الإفراج عن المدرسين أعضاء لجنة التنسيق العليا

في حوالي الساعة الثالثة من فجر يوم السبت 26/4/1997 أفرجت السلطة الفلسطينية عن أعضاء لجنة التنسيق العليا لمعلمي ومعلمات المدارس الحكومية في محافظات الوطن بعد اعتقال دام أكثر من خمسة أيام، وكانت السلطة الفلسطينية قد اعتقلت ما يزيد على خمسة عشر مدرسا من الضفة الغربية يوم 21/4/1997.

وتجدر الإشارة إلى أن الاعتقال صدر على خلفية إضراب المعلمين وقد صدر عن النائب الفلسطيني العام.  ففي جنين اعتقلت السلطة الفلسطينية ثلاثة مدرسين هم رشيد خالد منصور وخالد أبو علي وهما من لجنة التنسيق وسليمان زريقي ويعمل مدرسا في مدرسة فقوعة الثانوية وهو ليس عضوا في لجنة التنسيق، وفي اليوم التالي من الاعتقال مدد المدعي العام مدة توقيف الثلاثة بأربعة عشر يوما بحجة أن المدرسين الثلاثة ارتكبوا مخالفات قانونية محظورة على رأسها المس بالمصلحة العامة وعدم القيام بالواجب دون إذن بين الرؤوس ثم نقل المدرسين الثلاثة إلى أريحا وهناك تم التأكيد على التوقيف مدة 14 يوم.

في أريحا وصل عدد المدرسين المحتجزين أربعة عشر شخصا وفي البدء وضعوا في جناحين وسط المحتجزين الجنائيين ثم فصلوا عن الجنائيين بعد احتجاج.

وعلى كل حال لم تسمح السلطات الفلسطينية بزيارة المدرسين من قبل أفراد أسرهم أو ممثلين عن مؤسسات أهلية وشعبية وطوال فترة الاحتجاز كان يصل لهم أشخاص وممثلون عن السلطة كانوا يحاورونهم حول أفكار للخروج من أزمة الإضراب وفي بادئ الأمر عرض على المدرسين الإفراج مقابل وقف الإضراب في سائر مدارس الضفة إلا أن المدرسين رفضوا هذه المقايضة بوصفها تمثل ضغطا غير متوازن وهم رهن الاعتقال.

تجدر الإشارة إلى أن  وزير التربية والتعليم كان اصدر قرارا بوقف أكثر من سبعة عشر مدرسا أعضاء لجنة التنسيق عن العمل وبلغوا بكتب رسمية من خلال التربية والتعليم في يوم 3/4/97 وقد ألغي القرار في يوم 4/4/97 بموجب قرار صادر عن مجلس الوزراء في يوم  4/4/97 وقد بلغ المدرسون بإلغاء قرار كف اليد عن العمل في يوم 12/4/97

تجدر الإشارة إلى أن أعضاء لجنة التنسيق العليا وفي يوم السبت 26/4/97 عقدوا اجتماعاً وعلقوا الإضراب مقابل استنفاذ الحوار والخطوات التضامنية إلى أن تستجيب السلطة الفلسطينية لمطالبهم ، تجدر الإشارة إلى أن اعتقال المدرسين ووجهة بغضب واستنكار شعبي واسع.

 

الباحث الميداني: عز الدين


لقاء لجنة التنسيق العليا للمعلمين مع الرئيس ياسر عرفات

في 14/4/97 جرى مساء ذلك اليوم لقاء ما بين ممثلي اللجنة العليا للمعلمين مع رئيس هيئة الاستعلامات العامة (الاستخبارات العامة) زياد عبد الفتاح وبعد مداولة ونقاش طرح عرضا من قبل بترتيب مع الرئيس مفاده " أن يقبل المعلمين منحة بمقدار (100) شيكل عيدية" ورد عليه المعلمين أن هذا العرض استهتار بالمعلمين ومطالبهم، وطالب المعلمون بأن تكون هذه المنحة بمثابة علاوة بنسبة 10% تقبض على المعاش، إلا أن زياد عبد الفتاح لم يعطي رداء على ذلك وإنما وعد بأن يناقش هذا الطلب  مع الرئيس ووعد بترتيب لقاء مع الرئيس في أقرب فرصة وقام بتدوين أسماء وأرقام هويات المعلمين بحجة أنه سوف يعمل على إصدار تصاريح لهم بهدف لقاء الرئيس بغزة.

الجدير ذكره أن زياد عبد الفتاح كان قد صرح لوكالات الأنباء في ضوء هذا الاجتماع أن قضية المعلمين في طريقها للحل.

حوالي الساعة السادسة مساء يوم السبت الموافق 19/4/97 جرى لقاء في مقر وزارة التربية والتعليم في رام الله ما بين الرئيس أبو عمار ومندوبي لجنة التنسيق العليا للمعلمين وكان عدده  23 عضو وجرى اللقاء كالتالي:

بينما كان المعلمون يجلسون خلف طاولة مستدير في انتظار الرئيس وحوالي الساعة السادسة والثلث دخل الرئيس إلى القاعة وتبوأ مكانا متوسطا حيث وقف المعلمون احتراما وترحابا به، وبينما هم واقفون باشر الرئيس بقوله وهو واقفا أيضا "أن مش مسلم على حد، أنا مش طايق أبص في وجوهكم، أنا زعلان منكم يا معلمين، إضرابكم جاء في الوقت الصعب، أنا مزنوق من جميع النواحي، مزنوق سياسياً ، اقتصاديا، أمريكيا، نتنياهيا، أولاد ****** بالخليج العربي لي عليهم حوالي 1.5 مليون دولار حاجبينها عني لغاية الآن.

وولاد ****** في أمريكا وقفوا المساعدات، وعقيد ليبيا كذلك، وأنا أعطي الفلسطينيين في لبنان وسوريا ، والعراق ، وتونس، وعندي الصحة والدوائر الحكومية الثانية، فأنا مزنوق، بألولكوا تدّرسوا ولا عمركم لتدرسوا، تضربوا، تعلقوا، لكل حادث حديث، دول ولاداكم وأنتوا وإياهم بطيخ يكسر بعضه، يا إخوان احنا كلنا في خندق واحد، كلنا نعاني، كلنا نعاني (رددها أربع مرات)، حينها قاطعته قائلاً عفوا يا سيادة  الرئيس الحقيقة إننا لسنا كلنا نعاني وإنما طبقة الموظفين والعمال المسحوقين هي تعاني، ولكن توجد طبقة أخرى في الأبراج العاجية معاشاتهم تتراوح بين (18-20) ألف شيكل ويخصص لكل واحد منهم سيارة وبلفون ، وخدم وما إلى ذلك، لدرجة أن أبناءهم يستقلون بسياراتهم ويجوبوا شوارع رام الله والبيرة ويباهوا أولاد الغلابى والمساكين وهؤلاء هم الذين يأكلون خيرات البلد، وعليك أن تعرف يا سيادة الرئيس أن توجد في البلد طبقتان واحدة مسحوقة وأخرى مرفهة، في هذه اللحظة أدار وجهه لوجهي حيث كنت بجواره مباشرة وقبل ذلك سأل نعيم أبو الحمص عني ثم قال الرئيس (ابتعرف يا خميس مين دول، وبتقدر تسجلهم على ورقة) فأجبته أنا مش مسؤول افتش على الناس وهذه مسؤوليتك كرئيس دولة لتصحيح المسار والاعوجاج، ثم قال  سائلاً (كم معاشك يا خميس أجبته أتقاضى 1500 شيكل بخدمة 28 سنة درجة رابعة  ولدي عائلة 13 فردا والمعاش لا يكفي عشرة أيام.

فقال يعني أنت بتقبض خمسمائة دولار فغني بعبك يا خميس، بص للحمير دول وهو يشير للضباط الموجودين خلفه، وقال موجهاً سؤاله للضابط أد أيه بتقبضوا يا حمير، فرد عليه أحدهم  سيدي أربعمائة وخمسون دولار، حاضر سيدي أمرك سيدي، ثم أضاف أبو عمار (مش بس كده احنا عندنا أطباء بنشغلهم ب 500 شيكل، فاقترح عليه الطيب عبد الرحيم الجلوس فرفض، ثم تحدث معلم آخر قائلا يوجد في أجهزة الدولة ثلاثة آلاف مدير عام مع سيارات وبلفونات ...إلخ علماً أنه يوجد بالصين التي تعد 600 مليون فيها 6 مدراء فقط، في هذه اللحظة سأل الرئيس د.نعيم  أيه ده في عندنا هذا الكلام (3000) مدير عام فأجابه د.نعيم ليس بالضبط وإنما يوجد      (1800) فقط بعدا بدأ الرئيس بتشريح الحاشية المرافقه له قائلاً للطيب عبد الرحيم: ابعثوا لي أبو كرش ده، قلت أيه يا طيب للمعملين قلتله  إني أريد أن أعطيهم عيدية 100 شيكل ثم التفت نحونا قائلاً إخواني معنديش ولا ملين تدرسوا لعمركم تدرسوا.

ثم قال موجهاً حديثه لزياد عبد الفتاح بصوا لأبو راس كبير، اد الطنجرة قلت أيه يا أبو راس للمعلمين، أولتلهم أنا ححول العيدية لنسبة في المئة، بتكذب على لساني يا زياد، ثم وجه حديثه نحونا (المعلمين) يا  إخوان ما فيش ولا مليم أحمر تضربوا ولا عمركم لا درسوا لكل حادث حديث دول ولادكم بطيخ يكسر بعضه.

ثم وجه حديثه للمحافظ وقال "بصوا لأبو عضلات مفتولة ده اللي بستعرض عضلاته أو فاردلي جناحاته وعامل غطاء جوي على معلمين، بدال ما يعظهم ويعقلهم.

ثم استرسل حديثه على هذا النحو شتائم وإهانات للحاشية والحكومات العربية.

بعد ذلك تدخل أحد المعلمين ويدعى خالد أبو علي قائلاً: ومستعرضاً وضع المعلم منذ الاحتلال الإسرائيلي عام 1967 وحتى لغاية عقد هذا الاجتماع ووضح خلالها قساوة الاحتلال على المعلمين ونتائج ذلك على العملية التربوية والتعليمية الفلسطينية ومستعرضاً الآمال التي علقها المعلمون بعد مجيء السلطة الفلسطينية والتي كانت عليه في عهد الاحتلال.

خلال هذه الكلمة همس أحد المعلمين في إذن الطيب عبد الرحيم ويدعى رشيد خالد قائلاً له "طمئن الرئيس فالمعلمون سوف يعلقون الإضراب" وفوراً اقتنص هذه الجملة "الطيب" وقاطع الأستاذ الذي يتحدث وقال "يا أبو عمار لا تزعل فإن المعلمون سوف يعلقون الإضراب" ولوحظ انفراج على وجه الرئيس وارتسمت بسمة على وجه الرئيس وارتسمت بسمة على محياه وقال موجهاً حديثه للأستاذ الذي كان يتحدث سأئلا إياه "صحيح يا أستاذ سوف تعلقون الإضراب" في هذه اللحظة أحرج الأستاذ ولم يكن أمامه مجالاً إلا أن قال "نعم" حينها  قال ابو عمار "حسنا الله يعطيكم العافية والسلام عليكم" وخرج دون نقاش أو غيره وقام بالسلام على المعلمين وخرج.  في هذا الوضع الذي انتهى إليه الاجتماع خرج الرئيس وأفراد السلطة على اعتبار أن الإضراب سوف يعلق، بينما المعلمون لم يكن ذلك وراداً في نيتهم دون تحقيق مطالبهم.

وبالفعل اجتمع المعلمون صباح اليوم التالي الأحد واتخذوا قرارا بالإضراب لمدة يومان يتم خلالها استشارة القاعدة ، وتم توزيع بيان بهذا الخصوص.

وفي ضوء هذا القرار تم استدعاء عدد من المعلمين بعد ظهر  يوم الإثنين بتاريخ 21/4 من قبل جهاز المخابرات الفلسطينية وتم اعتقال بعضهم من منازلهم وقراهم والبعض الأخر بواسطة استدعاء رسمي بمذكرات رسمية.  وتم احتجاز 11 معلم من رام الله  و 14 معلم من باقي الألوية وتم احتجاز معلمي رام الله  لدى جهاز المخابرات بالمقاطعة بينما معلمي باقي الألوية تم احتجازهم في أريحا ويذكر أن معظم المعلمين أعضاء لجان تنسيق للمعلمين. هذا ولم يجري اعتقال معلمي منطقة الخليل. ولم يبلغ عن أي سوء معاملة للمعتقلين وإنما معاملة فيها نوع من الاحترام والأخوة ولم يبلغوا عن سبب الاعتقال ولم توجه لهم أية تهمة وإنما أعلموا بأن اعتقالهم بأمر من الرئيس.

وصباح اليوم التالي الثلاثاء قامت وحدات من أجهزة الأمن الفلسطينية باقتحام عدد من المدارس وقاموا بجمع الطلاب وإدخالهم إلى الصفوف والطلب من المعلمين الالتزام بالدوام ومن لا يريد ذلك عليه الانصراف لمنزله.

ومن كان يخالف كان يجري اعتقاله وتم اعتقال ما لا يقل عن ثلاث معلمين ولم يمكثوا سوى ساعات قليلة فقط بهدف الضغط عليهم.

وأعلم أنه جرى في بعض المدارس مشادات كلامية على شاكل ما حدث في مدرسة عزيز شاهين حيث أصيبت ثلاث معلمات بحالة من التوتر الشديد والانهيار العصبي نقلن إثرها إلى مشفى رام الله وهن حياة المصري، وحنان العقاد، خيرية ناصر الدين، وأدت محاولات الضغط هذه إلى خلخلة وبلبلة مواقف المعلمين.

في الوقت نفسه حاولت وسائل الإعلام الفلسطينية لعب دور رئيسي وهام في امتثال إضراب المعلمين من خلال إعلانها بأن المعلمون قد علقوا إضرابهم وأنه تم حل الأزمة ودعت الطلاب للالتزام في مقاعد الدراسة مما أدى إلى تسيب وضع المعلمين وخلق بلبلة في صفوفهم.

وفي 23/4 الأربعاء تم اقتياد المعلمين إلى مكتب المحافظ وكان هناك العميد جبريل الرجوب والحاج اسماعيل جبر فيم كتب المحافظ وذلك في ساعات ما بعد الظهر واستغرق الاجتماع فقط حوالي ربع ساعة وأبلغوهم بأنهم قاموا بجمع المعلمين ومدراء المدارس في مدرسة بنات البيرة الثانوية وتم نقلهم إلى المدرسة المذكورة بهدف أن يتم عقد اجتماع ما بين اللجنة والقاعدة وأن يتفقوا فيما بينهم على قرار تعليق الإضراب، ولم يحضر هؤلاء الضابط الاجتماعي والذين استغرق من الساعة الرابعة حتى السادسة مساء ، والجدير ذكره ان المعلمين والمدراء الذين تم إحضارهم للاجتماع لم يكونوا اساساً من الذين يدعمون خطوات الإضراب ولجنة التنسيق.

وفي الختام دار جو من التشويش وبعيد عن الروح الديمقراطية تحت الابتزاز والضغط من قبل الضباط السابقي الذكر، حيث أبدى جبريل الرجوب نوعاً من التوتر قائلا: إحنا نترجاكم وهل تريدوا أن نقبل أحذيتكم، إحنا مش معترفين  فيكم ولا في لجنتكم، ومن هو الذي انتخبكم وغيره من الحديث بشكل عصبي.

فرد عليه خميس: طالما إنكم لا تعترفون بنا فلماذا تحضرونا للتفاوض معنا فالأولى  أن تعيدنا للسجن الذي أحضرتمونا منه، وهم خميس بالانسحاب من الاجتماع وتبعه آخرين.

حينها قال جبريل بعصبية وصوت عالي "هل خمسة كنادر عاملين حالهم لجنة تنسيق صاروا يحلوا ويربطوا في البلد في هذه اللحظة تدخل الحاج اسماعيل وحاول تهدئته، وتكلم الحاج اسماعيل بكلمات لطيفة وناشد المعلمين حل الأزمة واعداً في حل فك الإضراب أن يتم النظر في مطالبهم بروية وتأني.

ثم طلب خميس من الحاج صياغته وعده في بيان مشترك وتم التوقيع  عليه من قبل المحافظ وثلاثة من أعضاء لجنة التنسيق (مرفق نسخة من الاتفاق) والذي ينص على تحقيق أو الالتزام بالأمن والأمان الوظيفي للمعلمين وان تستأنف اللقاءات بين لجان المعلمين والجهة الرسمية وتابعة مطالب المعلمين وتنفيذ الممكن منها والعمل على بناء جسم نقابي للمعلمين بالمدارس الحكومية.

مع الالتزام بإطلاق سراح المعلمين المحتجزين، وتم إعادة المعلمين للمقاطعة وتم تجهيزهم لإطلاق سراحهم إلا أن إدارة السجن لم يكن بمقدورها إطلاق سراحهم بدون إذن او أمر من القيادة غير أن أمر إطلاق سراحهم لم يأتي مباشرة وجرى تعطيله من قبل الرئيس لغاية الساعة الثانية عشرة منتصف الليل صباح يوم السبت 26/4/97 أي بعد يومان ونصف من الاتفاق تم إحضار أمر الإفراج وأطلق سراحهم.

هذا وقد تم تسليم الجميع بطاقاتهم الشخصية باستثناء بطاقة خميس صباح وتذرعوا بضياعها إلا انه استلم ورقة (وصل ) بضياع الهوية وعندما توجه خميس لإجراء معاملة استخراج هوية فوجد أنها تكلف خمسمائة شيكل فعاد إلى الشرطة وطلب من العمل ورقة تعفي من رسوم معاملة الهوية وبالفعل حصل على هكذا ورقة ، وبالفعل  تم إعطاؤه ورقة رسمية بإعفاؤه من رسوم المعاملة.

ملاحظة: معطي المعلومات خميس صباح اعتقال في نفس اليوم.

 

الباحث الميداني: إياد الحداد

تاريخ الإفادة: 21/4/ 97

 

** أجرى المعلمون استفتاءا في منطقة رام الله شمل 95 مدرسة في اللواء ويضم الاستفتاء 1513 معلم ومعلمة، وكانت النتيجة ما يلي:

1365                 مع الاستمرار في الإضراب

143                   مع تعليق الإضراب لكن ملتزمين بقرار الأغلبية

الى صفحة جرائم السلطة

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع