مدير مدرسة يزور تحت ضغط مدير شرطة نابلس

الاسم:                          فتحي محمود داوود قاطوني.

العمر:                           57 سنة.

مكان السكن:                نابلس.. مخيم العين.

الحالة الاجتماعية:         متزوج وأب لعشرة أبناء.

المهنة:                         عمل لمدة 27 عاما في مجال التعليم وأنهاها مديرا لمدرسة ( قدري طوقان الثانوية) ومن قبلها كان مديرا لمدرسة الملك طلال الثانوية وهو استاذ لغة عربية.

في 27/ 11/ 1997م، تم فصل الأستاذ فتحي قاطوني واحالته إلى التقاعد بسبب إمضاءه  ورقة تثبت بأن المدعو "فادي عوني سمارة" قد أنهى المرحلة الثانوية مع أن المدعو لم يكمل المرحلة الثانوية، وترك الدراسة بعد الفصل الأول في الصف العاشر.

بداية استدراج الأستاذ فتحي قاطوني للتعاون مع المدعو عوني سمارة مدير شرطة نابلس وهو والد سمارة الطالب للشهادة.

تم ذلك عن طريق الاتصال بمدير مدرسة قدري طوقان الأستاذ فتحي قاطوني عن طريق الهاتف، والطلب منه الحضور إلى مقر مكتب عوني سمارة وبصحبته ثلاث طلاب من المدرسة، ولم يعلم مدير المدرسة لماذا طلب منه الحضور.

بالطبع لبى المدير الدعوة ومعه الطلاب المذكورين في الاستدعاء، وما أن وصلوا إلى المقر، بدأ العقيد عوني سمارة بالترحيب الحار بالمدير وتقبيله واحترامه، وقام أعضاء من الشرطة بضرب الطلاب الذين بصحبة المدير ضربا تأثر به مدير المدرسة، وحاول إيقاف أفراد الشرطة, واستفسر عن السبب، فأبلغوه بأن الطلاب قاموا ببعض المعاكسات وانهم غير ملتزمين، فما كان من مدير المدرسة إلا  أن طلب بأن يخلي سبيل الطلاب، ويرفع عنهم الضرب على مسؤوليته الخاصة مع توقيعه على تعهد تكرار ذلك.

من هنا بدأ الموقف أي أن هذه الزيارة كانت مثالا للترهيب والترغيب... القبل والاحترام في جانب الترغيب.. وضرب الأولاد في جانب الترهيب ليكون عبره لمن لا ينفذ أو عوني سمارة.

وبعد شهر من هذه الحادثة.. تم استدعاء مدير المدرسة الأستاذ فتحي قاطوني إلى مكتب العقيد عوني سمارة، وبعد التحية والاحترام... طلب العقيد سمارة من الأستاذ مدير المدرسة فتحي قاطوني أن يوقع له على ورقة تثبت بأن ولده "فادي عوني سمارة" قد أنهى المرحلة الثانوية من مدرسة قدري طوقان "مع أن ولده فادي لم يدرس على الإطلاق في مدرسة قدري طوقان وانما درس الفصل الأول من الصف العاشر في مدرسة الملك طلال حينما كان فتحي قاطوني مديرا للملك طلال سنة 95. ثم نقل فتحي قاطوني من الملك طلال إلى قدري طوقان سنة 97".

فسأل المدير فتحي قاطوني عن السبب، فرد عليه بأنه يريد أن يدخل ولده فادي في دورة للضباط في غزة ولا يحتاج لا للإثبات ولا يدخل الدورة إلا إذا أنهى المرحلة الثانوية، وأكد له بأن الورقة لا تحتاج إلى تصديق من وزارة التربية. وأن الأمر سيبقى سرا بينهما.

فرفض فتحي قاطوني طلب عوني سمارة وذلك لانه لم يعتد على هذا الأسلوب، فبدى الغضب على وجه عوني سمارة، وخاطبه بطريقة التهديد بأنه إذا لم يوقع الورقة سيقع في مشاكل كبيره. فخرج فتحي قاطوني من المكتب وهو في حيرة من أمره وذلك لأنه يعلم بأن عوني سمارة.. بما أنه مدير لشرطة نابلس وله نفوذ وسلطات بالفعل قادر على إيذاءه.

وبعد يومين تم الاتصال من قبل عوني سمارة بالأستاذ فتحي ودعاه للمقابلة ليجهز الورقة. فما كان من الأستاذ الا أن لبى طلب عوني سمارة الذي أكد له بأن الورقة ستبقى سرا بينهما.

فوقعت الورقة، ومضى الأستاذ المدير فتحي قاطوني في حال سبيله مع بقاء الشكوك في باله وأكد بأنه لم ينم طيلة أسبوع وهو يفكر في الموضوع وبعد حوالي شهر جاء ما هو و نفكر فيه عن طريق هاتف وإذا بالمدعي العام لمدينة نابلس يطلب منه الحضور وذلك لارتكابه تزوير في أوراق رسمية.

فسأل عن الموضوع، ففهم بأن عوني سمارة قد أرسل الورقة لتصديقها من وزارة التربية، وتم ضبطها هي واوراق أخرى مزورة وعندما سئل عوني سمارة عن الموضوع وكأنه لم يعلم بالموضوع وتم تحميل كامل المسؤولية على فتحي قاطوني.

فتدخل وجهاء من السلطة لحل الموضوع بعد أن تم سجن فتحي قاطوني على ذمة التحقيق، واتفق الجميع بأن يقدم الأستاذ فتحي قاطوني طلب إحالته على التقاعد بشكل عادي وذلك ليتم التكتيم على الموضوع، وعدم إجراء ملابسات قد تضرر بسمعة العقيد عوني سمارة.

ومن بين الوجهاء كان رئيس البلدية: غسان الشكعة، الذي وعد فتحي قاطوني بوظيفة في البلدية، ولكن المسكين فتحي انتهى به الأمر إلى عامل في الباطون في إسرائيل، بعدما أمضى 27 عاما من العطاء في مجال التعليم.

والمدعو عوني سمارة كانت رتبته: مقدم وبعد الحادثة بفترة أصبح عقيد.

بقي أن نقول بأن الأستاذ فتحي قاطوني معيل لعشرة أبناء من بينهم ثلاث يدرسون في الجامعات والبقية في المدارس وبعد القضية قدم كتاب استرحام إلى الرئيس ياسر عرفات وقبله إلى وزير التعليم العالي ياسر عمرو ولكن دون جدوى.

يعاني فتحي ومنذ عامين ونيف من وضع نفسي صعب جدا وذلك لأنه تعرض لظلم كبير. هذا الإنسان المناضل المنتمي قبل كل شيء لفلسطين وحركتها الرائدة، والمضحي بسنين عمره لخدمة الوطن وله أخ شهيد في معركة الكرامة، هو الآن ناقم وحاقد على كل ما هو فلسطيني وذلك لآن أمثال عوني سمارة جعلوا من هذا الوطن كابوسا بعد أن كان حلما جميلا.

الباحث الميداني: عماد أبو سماحة

التاريخ: 22 /5 /2000

 

الى صفحة جرائم السلطة

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع