نتحدث عن
الحالات الأكثر ملحة في العالم. واسألوا إن اردتم مريضًا يتلقى العلاج
الكيماوي
ماذا يعني له هذا العلاج؟ سيقول لك انه الحياة كلها".
وأضاف حبيب: "عندما نتوجه
للسلطات الإسرائيلية يقولون إنهم أنهوا الإحتلال وليسوا مسئولين رغم
أنهم يسيطرون
على كل شيء"
وزاد حبيب: "هناك 50 مريضًا عليهم الخروج يوميًا من غزة والتوجه
للقضاء في هذه الحالات ليس ناجعًا لأنه يحتاج وقتًا. وهناك حالات تتوجه
إلى
المنظمات وحالات أخرى لم تسمع لا عن أي منظمة. فماذا مع هؤلاء؟؟"
وكشف
التقرير عن حالات تقوم بها السلطات الاسرائيلية بمنع المرضى لأن أحدًا
افراد عائلة
المريض سجين أو شهيد وبالتالي يمنعونه. وحتى الذين ينالون تصريحًا
للدخول ينتظرون
ست
أو سبع ساعات على الحاجز. ومنهم أيضا من يمنع من الدخول حتى مع
التصريح. ويصدر
الجيش الإسرائيلي تعليمات صباح كل يوم تقضي بمنع الفلسطينيين من الرجال
دون سن 35
عامًا والنساء دون سن 30 عامًا من دخول إسرائيل.
المعابر الى مصر
أغلقت أيضًا
كان يغادر إلى مصر ما بين 50 الى 60 مريضا لتلقي العلاج غير المتوفر
في
القطاع يوميًا، لكن منذ اغلاق الحدود لم يخرج أي من هؤلاء المرضى
باستثناء اولئك
الذي تمكنوا من مغادرة القطاع عندما تم فتح المعبر ليوم واحد الأسبوع
الماضي.
وقالت منظمة اطباء لحقوق الانسان "إن اسرائيل لم تفعل شيئا لتمكين
المرضى
الفلسطينيين من مغادرة القطاع لتلقي العلاج في اسرائيل أو مصر على
الرغم من ارسال
الجيش الاسرائيلي بلاغا للمنظمة قبل اسبوعين ويفيد بأن الحكم العسكري
الاسرائيلي
على القطاع قد انتهى.
وكانت منظمة "أطباء لحقوق الإنسان" طالبت السلطات
الاسرائيلية بأن عليها الاهتمام بتنظيم تنقل المرضى الفلسطينيين للحصول
على العلاج
اللازم لهم في المستشفيات الاسرائيلية والمصرية.
|