ابو مازن
للاسرائيليين: لا تسمحوا للقوي المتطرفة بالسيطرة علي الشارع الفلسطيني
2004/11/13
وثيقة امنية اسرائيلية تدعو لتوطيد العلاقات مع الاردن ومصر لمحاربة
الارهاب
الناصرة ـ القدس العربي
ـ من زهير اندراوس:
قال رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس، في
تصريحات ادلي بها لصحيفة معاريف الاسرائيلية التي نشرتها الجمعة علي
صدر صفحتها الاولي موجها كلامه للاسرائيليين: لا تمنحوا المتطرفين في
الطرف الفلسطيني فرصة ان يقوموا بأعمال مرادها دهورة الوضع الامني .
وتابع لا اريد منكم ان تضموني اليكم، ان ما نريده الآن هو الهدوء، اننا
لسنا معنيين بالتسهيلات التي تقترحها الحكومة الاسرائيلية. في هذا
الوقت الراهن لا يوجد اي شيء من اجله يمكن ان نبدأ المفاوضات معكم
عليه، لا حاجة بان تضموا الي صدوركم احدا من القيادة الفلسطينية .
واردف ابو مازن قائلا للمراسل السياسي للصحيفة الاسرائيلية اذا انتهجتم
نهجا جديدا وتوقفتم عن توزيع الشهادات للقيادات الفلسطينية، وتوقفتم
ايضا عن ذكر الاسماء التي تريدون ان تتبوأ مناصب في السلطة الوطنية
الفلسطينية، فان الوضع سيتحسن كثيرا بالنسبة لنا، لانه في نهاية المطاف
سيكون لنا ولكم متسع من الوقت ان نتكلم عن جميع هذه الامور .
واضاف في هذا الظرف لا يوجد اي كلام عن عقد لقاءات بين القيادة
الفلسطينية والقيادة الاسرائيلية، ولا مجال لعقد مؤتمرات قمة بيننا.
ولكن ستكون هناك حاجة ماسة في المستقبل القريب لاجراء محادثات، ولكن
هذا الامر سنقوم به بعد ان نتمكن من احلال الامن في مناطق السلطة
الوطنية الفلسطينية وادارة دفة الامور كما نري ذلك مناسبا. اقول لكم
بكل صراحة عليكم ان تتحلوا بالصبر، وان تعملوا علي عدم عمل اي شيء يؤدي
الي سيطرة القوي المتطرفة علي الشارع الفلسطيني . ومضي عباس قائلا:
عليكم ان تسحبوا الجيش بشكل هادئ وان تتصرفوا بحذر كبير، لان الوضع
خطير للغاية ومن شأنه ان ينفجر في كل لحظة. انني اريد متسعا من الوقت
لانني في هذه الايام اعمل علي توحيد الشعب الفلسطيني، وكلي امل بأنكم،
انتم الاسرائيليون، لا تعارضون ذلك، هيا بنا نتعلم من اخطاء الماضي،
وان لا نكرر الاخطاء التي ارتكبناها في السابق.
وقالت الصحيفة ان الحوار بين ديوان شارون وعباس يتم بصورة منسقة وان
مساعد عباس، رامي شحادة، هو الذي ينظم هذا التنسيق مع الجانب
الاسرائيلي.
الي ذلك كشفت الصحيفة الاسرائيلية نفسها عن وثيقة اعدها مجلس الامن
القومي الاسرائيلي والتي توصي الحكومة الاسرائيلية بتنفيذ خطة فك
الارتباط احادي الجانب في قطاع غزة وشمال الضفة الغربية المحتلة
بالتنسيق مع القيادة الفلسطينية الجديدة. وجاء في الوثيقة التي حملت
اسم غياب عرفات عن الساحة، نتائج وتوصيات لتحديد السياسة الاسرائيلية ،
ان التنسيق مع الفلسطينيين في خطة فك الارتباط احادي الجانب من شأنه ان
يقوي كثيرا القيادة الفلسطينية الجديدة. واضافت الصحيفة الاسرائيلية ان
الوثيقة الامنية قدمت الي رئيس الوزراء الاسرائيلي، ارييل شارون، التي
سيناقشها مع الوزراء في المجلس الوزاري الامني والسياسي المصغر لاتخاذ
قرار في هذه المسألة. وتنص الوثيقة الاسرائيلية ايضا علي توثيق التعاون
الاستراتيجي مع الادارة الامريكية، والعمل من اجل التقارب مع دول
الاتحاد الاوروبي، وتشدد الوثيقة ايضا علي تدعيم العلاقات مع مصر
والاردن في كل ما يتعلق بالمفاوضات مع الفلسطينيين، وتحديدا زيادة
التعاون مع البلدين العربيين في ما اسمته الوثيقة الاسرائيلية مكافحة
الارهاب الفلسطيني . وتضيف الوثيقة بان الاسرائيليين ملزمون بعدم وضع
العراقيل امام القيادة الفلسطينية الجديدة التي تقول الوثيقة عنها
بأنها براغماتية وغير متطرفة، لا بل معتدلة، مشيرة الي ان الامتحان
الاول والاخير لهذه القيادة هو القضاء علي الارهاب الفلسطيني، وفي حالة
قيام القيادة الجديدة بالقضاء علي الارهاب الاسلامي، فان الدولة
العبرية ستكون ملزمة بتقديم يد العون له، او علي حد تعبير الوثيقة مده
بالفيتامينات، حتي خلال فترة مكافحة الارهاب الاسلامي.
وخلصت الوثيقة الاسرائيلية الي القول الي انه حتي الان اسرائيل منفعلة
جدا من القيادة الجديدة ومن تصرفاتها الحازمة، مشيرة الي انه حسب كل
الدلائل والمؤشرات التي جمعتها الاجهزة الامنية الاسرائيلية، فان
القيادة الفلسطينية الجديدة ستكون مختلفة عن القديمة، اي التي كانت في
ظل الرئيس الراحل، ياسر عرفات، وانها ستكون حازمة في حربها ضد الارهاب
الاسلامي.
|