مصعد مشفى الوطني يتسبب في موت شاب من قرية راس عطية معطي الإفادة المرحوم: صلاح إبراهيم صالح عرار العمر: 37 عاماً الحالة الاجتماعية: متزوج ولديه (6 بنات + أولاد) المهنة: عامل في دكان لبيع مواد البناء العنوان: رأس عطية / قلقيلية وحول حادثة الوفاة أفادت زوجته بما يلي: أنا زوجة صلاح عرار وأدعى نهلة عبد الحفيظ إبراهيم عودة، وقد كان زوجي يعاني من عدة أمراض في الكلى والقلب والسكري، وفي العام 1993 أجريت في العاصمة العراقية بغداد زراعة كلية بعدما أصيب بفشل كلوي ومنذ ذلك الوقت ترك عمله في مجال الزراعة وعمل كعامل في محل لبيع مواد البناء وذلك بسبب عدم قدرته على العمل الشاق ولهذا عشنا في فقر مدقع إلا أن الأمر لم يخلو من مساهامات الأقارب وأهل الخير وكذلك الشؤون الاجتماعية. في الشهور الثلاثة الأخيرة من عمر زوجي ظهرت عليه أعراض مرض القلب علاوة على السكري، ومنذ ذلك الوقت عاش صلاح أوضاع صحية صعبة فصارع الموت مراراً . فقد كان يحس بآلام شديدة في الصدر وكانت نوبات الألم حادة تثير الشفقة عليه. لذلك واظب على زيارة الأطباء والمشافي الحكومية وقد تطلب الأمر نقله إلى المقاصد إلا أن الظروف المالية لم تسمح له بالعلاج في المقاصد وقد ناشد وزير الصحة ووكيل وزارة الصحة وآخرين يعملون في الجهاز الصحي الحكومي من أجل الحصول على تحويلة طبية من أجل دخول مشفى المقاصد لكن دون جدوى، فالفقراء ليس لهم ظهر وبالتالي فإن عليهم الانتظار حتى الموت. في 30/8/99 اشتدت عليه آلام مرض القلب – والسكر فأخذناه إلى المشفى الوطني في نابلس، وهناك أمضى ليلتين او ثلاثة فخرج من المشفى حين طلب منه الدكتور حسن حجازي ذلك والذي قال "أنت يا صلاح كويس، لازم تروح على البيت" وبالفعل غادر المشفى في 2/9/99 وكان في حالة نسبية أفضل من السابق إلا أنه خرج وكان الدم يسيل من فمه. لقد أمضى الليلة الأولى بعد خروجه من المشفى وكان في وضع معقول نسبياً، وفي حوالي الساعة 5:30 من صباح يوم 3/9/99 أفقت من نومي على صوته وكان يصرخ بأعلى صوته وكان يتلوى على الأرض من شدة آلام الصدر فاستدعيت إخوانه على عجل ثم أعطيناه الدواء اللازم، وكذل بعض الأقراص التي توضع تحت اللسان إلى أن خف نسبياً ثم اشتدت حالته واضطررنا إلى نقله إلى المشفى الوطني وكان ذلك بحدود الساعة الثامنة والنصف صباحاً، وهناك في قسم الطوارئ أعطي الأكسجين ثم وضعت إبرة في وريده وطلبوا منا ان نأخذه إلى الأقسام العليا توجهنا إلى المصعد الكهربائي فكان مفتوحاً إلا أنه كان معطلاً ومتوقفاً عن قصد فانتظرنا وجعلنا نبحث عن العامل المسؤول عن تشغيل المصعد وهذا العامل يدعي نزار لكن دون جدوى وبعد حوالي ثلث ساعة فارق صلاح الحياة، لقد فارق الحياة نتيجة إهمال العاملين في المشفى، نحن لم نكن نتوقع أن موته وحياته ستوقفان على المصعد، لم يكن بمستطاعتنا حمله إلى الطوابق العليا وذلك لأنه كان يتألم بشكل غير عادي ولو كنا نعرف أن المصعد سيكون السبب في موته لأجبرنا أنفسنا وحملناه بغض النظر عن صراخه، وهكذا كانت قصة مقتل صلاح، لقد قتله الإهمال واسترخاص حياة الفقراء. |