مشددا على ضرورة وقف عسكرة الانتفاضة
.. أبو مازن لـ «الشرق الاوسط»: بكل صراحة الأجهزة الفلسطينية بحاجة
لضبط وربط وهناك انفلات أمني
الكويت: ناصر قديح
شدد رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس (أبو
مازن) على ضرورة ضبط الأجهزة الأمنية الفلسطينية وتوحيدها مشيرا إلى
اتفاقه مع الفصائل الفلسطينية على إنهاء فوضى السلاح الذي ستظهر نتائجه
خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
وأكد أبو مازن في حديث لـ«الشرق الأوسط» إصراره على رفض عسكرة
الانتفاضة وقال «لا قيمة للرأي إذا بقي رأيا ولا بد للرأي من تطبيق،
وأحد هذه التطبيقات إبعاد الانتفاضة عن السلاح».
وأشار إلى وجود حديث لدخول حركتي حماس والجهاد الإسلامي في منظمة
التحرير. وفي ما يلي نص الحديث:
* منذ اللحظات الأولى لوفاة الرئيس ياسر عرفات كان هناك خوف من انتشار
الفوضى الأمنية خاصة ما حدث في غزة أثناء تقبلكم مراسم التشييع فأين
وصلت قضية ضبط الأجهزة الأمنية؟
ـ بكل صراحة الأجهزة الفلسطينية بحاجة إلى ضبط وربط وهناك انفلات أمني،
لذلك كنا نطالب ونسعى لتوحيد الأجهزة الأمنية وما حصل في خيمة العزاء
كان نتيجة الفوضى والتوتر والجو المشحون، وهي كانت أيضاً فرصة لضبط
الأمور وبدأنا بذلك من خلال حواراتنا التي انقسمت إلى قسمين الأول
يتعلق بالأجهزة الأمنية وعملية ضبطها والثاني يتعلق بالمنظمات
الفلسطينية للاتفاق معها على إنهاء هذه المظاهر وإنهاء فوضى السلاح.
لذلك نرجو الوصول إلى نتائج ايجابية خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
* كان لكم رأياً واضحاً حول عسكرة الانتفاضة وهل بقي الرأي رأياً أم
أنكم اتخذتم خطوات بديلة؟
ـ لا قيمة للرأي إذا بقي رأياً، ولا بد للرأي من تطبيق وأحد التطبيقات
ضرورة ابتعاد الانتفاضة عن السلاح لأن الانتفاضة حق مشروع للشعب من أجل
التعبير عن رفضه للاحتلال بالوسائل الشعبية والاجتماعية وهذا ما حصل في
الانتفاضة الأولى في الثمانينات، لذلك لا يمنع قيام الشعب الفلسطيني
بمثل هذه النشاطات التي تعبر عن رأيه. إن استخدام السلاح كان مضراً
ويجب أن يتوقف من خلال العمل على تهدئة النفوس في صفوف الشعب
الفلسطيني.
* كيف تنظر إلى ما يشاع عن إمكانية مشاركة حماس والجهاد في منظمة
التحرير؟ ـ نعم هناك حديث تحت اسم المشاركة الفلسطينية وتحت اسم وجود
الجميع في ملتقى واحد بحيث يؤدي كل إنسان وكل تنظيم دوره كما يجب،
وأيضا هناك حديث عن قيادة موحدة وكيف تكون هذه القيادة في إطار منظمة
التحرير وكيف يمكن أن تمارس عملها. الشيء الآخر إذا لم يتحقق ذلك هل
ندخل الانتخابات. وهناك حديث آخر من قبلهم حول دخول الانتخابات
التشريعية حتى يستطيعوا أن يكونوا جزءاً من النسيج السياسي للمجتمع
الفلسطيني.
* أشرت في كتاب استقالتكم من رئاسة الحكومة عن وجود مجموعة فلسطينية لا
تريد للعمل الجماعي النجاح فهل ستندمج هذه المجموعة في العمل معكم في
المرحلة المقبلة؟ ـ نحن عندما نتحدث عن الديمقراطية فلا بد أن تكون
هناك قرارات مختلفة ومتناثرة أحياناً ومتناقضة أحيانا أخرى وبالتالي
ستبقى بعض الأصوات القليلة التي تكاد تعبر عن نفسها وهذا الشيء صحي
ومسموح ومتاح.
* هل هذه المجموعة ما زالت داخل القيادة الآن؟
ـ القيادة الآن على قلب رجل واحد في حركة فتح وفي منظمة التحرير وتسير
جنباً إلى جنب مؤمنة بالمستقبل وبالمؤسسات ونرجو أن يكون هذا هو أسلوب
العمل المستقبلي.
* ما قولكم بعد انسحاب مروان ألبرغوثي رسميا من الانتخابات؟
ـ الأخ مروان ألبرغوثي له حق الترشيح وله حق الانسحاب ولا يوجد هناك من
يضغط عليه.
* من خلال لقائكم قياديي حماس والجهاد في فلسطين وسورية هل توصلتم
لاتفاق على آلية معينة لدعم عملية السلام؟
ـ لا يمكن القول إننا اتفقنا وإنما نقول تباحثنا وطرحنا كافة القضايا
ولا يوجد شيء خارج نطاق البحث. ونحن حتى الآن لم نتوصل إلى شيء ونرجو
أن نتفق في المستقبل.
* وماذا عن مساعدة المسؤولين السوريين في هذا الصدد؟
ـ أعتقد أن المسؤولين السوريين لديهم استعدادا لذلك من دون الطلب منهم،
وعندما نلمس الاستعداد فلا حاجة لأن نطلب.
* هل من حوارات جانبية مع الإسرائيليين؟ ـ إذا كنت تقصد مفاوضات لا..
لا توجد ولكن هناك حوارات مستمرة وهناك اتصالات مستمرة لقضايا يومية.
* هناك أحاديث حول وجود مباحثات سرية بين نبيل شعث وعمري شارون في
بريطانيا إلى ماذا أسفرت؟
ـ لا اعتقد بأن هذا قد تم. وبالنسبة للمفاوضات قد تحدث بعد الانتخابات
أما الآن فلا توجد هناك اتصالات.
* لماذا سورية ولبنان والكويت أولاً في جولتكم العربية والخليجية؟
ـ لا يوجد أي سبب إطلاقا وإنما جاءت هكذا من ضمن البرنامج ونحن واثقون
من كل خطوة نقدم عليها وواثقون من إخواننا الذين استقبلونا ولا يكفي أن
تكون الثقة فقط من طرفنا فنحن نثق بأنفسنا ونثق بإخواننا الذين نزورهم
بأنهم سيستقبلوننا.
* ماذا عن الحركات الإسلامية الفلسطينية الموجودة في سورية هل تم
مناقشة إيقاف أنشطتها؟
ـ نحن تحدثنا مع التنظيمات الفلسطينية الموجودة في دمشق من حماس
والجهاد والشعبية والديمقراطية وأجرينا حوارات معها.
* هل تم وضع آلية معينة معهم؟
ـ الحوار مستمر بيننا وبينهم.
* باعتقادك إلى ماذا سيؤدي؟
ـ سيؤدي إلى اتفاق.
* اتفاق وقف أنشطتهم؟
ـ سيؤدي إلى اتفاق حسب ما نريد جميعنا، نريد الآن فرصة من أجل العمل
للمستقبل ونتمنى أن نصل إلى هذا الاتفاق.
|