اجتماع نقابة الصحافيين على خلفية
تدهور وضع الصحافة الفلسطينية
في غزة بتاريخ 11/12/1998
تداعى عشرات الصحافيين الفلسطينيين لاجتماع عاجل بناء على نقابتهم
في قطاع غزة لبحث تدهور اوضاع الحريات الصحافية على اثر مسلسل
المضايقات التي تقوم بها الاجهزة الامنية الفلسطينية .
دعا بيان صادر عن نقابة الصحافيين هو الثالث في غضون 24 ساعة من
حادثة اعتقال الصحافيين الثمانية واغلاق ثلاث محطات للبث
التلفزيوني يوم 18/12/1998 الى ضرورة استمرار اضراب الصحافيين
وعدم تغطية الفعاليات باستثناء النشاطات غير الرسمية ، الى جانب
رفع دعوى قضائية امام محكمة العدل العليا الفلسطينية لالزام السلطة
التنفيذية بتطبيق قانون المطبوعات والنشر ، وطالب بيان النقابة
الذي صعد من لهجته مطالباً الصحافيين ووسائل الاعلام بمقاطعة اخبار
الشرطة سواء العامة او الخاصة ومنع نشر صورة قادتها وافراد الشرطة
الذين نفذوا الاعتداء على الصحافيين ، كما طالب البيان الذي تم
طباعته بعد اجتماع موسع لاعضاء الهيئة العامة ومجلس نقابة
الصحافيين يوم الاحد 20/12/1998 وزارة الاعلام بتحمل مسؤوليتها
القانونية والوطنية .
من جانبه قال هاني الحسن عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" الذي
شارك في اجتماع الصحافيين انه لن تكون هناك دولة فلسطينية مستقلة
دون وجود مساحة كبيرة لحرية الصحافة والتعبير واضاف "مجتمع ليس فيه
حرية صحافة وسيادة قانون هو مجتمع عبيد" ، وتابع الحسن : نحن ضد
سيادة قانون السيطرة وانما قانون القدوة ، وانتقد المجلس التشريعي
الذي تحول الى مجلس اجتماعي بينما المطلوب ان يكون مجلساً تقريرياً
، وايد الحسن الصحافيين في اتخاذ كافة الاجراءات من اجل اعادة
الاعتبارات لحرية الصحافة والتعبير .
وعبر توفيق ابو خوصة نائب نقيب الصحافيين عن امتعاضه من هيمنة
السلطة الفلسطينية في تعاملها مع الصحافيين وقال ان السلطة
الفلسطينية التي وضعت قانون المطبوعات والنشر هي اول من تنتهكه دون
العودة الى أي قرارات قضائية .
واشار ابو خوصة الى تصرفات جهاز البحث الجنائي الذي قام باعتقال
الصحافيين الثمانية واحتجازهم في قسم ما يسمى "الاداب العامة" ،
واضاف ان ذلك يعتبر اهانة للكرامة الشخصية والمهنية التي اصبحت
مشاعاً لافراد المباحث الجنائية .
عبد السلام ابو عسكر صاحب احدى محطات البث التى اعيد فتحها بعد
يومين من اغلاقها ، طالب باعادة كافة التراخيص الصحفية الصادرة عن
وزارة الاعلام باعتبار الاخيرة غير قادرة على حمايتها .
الصحافي فايز ابو شمالة مراسل (BBC)
طالب بوضع خطة معده سلفاً لمواجهة سلسلة الانتهاكات التي يتعرض لها
الصحافيون . اما الدكتور غازي حمد مدير تحرير صحيفة "الرسالة"
الاسبوعية فدفع باتجاه رفع قضية امام محكمة العدل العليا
الفلسطينية للنظر في الاعتداءات على الصحافيين ، وطالب كل من قاسم
الكفارنة وعبد السلام شحادة بضرورة سحب التعهدات التي فرضتها
السلطة على الصحافيين اثناء الاعتقال وان تقوم الجهات الرسمية
بالاعتذار للرابطة عما تسبب به اجهزة السلطة في تكميم الأفواه
واعادة الاجهزة وشرائط الفيديو وافلام التصوير .
الى ذلك اصدر التلفزيون الفرنسي قراراً بتعليق نشاطاته الإعلامية
في قطاع غزة احتجاجاً على سياسة قمع الحريات الصحافية . كما بعثت
رابطة الصحافيين الاجانب برسالة الى رابطة الصحافيين عبرت فيها عن
حزنها العميق بسبب اغلاق مكتب ال (AP)
الذي يعتبر المكتب الرئيسي في مناطق السلطة الفلسطينية .
وكانت شرطة المباحث الجنائية قد اعتقلت ثمانية صحافيين بتاريخ
18/12/98 خلال تغطيتهم لمسيرة جماهيرية تضامناً مع الشعب العراقي
الذي امطرت بلاده صواريخ اميركية
–
بريطانية ، والصحافيون الثمانية هم :-
1. زكريا التلمس ، نقيب الصحافيين في غزة ويقوم
بتغطية صحيفة للتلفزيون الالماني .
2. محمد الحجوج ، مصور التلفزيون الالماني .
3. راشد رشيد ، مصور التلفزيون الالماني .
4. طلال ابو رحمة الذي كان يغطي لوكالة (CNN)
.
5. خالد ابو كويك (ABC)
.
6. عبد السلام ابو عسكر صاحب محطة بث تلفزيونية .
7. فتحي صباح مراسل مجلة الحقيقة .
8. حسام التيتي عن (ABC)
.
وقد تم احتجازهم اربع ساعات وارغموا على توقيع تعهد بعدم التصوير
او البث لاي مادة تسيء الى السلطة الفلسطينية .
وافاد زكريا التلمس في تصريحات خاصة ، ان العقيد طلال ابو زيد
مسؤول البحث الجنائي طلب منه بصفته نقيباً للصحافيين عدم نشر أي
مواد صحفية تتعلق بحرق العلم الاميركي ، اعتبرها تمس بالامن القومي
الفلسطيني ، من جانبه قال الصحفي محمد الجحجوح الذي تعرض للضرب من
قبل احد عناصر البحث الجنائي اثناء اعتقاله ان احد الضباط سأل عن
عدد المرات التي صورت فيها العلم الاميركي وهو يحترق ، وطلب الشريط
الذي يظهر هذه الصور .
في ليلة 18/12/98 قام افراد من اجهزة الامن بوضع الشمع الاحمر
على محطات البث التلفزيوني وهي المحطات الوحيدة التي تقوم بنقل
الاحداث المختلفة وعرضها الى العالم الخارجي ، وهذه المحطات هي :
1. مكتب "الاسيوشيتد برس" ويديره نيقولاس تيتو .
2. مكتب غزة للاقمار الصناعية ويديره عبد السلام
ابو عسكر .
3. مكتب القدس للانتاج الاعلامي ويديره ابو ياسر
المبحوح .
على ذات الصعيد قالت الجبهة الشعبية في بيانين صدرا عنها عقب
مهرجان اقامته بمناسبة انطلاقتها السنوية الواحدة والثلاثين ان ما
قامت به شرطة المباحث الجنائية هو اعتداء واضح على حرية الراي
والتعبير وحرية الصحافة وتضرب أسس العملية الديمقراطية من جذورها
وهو اجراء مناف لقانون المطبوعات والنشر لعام 1995 .
في بيانها الثاني قالت الجبهة الشعبية "دعوة على فنجان قهوة" في
مكتب العميد طلال الو زيد تحول مساء 18/12/98 الى اعتقال كل من
جميل المجدلاوي عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية ، وكايد الغول
عضو اللجنة المركزية ، والدكتور رباح مهنا ووليد الغول ، وذلك يقول
البيان على خلفية مهرجان مرخص اقامته الجبهة الشعبية .
وفي بيان لحركة الشبيبة الصحفية في فلسطين استنكر قيام عناصر غير
مسؤولة من الشرطة باعتقال الصحافيين ، واوضح البيان ان هذا التصرف
هو الثاني خلال شهر ونصف الشهر ، ويشكل تناقض لقانون المطبوعات
والنشر .
موقف منظمات حقوق الانسان
فيما اعربت الهيئة الفلسطينية المستقلة لحقوق المواطن عن استنكارها
وغضبها للاجراءات غير القانونية بحق الصحافيين ، واعتداء على حرية
التعبير وان وانتقاصاً واضحاً في مكانة القضاء ، واوضح بيان
الهيئة ان محطات التلفزة والاذاعة التي تم اغلاقها في الضفة حائزة
على تراخيص من وزارة الاعلام ، وان قرارات الاغلاق لا تستند على أي
اساس قانوني واشارت الهيئة الى اغلاق محطات التلفزة في بيت لحم
ورام الله وتلفزيون وطن والنصر والرعاة والمهد ، واذاعتي الحب
والسلام والمنار .
وطالب المركز الفلسطيني لحقوق الانسان في بيان خاص بهذا الشان
بضرورة اعادة احترام الحريات الصحفية وقانون المطبوعات والنشر
واوضح البيان ان الشرطة لا تملك حق اغلاق مكاتب صحفية بموجب المادة
رقم (42) وطالب المركز برفع القيود المفروضة على الصحافيين وضمان
ممارستهم لعملهم بحرية والحفاظ على كرامتهم .
تجد الاشارة الى انه لم يصدر عن السلطة أي موقف بشان الخطوات
الاحتجاجية التى عبر عنها الصحافيين ونقابتهم .
الباحث الميداني : ماهر فراج
تاريخ الافادة: 11/12/1998
*** |