إغلاق تلفزيون المهد واعتقال مديره الإداري بيت ساحور

تلفزون المهد أنشأ قبل ما يقارب الأربعة إلى الخمسة أعوام، وهو تلفزيون اجتماعي ترفيهي خاص ويغلب عليه الطابع الترفيهي من أفلام ومسلسلات، وأغاني وأخبار بسيطة محلية ودولية ويهتم بتغطية أحداث الشارع الفلسطيني عموماً وما يجري في بيت لحم خصوصاً وأكبر دليل ما جرى في انتفاضة الأسرى الأخيرة حيث كانت المحطة وببث مباشر تغطي الأحداث كاملة وعلى مدار الساعة.

وهذه المحطة يديرها شخص اسمه سمير قمصية حيث أنه يذكر لنا الآن كيف اعتقل وأغلقت محطته.

يقول أنه وبعدما أغلقت السلطة الفلسطينية تلفزيون وطن في رام الله وبدون ابداء أية أسباب قانونية تبرر هذا الإغلاق قرر اتحاد المحطات الخاصة الاجتماع لاتخاذ إجراءات تضامنية مع تلفزيون وطن والمطالبة بإعادة فتحه.

وبتاريخ 23/5/00 اجتمعت الهيئة الإدارية للاتحاد والتي يرأسها سمير قمصية (مدير تلفزيون المهد) واتفقوا على إصدار بيان للرأي العام في الصحف المحلية يتضمن بنود أساسية أهمها المطالبة بسيادة القانون والرجوع إلى القضاء في الإشكاليات والامتناع عن سياسة الإغلاق وأن المرجعية الوحيدة للمحطات التلفزيونية هي فقط وزارة الإعلام وليست وزارة الداخلية.

وقرروا أيضاً وقف البث في المحطات الخاصة جميعها لمدة نصف ساعة تضامناً مع تلفزيون وطن.

وصدر هذا البيان في الصحف اليومية بتاريخ 23/5/00 وكان يحمل توقيع سمير قمصية بصفته رئيس اتحاد النقابات الخاصة للمحطات الخاصة.

ولكن هذا الأمر لم يرق للسلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية وقاموا بتحريض واسع النطاق لدى الشخصيات المهمة في السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية على أساس أن سمير قمصية رجل سلطة وها هو الآن يتعتز بعمله الخاص ويكشر عن أنيابه ويهاجم السلطة في الصحف ويحرض على الأجهزة الأمنية.

في خضم هذه الأمور والاتصالات حضر إلى تلفزيون المهد وبتاريخ 1/6 مجموعة من رجال المباحث الجنائية ويحملون معهم أمراً باعتقال سمير قمصية وإغلاق المحطة بالشمع الأحمر دون إبداء أي سبب يبرر هذا الإغلاق أو الاعتقال سوى كلمة واحدة وهي أن هناك أوامر عليا لا يمكن لنا سوى تنفيذها.

حينها استسلم سمير قمصية لهم واقتادوه إلى المقاطعة وبدأوا معه تحقيقاً على فحوى البيان الذي أصدره بتاريخ 23/5/00 فأجابهم أن هذا البيان أصدره الاتحاد وأقرته الهيئة الإدارية وأنه هو فقط رئيس الاتحاد.

وانه لم يطالب بشيء يضر السلطة، ويخالف القانون ولكنهم أصروا على هذا البيان يفسر بأنه تحريض على السلطة في الوسائل الإعلامية لمشروعه واستمرت عملية التحقيق هذه ثلاثة أيام وهو محتجز في مكتب المحققين في المباحث الجنائية وسألهم سمير أنه كان على سبيل الفرض أنه أخطأ فما هو ذنب تلفزيون المهد ليغلق فقالوا له أوامر علينا كعقوبة على ما فعلت.

حينها وصل أخ له (سمير) يدعى مكرم وبرفقته حنان عشراوي إلى سيادة الرئيس وتمكنوا من مقابلته وحاولوا اقناع الرئيس بأن سمير لم يقصد ما تم تفسيره في البيان وأوضحوا له أن سمير رجل مناضل وموالي للسلطة ولا يمكن يعارضها في الصحف وأن الرئيس على معرفة شخصية به فأصدر قرار على الفور بالإفراج عن سمير وأبقى محطته مغلقة.

وبتاريخ 3/6/00 تم الإفراج عن سمير قمصية وإعادته إلى بيته وأولاده وحيث أنه قال أنه لم يتعرض لأي إساءة أو إهانة أو تعذيب في أثناء التحقيق ولكن منعت عنه زيارة المحامي أو إجراء الاتصالات الهاتفية وأنه لم يوضع في زنزانة أو غرف السجن وسمح لأهله بإحضار الطعام والملابس إلى السجن وهو يقول أنه لولا نشاط أخيه وأصدقاؤه الشخصي لما خرج من السجن حيث أن هذه العملية كانت مدبرة له ومحاكة بشكل جيد وأنه الآن ينتظر قراراً من الرئيس بفتح المحطة وإعادتها للبث لجمهورها المتلهف لعودتها إلى البث. وما زالت حتى كتابة هذه الكلمات مشموعة بالشمع الأحمر بانتظار رحمة سيادة الرئيس.

ويقول سمير قمصية أنه إذا لم تفلح الأمور الودية والاسترحامية فإنه سوف يلجأ إلى القضاء في آخر لحظة لآن قرارات القضاء هذه الأيام من الصعب تنفيذها إذا كانت تتعارض مع مصالح السلطة.

بيان هام

 

عقدت الهيئة الإدارية للاتحاد العام لمحطات الإذاعة والتلفزيون الخاصة في فلسطين اجتماعاً هاماً يوم الثلاثاء 23/5/00 في مقر تلفزيون وطن في رام الله والمغلق بقرار من السلطة الوطنية دون ابداء أية أسباب لهذا الإغلاق كما هي العادة في حالات سابقة عديدة. وقررت الهيئة الإدارية ما يلي:

1- وقف البث مدة نصف ساعة في جميع محطات الإذاعة والتلفزيون تضامناً مع تلفزيون وطن واحتجاجاً صارخاً على مبدأ الإغلاق.

2- يؤكد الاتحاد العام للمحطات أن المرجعية الوحيدة استناداً إلى قرار مجلس الوزراء الموقر هي وزارة الإعلام.

3- يطلب الاتحاد العام بكل وضوح من السلطة الوطنية الالتزام بالقوانين واعتماد القضاء المرجعية القانونية لمعالجة أية مخالفة.

4- يؤكد الاتحاد العام الدور الوطني المشرف التي تقوم به هذه المحطات لخدمة قضايا شعبنا العادلة، ونعلن تضامننا الكامل مع أسرانا في سجون الاحتلال.

5- يثمن الاتحاد العام موقف ومساندة المؤسسات الوطنية والشعبية المختلفة والشخصيات التي عبرت عن تضامنها ووقوفها إلى جانب المحطات ومعارضة لسياسة الإغلاق.

6- نطالب فخامة الرئيس الأخ أبو عمار  رئيس دولة فلسطين بالتدخل من أجل فتح محطة وطن ومنع سياسة الإغلاق نهائياً التي نرى أنها تسيء إلى الديمقراطية الفلسطينية.

 

معاً وسوياً حتى تحرير القدس الشريف وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

سمير قمصية

رئيس الاتحاد

6/6/00

الى صفحة جرائم السلطة

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع