خلافات حادة تعصف بحركة فتح.. وجناحها العسكري يتمرد علي القيادة السياسية

07/01/2003 رام الله ـ القدس العربي ـ من وليد عوض:

تعصف خلافات حادة داخل حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) مع بروز تمرد واضح للقادة الميدانيين علي دعوات وقف العمليات الفدائية داخل اسرائيل. وتبرز الخلافات بشكل رئيسي بين الجناح السياسي والمتمثل في اللجنة المركزية للحركة برئاسة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، والجناح العسكري المتمثل في كتائب شهداء الاقصي والتي اعلنت مسؤوليتها عن العملية الاستشهادية المزدوجة التي وقعت امس الاول في تل ابيب واسفرت عن مقتل 23 اسرائيليا وجرح اكثر من 100 آخرين.
واكد هاني الحسن عضو اللجنة المركزية للحركة ووزير الداخلية الفلسطيني بان حركة فتح لا علاقة لها بالعملية المذكورة، وقال نحن في فتح نرفض كل عملية ضد المدنيين لان العمل ضد المدنيين يوحد المجتمع الاسرائيلي ويعمل لصالح اليمين الاسرائيلي المتطرف .
وقال الحسن ان الذين قاموا بعملية تل ابيب لهم اهداف ليست بريئة ، وان الذي يقوم بمثل هذا العمل اللاانساني، انما هو يصوت عمليا لرئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون ولقوي اليمين الاسرائيلي المتطرف الفرح بداخله للعملية لانهم يريدون ان يضعوا الشعب الاسرائيلي تحت طائلة الخوف لكي يتم التصويت في الانتخابات القادمة لصالحهم .
واشار الحسن الي ان المـؤلم فلسطينيا هو ان هناك قوي في الساحة الفلسطينية تريد ان تصوت لحليفها اليمين الاسرائيلي.
واشار الحسن الي ان الهدف الاول للعملية هو افشالا الحوار الفلسطيني الجاري في القاهرة لان هناك جهات متعصبة ومرتبطة بقوي اقليمية تريد ان تفشل الحوار الذي هو في طريقه الي النجاح ، زاعما ان هناك اموال خارجية طائلة تصرف من اجل عدم استقرار الساحة الفلسطينية.
وقال الحسن بانه نشرت في الليلة قبل الماضية بيانات مزورة وجرت اتصالات تلفونية مشبوهة من غزة حول تبني كتائب شهداء الاقصي عملية تل ابيب ولذلك اوعزت لأجهزة الامن الفلسطينية بالتحقيق في هذا الموضوع والبحث عن ذلك الشخص الذي تحدث لقناة الجزيرة الفضائية واعلن مسؤولية كتائب شهداء الاقصي عن تلك العملية .
هذا وداهمت قوة من جهاز المخابرات العامة الفلسطينية الليلة قبل الماضية مكتب قناة الجزيرة في مدينة غزة والقت القبض علي مراسلها الصحافي سيف الدين شاهين بعد ان بث صوتا لقيادي في كتائب الأقصي يؤكد مسؤولية الكتائب عن العملية. وكانت الكتائب تبنت العملية في بيان سابق، غير ان حركة فتح اصدرت بيانا نفت فيه صلتها بالعملية وانتماء الفاعلين اليها.
ومن ناحيته اكد حاتم عبد القادر عضو المجلس التشريعي واحد قادة حركة فتح بان هناك فجوة واسعة ما بين القيادة السياسية والجناح العسكري في الحركة، مشددا علي انه لا يجوز لاحد في الحركة ان ينكر ان كتائب شهداء الاقصي جزء من الحركة.
واشار عبد القادر الي ان القيادة السياسية للحركة مطالبة فورا بالشروع في اجراء حوار داخلي واجراء انتخابات داخلية في الحركة قبل فوات الاوان ، منوها الي انه لا يمكن للقيادة السياسية ان تعلن براءتها من كتائب شهداء الاقصي ويجب فتح حوار معهم وعدم وصفهم بأنهم خارجون علي القانون.
واوضح عبد القادر بان المشكلة بين القيادة السياسية لحركة فتح وكتائب شهداء الاقصي تتمثل في ان الكتائب لا تحكمها قيادة مركزية بل قيادات محلية.
هذا وحذرت القيادة السياسية لحركة فتح امس كتائب شهداء الاقصي من استغلال اسم الحركة.
وقالت فتح في بيان صادر عنها ان حركة فتح اذ تدين هذا العمل لتؤيد بيان السلطة الوطنية وتحذر اولئك الذين يستغلون اسم الحركة وقد اعذر من انذر .
هذا ونفي مكتب التعبئة لحركة فتح بعد منتصف الليلة قبل الماضية أن يكون منفّذا عمليتي تل أبيب من الأعضاء المنتمين للحركة، وذكر بيان لفتح بثه التلفزيون الفلسطيني أنه قد ثبت بعد مراجعة دقيقة لسجلات العضوية أن الإسمين اللذين ذكرا في بيان مدّعي أنه صادر عن كتائب شهداء الأقصي: براق خلفة و سامر النوري، أنهما لا علاقة لهما بالحركة و لم يسبق أنهما انتميا إليها .
واكدت فتح علي ان توقيت هذه العملية ومكانها يدل علي ان القوي التي وجهتها تهدف الي افشال الحوار الوطني الجاري في القاهرة برعاية مصرية وعربية واوروبية، والحاق سمة اللا إنسانية بحركتنا عبر قتل المدنيين الابرياء الامر الذي يأباه تراثنا العربي والاسلامي . وكانت كتائب شهداء الأقصي قد أعلنت في بيانٍ منسوب إليها مسؤوليتها عن العملية المزدوجة في تل ابيب، وقال البيان الذي نشر في غزة إن منفّذي العملية هما براق خلفة وسامر النوري ويبلغان من العمر 22 عاماً، وهما من سكان شمال مدينة نابلس بالضفة الغربية التي أعاد الجيش الاسرائيلي احتلالها.
وقال البيان نجحت إحدي وحداتنا الاستشهادية المكونة من الاستشهاديين براق رفعت عبد الرحمن خليفة وسامر عماد محمد إبراهيم النوري من مدينة نابلس من اجتياز الحواجز الصهيونية والوصول إلي قلب الكيان الغاصب في تل أبيب وتنفيذ عملية استشهادية مزدوجة . وفي مدينة رام الله نفت كتائب شهداء الاقصي أيضاً مسؤوليتها عن العمليتين.
وقالت الكتائب في بيانٍ نشر في رام الله امس: نحن كتائب شهداء الأقصي ننفي قطعاً مسؤوليتنا عن العمليتين اللتين وقعتا في أراضي 48 وليس لنا أي صلة بهما .
واضاف البيان كما ونعلن التزامنا وتمسكنا بقرارات القيادة السياسية الشرعية للشعب الفلسطيني وعلي رأسها الاخ ابو عمار ونرفض الخروج عنها .

الى صفحة خلط مقصود

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع