لقاء مع أحد معلمي المدارس الثانوية الحكومية

المدرس الثانوي الذي رفض إعطاء أسمه وهو يعمل في فرن (خباز) في منطقة رام الله بالإضافة إلى عمله في التدريس لديه أسرة مكونة من خمسة أشخاص هو وزوجته بالإضافة إلى ثلاثة أولاد.

إن دخلي من المدرسة حوالي 1500 شيكل شهرياً وأعمل في المدرسة من الساعة (2-11) لغاية الحادية عشرة ليلاً وأعمل في المخبز مقابل دخل شهري ب 1200 شكيل وذلك لأن أجري من المدرسة غير كافي بسبب أجرة السكن والكهرباء والماء ... إلخ وجميع أولادي في المدارس، كل هذه المصاريف لا يمكن لدخل المدرسة أن يغطيها لذلك أعمل إضافي وبالطبع المعاشين مجتمعين غير كافيين لإكفاء الحد الأدنى من المعيشة، فالبكاد أن يكفي المعاش.

إلا أنني أضطر أعمل رغم الإرهاق والتعب إلا أنني أفضل أن أعمل بدل الشحدة من الناس، ولكن هذا طبعاً يؤثر على أدائي في المدرسة، ليس فقط أنا بل الكثير من المدرسين الذين يعملون عمل إضافي إلى جانب التدريس، فالبعض يعمل كسائق سيارة والآخر في مطعم وثالث في الكازية، حتى لا يكاد أن يوجد شغل لم يدخله المعلم وبالتالي على صعيدي الشخص عندما أحضر إلى المدرسة بعد أن أكون قد عانيت من الإرهاق والتعب، هذا يؤثر على نفسيتي كمعلم، ويؤثر على أدائي،ويأخذ العمل الثاني وقتي فلا أستطيع أن أحضر بشكل جيد دروسهم، فقد يأتي طالب ليشتري خبز من المخبز ويشتري مني ولكن لا يؤثر علي ذلك لأن الطلاب يعرفون أوضاعنا (كمعلمين) فلا يوجد حل ثاني سوى العمل حتى نعيش قد يؤثر ذلك على الطلاب أنفسهم فالنظرة للمعلم تتغير، حينما يرون ظروف المعلم صعبة لا يصبح للطالب حافز للدراسة، فيقول أحسن ما أصبح أنا كطالب معلم- أفضل أخرج من المدرسة وأصبح عامل لأن المعاش أفضل للعمال من المعلمين – ليس فقط نظرة الطلاب بل نظرة المجتمع أيضاً تتغير للمعلم فهم يقولون للمعلم

 

الى صفحة جرائم السلطة

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع