الإهمال وسوء التشخيص الطبي يودي بحياة مواطن من قرية عنزا في مشفى جنين المرحوم: هشام خليل محمد براهمة من مواليد: 1962 الحالة الاجتماعي: أعزب وكان يعاني من مرض عصبي مكان السكن: قرية عنزا/ جنين المهنة: بحكم مرضه فهو لا يعمل تلفون: 052/624988 توفي الشاب في مشفى جنين الحكومي نتيجة سوء التشخيص. وحول تفاصيل الحادثة التقينا أخيه هاشم الأستاذ في إحدى المدارس الحكومية وقدم الإفادة التالية: أنا أخ المرحوم هشام الذي كان يعاني من مرض نفسي – عصبي ذلك المرض المدعو بالشيزوفرينيا أي الانفصام في الشخصية، وقد سبق لأخي وأن ساءت حالته الصحية قبل سنوات وتعرض إلى جلطة في الساق اليسرى، وفي يوم 9/6/99. نقلت الشاب إلى مشفى جنين الحكومي وذلك بعد ظهور أعراض الإعياء الشديد واصفرار في الوجه ولهاث وتعرق شديدين إلى درجة أن جسده صار هزيلاً غير قادر على الوقوف، لقد أخبرت الأطباء لحظة وصولنا إلى قسم الطوارئ أنه ربما يعاني من أعراض جلطة وهي تلك الأعراض التي لازمته حين أصيب بها أول مرة، ومع ذلك لم يأخذوا برأيي وبعد أن فحصوه سريرياً قالوا أنه يعاني من نزيف حاد في المعدة، وهكذا أجروا بعض فحوصات الدم وغيرها لكنهم لم يعملوا له فحصاً لتخطيط القلب بالمطلق، ثم وعلى مدار يومين قاموا بعملية تنظيفات لمعدته وحسب معرفتي فإنهم لم يستخرجوا أي سائل ملوث أو دم من المعدة وهذا يعني أنه لا يعاني من النزيف الحاد كما يدعون، هذا على الرغم من أن معدته تعاني أحياناً من المشاكل لكنها عادية جداً وليست حادة. وفي صباح يوم الجمعة 11/6 أي بعد يومين ونصف على مكوثه في المشفى لم تتحسن حالته بل ازدادت سوءاً وقيل لنا أن بإمكانه تناول الشراب والطعام. لقد تعامل معه الأطباء والممرضون على أنه يعاني فقط من مشكلة النزف في المعدة وليس غير ذلك من الاحتمالات. وفي حوالي الساعة العاشرة ليلاً من نفس يوم الجمعة تركت أخي في سريره لبضع دقائق لإجراء محادثة مع الأهل وعلمت لاحقاً أنه استغل فرصة غيابي وذهب لقضاء حاجة في الحمامات. على كل عدت إليه ووجدت غرفته مغلقة ويحظر الدخول إليها وحين سألت قالوا "يسلم راسك". لقد توفى أخي بسبب سوء التشخيص فلو تمت عملية التشخيص جيداً لتعاملوا معه على أنه يعاني من الجلطة لما سمح له أن يغادر سريره أو القيام بأي حركة. لقد أكد أطباء المشفى أخيراً أن أخي توفي بسبب الجلطة لذلك تقدمت بشكوى إلى مديرية شرطة جنين وكان موقف مدير الشرطة سلبياً حيث رفض استقبال البلاغ وقال لي "العقيد لؤي" مسؤول الشرطة أن هذه ليست من اختصاص الشرطة فهي مشكلة إدارية وليست قضائية كما قال ثم تقدمت ببلاغ مساءلة إلى محافظ جنين. إن حادثة موت أخي ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، في ظل الإهمال وتردي أوضاع الجهاز الطبي في بلادنا حيث لا رقيب ولا حسيب. فالإهمال هنا يتمثل في عدم قيام الأطباء في وضع احتمال واحد وهو أن الحالة ربما سببها الجلطة فلو أجروا تخطيطاً للقلب لعرفوا الصواب خاصة وأن الجلطة أصابته بين الرئة والقلب وكانت حادة. § لقد رفضنا التشريح لأسباب دينية ولأسباب تتعلق بعدم ثقتنا في تشريح المشفى. § في الأيام التي تواجد فيها أخي في المشفى أدى إهمال الأطباء والممرضين إلى اختناق طفل حديث الولادة من قرية كفر راعي. عز الدين 24/6/99 |