الاسم: ماجد محمد عبد الله طافش العمر: 34 عاماً الحالة الاجتماعية: متزوج + أربع أفراد المهنة: خباز – في غزة حالياً، في شارع الغفري المخبز الحديث محل السكن: غزة – الزيتون ( مقابل مسجد مصعب بن عمير) اعتقلت في شهر حزيران 95، وخرجت في شهر أيلول من ذات العام 95، على ذمة جهاز المخابرات العامة، حضروا إلى المنزل ولم يجدونني وكان ذلك في الليل بعد 5 أيام في اليوم الذي دخل فيه عرفات غزة من تونس ذهبت إلى السرايا وسألت عن جهاز المخابرات، وأدخلوني، عندما استقبلوني من الخارج لم أرى ترحاباً كالذي قابلوني به، وبعد نصف ساعة من دخولي إلى قسم التحقيق، لم أعرف متى يحل الليل من النهار وحرمت من النوم لمدة عشرة أيام، وكان الكيس في رأسي والضرب ينهال علي وكل ذلك دون أن أعرف لماذا، خلال العشرة أيام كانوا يجبروننا على الوقف على قدم واحدة لمدة ليلة واحدة، وهل تستطيع تثبيتها، نعم من الخوف الذي أشعروني به، وكانوا يربطون أيدينا من الخلف في الحبال ويثبتونها، في ماسورة الحمام، وكان أطراف أصابعي – قدمي – تلامس الأرض، وبركبهم كانوا يضربوننا لأن الصدر في هذه الحالة يكون محني، وهناك غرفة في القسم الخاص تنزل لها تحت الأرض عبر الدرج. وكانوا يعرونني مع مجموعة من الأشخاص، والتعرية كلية وعدد الأشخاص كانوا اثنين وثلاثة. ويوم من الأيام عندما كنا عراه في ذات الغرفة كنا أربع أفراد، وكانت الدورية المشرفة يحرسون في ذات المردوان ومسئوليتهم الضرب، وأحدهم كان يهدد بنا بواسطة المسدس وأشهره على رأس أحد السجناء – وطبعا لا أحد يعرف منا الآخر – وخرجت رصاصة عندما كان يقول سأطلق النار عليهم انتم ناس لا تستحقون الحياة، واصطدمت الرصاصة في الحائط. وكانوا يضعون المسدس في الفم، وبعد حوالي (40) يوما من هذا الوضع والمعاناة تحولت كما علبة الدخان، وخلال ذلك كسرت قدمي اليسار وصدري يسيل منه الدماء وكذلك يخرج الدم من فمي، وكسرت قدمي عندما كنت مشبوح وأحدهم ضربني بقوة بقدمه وكسرت، وعندما كسرت لم يأخذونني على الطبيب ولم يتم تجبير قدمي لحوالي "15" يوما. وخلال ذلك كنت أصرخ ليل مع نهار وشاهدوني وأنا لا أستطيع الوقوف، وقالوا لا يستطيع أحد أن يدخل إلا ويعترف، وعلى ضوء ذلك اخترعت لهم قصص خيالية، منها أنني قتلت أربع أطفال، وبدءوا يخففون الضرب وفتحوا لي ملف، والقوني في الزنزانة، وشعرت أن شخصاً كان ينازع الموت ومات من عائلة جربوع، وبعد أن توفي أوقفوا التحقيق معنا جميعاً، واستبدلوا طاقم التحقيق واستلم العقيد ويدعي يوسف أبو عجوة، وأبدى بعض الاهتمام وعندما شاهدني أمر بإخراجي، وشاهدتني الطبيبة وأعطني أدوية واكتشفنا أنه ورم وبعد قضاء 90 يوم تم الإفراج عني، وأخذوا مني إفادة وطلبوا مني أن لا أقول أنني كنت في السجن وإنما في شغلي في إسرائيل أو أي مكان آخر، خلال هذه الفترة لم أقدم لأي محكمة، ولم يقدموا لي أي لائحة اتهام، ولم يوجهوا لي تهمة محددة، ولكنهم أحضروا بنت اسمها صباح الهركلي وقالوا أن لديها بيت دعارة وأنا كنت أتردد عليه، ومكثت هذه الفتاة في السجن لمدة سنة. وبعد ثلاث أشهر ويوم واحد عادوا ثانية لاعتقالي وكان ذلك بتاريخ 3/1/95 حيث حضرت قوة من المخابرات إلى البيت في الساعة الحادية عشرة ليلاً، وكنت أنا بين أطفالي، وأخرجوني وبعد أن قطعنا (50) متر كنت قبلها كما الملك وعندما دخلت السيارة، وهي سوبارو، وفور دخولي السيارة وضع أحدهم رأسي بين قدمي ولم يتوقف الضرب إلى حين وصلنا السرايا، وكان الكيس في رأسي، وعندما وصلت إلى هناك عرض علي قضايا مختلفة وطلب مني اختيار إحداها (أ) قتل هاني عابد، (ب) قضية مقتل ستة من صقور فتح، وطبعا دبسوني في هاتين القضيتين واستمر اعتقالي على هاتين القضيتين حتى تاريخ إفراجي 17/11/99. وخلال فترة التحقيق التي استمرت ثلاث أشهر متواصلة في أقبية تحقيق المخابرات استخدمت أساليب التعذيب كلها التي ذكرتها قبل قليل. وحتى الآن أنا لا أجمع، وأرى الشخص اثنين وأنا ضارب، من الضربات التي نزلت على رأسي ونظري تعبان، وبعد ذلك نقلوني إلى سجن غزة المركزي وواجهت معاناة قاسية عند الشرطة في السجن، وكانت الشرطة في الساعة الحادية عشرة ليلاً تحضر بالعصي وتدخل على الغرف والزنازين وينهالون علينا بالضرب وهذا كان يجري ليلة بعد الأخرى وكان مسؤول السجن، أبو محمد ذياب. وبتاريخ 17/9/99 أي في ذات اليوم الذي تم فيه الإفراج عني أخرجوني إلى محكمة أمن الدولة قرب السامر، وعرضوني على المحكمة وإذا تحدثت أنت أي شيء أنا تحدثت شيء، كيف اعتقلوني وكيف أفرجوا عني حتى الآن لا أعرف، والسؤال الوحيد الذي سألني إياه القاضي، إذا أرسل لك أي جهاز أمني فلسطيني فهل ستجيب أم لا ، قلت أنا تحت القانون وليس فوق القانون، وحكم بالإفراج ثم بالكفالة وقيمتها (4000) دينار أردني غير مدفوع. وبعد الإفراج عني طلبوا مني أن أذهب يومياً عندهم للمقابلات كل أسبوع يوم واحد وهو يوم السبت، في قسم مكافحة التجسس، وبعدها طلبوا مني أن أرجع كل شهر مرة، كل آخر شهر، وممنوع مغادرة البلد إلا بإذن منهم. ملاحظة مهمة لا أريد أن ينشر شيء ولا أذكر اسمي، لأنه إذا نشر شيء فإنني سأكون في بيت خالتي، وإذا مكثت هذه المرة 5 سنوات فإنني سأمكث المرة القادمة 25 عاماً. الباحث الميداني: ماهر فراج |