الاسم: حسنين حمدي رمانه

العمر: 31 عام

الحالة الاجتماعية: متزوج وله 4 أولاد

 يعمل مؤذن في المسجد

مدينة البيرة ـ المنطقة الصناعية

 

بينما كان زوجي في العمل بتاريخ 2/4/98 توجهت إلى البيت عندهم قوات من الأمن الوقائي 4-5 أشخاص ودقوا بطريقة مرعبة الباب وكنت أنا وأم حسنين في البيت فسألوني عنه فأجبتهم أنه غير موجود وهو بالعمل فذهبوا دون أن يدلوا بالأسباب التي يريدونه من أجلها.

وفي اليوم التالي جاءت نفس القوة وقرعت البيت وسألوا عنه مره أخرى ولم يكن في البيت فأجبت بعدم وجوده في البيت فطلب مني أحدهم بإبلاغه بالحضور إلى المقاطعة ولو منتصف الليل لأمر هام جدا ولن يستغرق هذا الخمسة دقائق. وفي مساء اليوم الثاني وبعد أن أنهى حسنين آذان العشاء ورجع إلى البيت اتفق هو ووالده على الذهاب إلى المقاطعة وكانت الساعة التاسعة مساءاً، أدخل حسنين إلى غرفة التحقيق وكان طريقة التحقيق مستفزة بالنسبة لإمام وقور وخرج أحدهم وأمر والده بالانصراف لأن حسنين (سيشرفنا مدة وسيرجع للبيت وحده) عاد والد حسنين إلى منزله وأخبر زوجة حسنين بالأمر وما كان من أم براء إلا إن تنتظر عودة زوجها من المقاطعة ولكن كأن لم يكن فلم يرجع حسنين إلى البيت وما كان منا إلا أن رجعنا في اليوم التالي إلى المقاطعة للسؤال عنه وما من أحد مجيب لنا وكأن هذا الأمر كالحلم، وبقي الأمر بنا أن نعرف عن حسنين أي شيء لمدة طويلة وبعد ثلاثة شهور تقريبا جاءتني مخابرة بالهاتف تقول أن حسنين نقل الى مستشفى رام الله وهو بحالة  يرثى لها وأن حالته الصحية حرجة جدا، وعندما توجهت إلى المستشفى للسؤال عنه اعترف الأطباء بأنه كان موجودا بالمستشفى ولكن لم يصرحوا عن حالته ومن الجهة التي أتت به وتكرر وجود حسنين في المستشفى لعدة مرات ولكن ذلك دون جدوى من الأطباء بأن يطمئنوني عن حالته وكان ذلك نابع من خوف الأطباء من شيء لم أكن أعلمه ولكن في يوم جاءتني مخابرة بالهاتف من أحد الممرضين الذين يعرفون حسنين ويعلمون عن حالته وأخبروني أنه موجود في المستشفى وأنهم سيرجعونه اليوم فتوجهت إلى المستشفى على الفور واستطعت أن أطمئن عليه وأعلم مابه ومن هي الجهة التي محتجزته (الأمن الوقائي).

 وبعد سؤال الأطباء عرفت أن حسنين يعاني من نزيف بالمعدة وذلك من جراء التعذيب وأنه مصاب بفيروس بالكبد وهو أخطر أنواع الفيروسات لأنه يهدد بتشمع الكبد.

وبعد فترة قطع معاش الأوقاف الذي كنا نعتاش منه وهو معاش حسنين وذهبت لمراجعة الأوقاف فأجابوني بأن الأمر بيد الأمن الوقائي هم الذين قطعوا المعاش.

وسمح لي في مرة بعد أن حضر لي مجموعة من القوات لأخذي لرؤية حسنين وذلك لأنهم اعتقدوا أنه مريض مرض الموت ولما كانت عليه صحته من السوء.

فإذا دخلت إلى الزنزانة التي كان فيها حسنين وهي لا تتعدى (المتران في متر) مثل الصندوق وكان الحمام بداخلها ولا تصلح حتى للحيوانات، وعندما رآني حسنين كأنه رجع إلى الحياة وجلست معه مدة خمسة عشر دقيقة قال لي فيها عما هو فيه فكان حسنين يتحدث معي وهو في حالة حرجة جدا وقال لي أنه تعرض للتعذيب كثيرا وذلك بجلده وربطه بالجنازير، وقال لها عن هول مرضه وأنه تعب جدا ولا يستطيع في عدة مرات على أخذ النفس وأحسست أن حسنين لن يخرج من هذا المأزق بسهولة وسألته عن التهم التي يوجهونها له قال أنه لا يوجد تهمة محددة فيريدونه أن يعترف دون أرجاء تهمة له.

واستمر حجز حسنين في تلك الزنازين في المتابعة لمدة عشرة أشهر متتالية دون رحمة وأدخلوه أيضا معه شخص آخر ليقيم معه في الزنزانة التي لاتسع لشخص واحد وبعد هذه المدة وبعد إصرار حسنين بعرضه للمحاكمة نقل حسنين إلى سجن أريحا وسمح لنا في هذه الفترة بتعيين محام له فعين المحامي ( ايهاب أبو غوش) له وتابع أمره ولم يسمح للمحامي براية حسنين على انفراد لمدة طويلة وطلب المحامي من المدعي العام بإجراء محاكمة لحسنين وإعطاءه لائحة اتهام وفي 1/4/99 أجريت له محاكمة ووجهوا له فيها تهمة سخيفة إلا وهي الانتماء لحركة طلابية دون تحديد هذه الحركة وما كان من حسنين إلا أن قال أن هذه الحركة حركة قانونية موافق عليها من قبل  المجلس التشريعي ومن المحافظ ورفعت المحاكمة دون الحكم على حسنين لمدة معينة وعرفت في تلك الجلسة أن حسنين لم يكن وحده الذي القي القبض عليها في تلك الحقبة بل الكثير من شباب البيرة معه.

وبدأت المماطلة لي تعيين جلسة أخرى إلى أن حددت جلسة في 10/11/99 وعرض فيها لائحة الاتهام والاعترافات التي كانت من حسنين وانتهت الجلسة بالحكم بالإفراج عنه وعن عدة أشخاص معه. 

1/12/99 وبعد أن قمت بزيارة حسنين في يوم جمعة وصارحني بأنهم لم يحدثوه عن موعد الإفراج عنه توجهت والمحامي للسؤال عن متى سيتم الإفراج عنه، فقال مدير عام أريحا أنه سيتم الإفراج عنه في أول أيام رمضان المبارك وقد طمأنني حسنين عن صحته وأنه في حاله مستقرة وأن النزيف في معدته من جراء التعذيب قد توقف ولكن الجرثومة باقية إلى يومها.

وبعد أن جاء رمضان و أصبحنا في منتصفه أجريت مكالمة مع المحامي  ايهاب أبو غوش الذي هو منتدب لنا من المساعدة القانونية ورد لي المحامي جواب انه سيتم الإفراج عنه بإذن الله في أول أيام العيد المبارك ولكنهم يعدونا  باليوم وغدا لا يعرفون عن مدى التعذيب النفسي الذي أتعرض له في انتظار حسنين ،و قولهم : الآن سيأتي وبعد قليل سيأتي ودون جدوى. ولكن أرجو من الله أن يستطيع الخروج قبل العيد وذلك لما نحن عليه من حاله مادية تعسة عليهم أن يفكوا القيد عن معاشه الذي كلما سألت عنه أرجعت إلى الأمن الوقائي لترجيعه ومع العلم بأن أكثرية الشبان في البيرة من الأمن الوقائي إلا أنني كلما سألت أحد أن يساعدني قال لي إذا رأوني معك سيسبب ذلك الأذى لي ولك، فإذا هم أنفسهم يخافون من بعضهم فماذا  أقول أنا السيدة التي لا حول لها ولا قوة .

 

من إفادة السيدة فاطمة رمانة للمجموعة الفلسطينية لمراقبة حقوق الإنسان

الباحثة الميدانية : نسرين المحتسب

انتهت إفادة السيدة فاطمة رمانه 27 عاماُ

هاتف: 039209972

الى صفحة جرائم السلطة

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع