معطي الإفادة وليد عبد العزيز السويطي 30 سنة متزوج و له 4 أولاد المهنة موظف بلدية دورا الخليل يقول وليد انه و بتاريخ 19/9/2001 وبينما كان أخوه عيسى يعمل جنديا على حاجز الأمن الفلسطيني في منطقة الحاووز في مدينة الخليل، تواردت الأنباء عن استشهاد أخيه. هناك توجهنا جميعًا الى مشفى عالية الحكومي لاستطلاع الأمر وفعلاً كان أخي مستشهدا بعيار ناري إصابة في الرأس، والكل يقول أن أصابه أخي عيسى كانت أثناء اشتباك مسلح مع قوة عسكرية إسرائيلية اقتحمت منطقة الحاووز من جهة، ووادي الهريه وعلى هذا الأساس احتسبناه شهيدًا عند الله، وقمنا في اليوم التالي في جنازة عسكرية بتشييع جثمان أخي الشهيد الى مثواه الأخير في دورا وافتتحنا بيت العزاء كالعادة. ولكن الملفت للنظر أن موقع الإصابة كان أعلى الرأس، وخرجت الرصاصة من اسفل الرقبة وكان الحديث يدور عن مقذوف ناري من الرشاشات الثقيلة وبعدها عن رصاصة مسدس (m16)، ولكن تبين فيما بعد أنها رصاصة مسدس (9 ملم ) وأطلقت من مسافة 60 سم، وهذا بناءً على تحليلات الأطباء في مشفى علية في مدينة الخليل، ومن بينهم الطبيب احمد ضحين الذي تحدث عن هذه الأمور بدون أي تشريح للجثة. وبعد مرور يومين على الحادث، بدأ الحديث في داخل العائلة أن الإسرائيليين لم تكن لهم أي علاقة بعملية القتل أو أن ظروف وملابسات العملية غامضة، بفعل أن جهاز الأمن الوطني فرض تعميما كاملا على الموضوع وبدأ باختلاق الإشاعات مثل أن الشهيد عيسى انتحر أو انه كان يلعب في سلاحه وخرجت رصاصه من سلاحه أدت الى قتلة، الى أن اضطرت العائلة لتدخل بكامل ثقلها من اجل فتح تحقيق في الموضوع وهذا الأمر كان بتاريخ 22/9/2001 وعلى غرار ذلك اضطرت الأجهزة الأمنية لتشكيل لجنه تحقيق في الحادث، وكانت لجنة خماسية مكونه من الأمن الوطني والاستخبار العسكرية والأمن الوقائي والمخابرات العامة وقوات أمن الرئاسة. وكان أول قرار للجنة هو اعتقال الجنود الذين كانوا على الحاجز وللوهلة الأولى تبين انهم حاولوا تمويه الموضوع، وخلط الأمر بدخول قوات خاصة للموقع ولكن مع بدء التحقيق اعترفوا جميعاً إن المدعو عماد صلاح سعيد فلفل ( 21 سنة ) من غزة هو الذي أطلق النار من مسدسه على الشهيد عيسى السويطي، و استنادًا لما جاء في إفادة المدعو عماد حيث انه كان مستلقيًا داخل الغرفة الأسمنتية المقامة على الحاجز، وجاء تلفون والذي أجاب عليه هو عيسى السويطي، وبعد أن أنهى عيسى الحديث مع المتصل أغلق الهاتف ووضعه عند رأس عماد الذي كان شبه نائم، ويضيف انه عندما اقترب عيسى ووضع (الموبايل ) نظر الى الجندي عماد نظرة تشاؤم واحتقار، وخرج عيسى ليجلس كما هو معتاد على طرف الشارع . وبعد دقيقة واحدة من ذلك رن جرس الموبايل مرة أخرى وأجاب عليه عماد، وإذا بها على حد قوله أخته وبعد أن تحدث أليها ما يقارب دقيقه واحدة خرج شاهراً مسدسة ووضعه في رأس عيسى السويطي وأطلق النار مما أدى الى مقتله. واستناداً الى هذا الاعتراف تشكلت بتاريخ 24/9/2001 محكمه أمن الدولة (عسكرية ) برئاسة القاضي فوزي عوده وعضوية عسكريين آخرين وقاموا باستجواب الجاني الذي أنكر قيام أي علاقة بين أخته الموجودة في جباليا والقتيل عيسى، ووصل القاضي أيضا الى استنتاج أن هناك أسباب أمنية خفية جدا تجاه هذا الموضوع، حيث أنِِ هناك أطراف تضغط على لجنه التحقيق وهناك شكوك أمنية عند العائلة حول الموضوع حيث تعتقد العائلة واغلبيه لجنة التحقيق أن الاتصال الأول كان من ضابط مخابرات إسرائيلي وعندما اعتقد عماد أن عيسى اكتشف مثل هذه العلاقة قام بقتل عيسى في أثناء اشتباك مسلح وحاول إلصاق عمليه القتل بالإسرائيليين. وعلى كل الأحوال، بعد مداولات استمرت حوالي ساعتين في محكمة أمن الدولة الفلسطينية صدر حكم بالإعدام رميا بالرصاص، ضد المدعو ( عماد صلاح فلفل ) أحد سكان جباليا و الذي يعمل جنديا في الأمن الوطني منذ 3 أعوام تقريبا. وجدير بالذكر أن العائلة لا تملك أي وثيقة تتعلق بالتحقيق أو بقرار الحكم أو بلائحة الاتهام وذلك بسبب التكتم الذي يفرضه جهاز الأمن الوطني. وعلى كل الأحوال، أن حكم الإعدام بحاجة للتصديق من الرئيس عرفات ويعتقد انه سوف ينفذ سريعًا هذه التعتيمات الإعلامية المشبوهة. اسم الباحث: رستم خلايلة 26/09/2001 |