الأسم : خالد أحمد عبد القادر أبو مغصب
مكان الإقامة : دير البلح / قرية وادي السلفا
العمر : 27 عاما
المهنة : موظف
الحالة الاجتماعية : متزوج وله ثلاث أولاد
اعتقلت في السجون الإسرائيلية من تاريخ أوائل عام 1991 إلى العام 1995 في سجن غزة المركزي/ النقب / عزل السبع / أي أن مدة الحكومية أربع سنوات ونصف بعد انتهاء فترة الحكم نقلوني إلى مناطق السلطة الفلسطينية في غزة ، لم تكن عملية النقل رسمية دائما،تركني الجيش الإسرائيلي على ايرز وانتقلت إلى غزة .
بعد الإفراج عني من سجون الاحتلال في عهد السلطة بعد خمس شهور وكان ذلك في أواخر العام 1995 على ذمة جهاز المخابرات ، وكانت عملية الاعتقال ليلا من البيت في دير البلح . حيث فتشوا البيت وعرفوا على أنفسهم ولم يصادروا شيء وكانت القوة عددها ( 10 ) أفراد .لم يقيدوني ولم يضعوا عصبة على عيني وأخذوني على مركز توقيف يدعى الروضة في منطقة بني سهيلة وهناك قيدوني للخلف ووضعوا العصبة على عيني وأجلسوني على كرسي واستمر توقيفي لمدة 5 أيام دون تحقيق أو أي شيء وهذه العملية استمرت خمس أيام وأنا جالس على الكرسي ومقيد ومعصوب وبدون تحقيق .
وكانت هذه الفترة في المردوان وبعد ذلك نقلوني إلى زنزانة واستمر وضعي في الزنزانة 25 يوما ،ثم افرج عني بدون أن أعرف ما هو سبب الاعتقال ولماذا تم اعتقالي . وخلال فترة اعتقالي هذه وجهت لي شتائم كثيرة ومتعددة . خلال فترة وجودي في الزنازين لم أكن معصوبا أو مقيدا ولكني وحيدا وهي إذلال كبير وعذاب كبير . وخلال فترة اعتقالي هذه كنت أرتدي ذات الملابس التي دخلت لها وكنت عندما أغسل وجهي أجفف ملابسي التي علي .وخلال هذه الفترة ذهبت إلى للحمام مرة واحدة ( الاستحمام ) وبعد إلحاح مني . وقمت بتنشيف نفسي بالفانيلا التي كنت أرتديها . خلال هذه الفترة قلت أنه يوجد معتقلين آخرين وعرفت ذلك من خلال الأصوات التي كانت تصلني في الزنزانة . وهذا السجن الذي كنت فيه هو مركز توقيف لا يستخدم فيه الزي الموحد ولا أي شيء .
أما عن الطعام فقد كنت آكل ثلاث وجبات في اليوم في الصباح بيضة ورغيفين وبعض أيام لبنة في ذات الرغيف والغداء رز بارد وفاصولياء وبعض الأحيان يضعون قطعة لحمة عادية، وفترة العشاء فول أو بيضة مقلية أو قطعة جبن ، والزنازين التي كنت فيها لا يوجد فيها طاقة من أسفل .
الاعتقال الثاني :
30/10/95 حضرت قوة من جهاز البحث الجنائي على منزلي في دير البلح من الساعة العاشرة ليلا ، طوقوا المنزل ، طوقوا الباب ، حاولت الاختفاء عنهم داخل المنزل لكنهم أثناء التفتيش ضبطوني ، اقتادوني للسيارة وهي من نوع جيب ، قيدوني وعصبوا عيني وأخذوني على مركز الجوازات في غزة ( مقر قيادة الشرطة ) ثم أدخلوني على عقيد يدعى " أبو حميد " وبدأ يوجه لي الأسئلة من نوع أن د.فتحي الشفاقي قد مات في مالطا ؟ ماذا كان يفعل هناك ؟ هل لك علاقة بالجهاد الإسلامي ؟ وعندما لم يرق له الأجوبة ، انهال علي بالصفعات على وجهي وذا كان الساعة الواحدة ليلا ، وأثناء الصفعات التي كان يضربني إياها على وجهي وأذني ، فقدت السمع حيث ثقبت الطبلة وأثناء الضرب أحسست ان أذني يصدرن أصوات "أزيز " وقلت له أنني لا أسمع ، ثم استدعى شرطي وأمره أن يضعني في زنزانة انفرادية بحيث لا يراني أحد ، وهناك تم عرضي على الدكتور بعد يوم من الحادث والطبيب في نفس الجوازات أو مقر قيادة الشرطة ، وقال لي الدكتور أن طبلة أذنك اليسار مثقوبة وصرف لي أدوية وكتب لي تقرير طبي لكن العقيد أبو حميد صادره فيما بعد ، ولم يعطوني إياه وبعد الفحص ومعرفة ماذا جرى لي استدعاني العقيد أبو حميد وقال لي ماذا تشعر فقلت له أذني مثقوبة ، فحاول تكذيبي وأن كلامي غير صحيح ، قلت له : إن هذه نتيجة فحوصات الطبيب وهو يعمل لديكم فقال لي سأستدعيه ، وبعد قليل استدعاءه إلى غرفته وتركني في الغرفة وخرج معه إلى الخارج ، فعاد مع الطبيب وقال لي الطبيب أن أذنك ليست مثقوبة وانما تعاني منها من بعض المشاكل ، قلت له : انك قلت لي غير ذلك فقال أنا فهمت الأمر خطأ . وأعادوني للزنزانة ومكثت فيها ثلاث شهور متتالية ، مكثت في زنزانة تحت الأرض لمدة شهرين ثم في زنزانة أخرى فوق الأرض ، أما الزنزانة التي تحت الأرض فقد اقتادوني إليها وأنا معصوب ومقيد وشعرت أنني أنزل درج إلى الأسفل وهي حوالي 15 درجة إلى أسفل ، وأعتقد أنه يوجد تحت الأرض 6 زنازين ، وهي عبارة عن باب حديد مصفح لا يوجد فيها فتحة ولا إضاءة ولكن في المردوان يوجد إضاءة خفيفة . فتحة الزنزانة موقعها فوق الباب ، طولها متر ونصف في عرض متر . وهذه الزنازين مبنية في عهد السلطة لأنها حديثة ، وقد أبلغت أنها مبنية ي عهد السلطة من الشرطة أنفسهم . كنت أذهب للدورة مرتين في اليوم بعد أن أطرق باب الزنزانة مرارا ، أما الأكل فكان سيئ للغاية وكانت ثلاث وجبات ، وفي إحدى المرات تم نسياني ولم يأتي الأكل إلا في الليل وملابس خلال الفترة بقيت كما هي لم أغيرها ولم يسمحوا لي بالزيارة لمدة شهرين ، وهذا يعتبر مركز توقيف لا يوجد فيه قوانين ، وذكر لي العقيد خلال وجودي في هذه الزنزانة أنه لن يتم إخراجك أو الإفراج عنك إلا إذا حضر الشيخ عبد الله الشامي شخصيا لاستلامك ، وقد أتى بعد ثلاث شهور من خلال رسالة بعثتها مع أحد المعتقلين الذين أفرج عنهم للشيخ شامي ، وقد جاء عبد الله الشامي وأخرجني وبعد مضي شهرين خرجت من الزنازين تحت الأرض إلى الزنازين فوق الأرض وعلى فكرة خلال وجودي في الزنازين التي تحت الأرض لم أخرج من الزنزانة إلى زنازين مجاورة ، ولاحظت أنها فوق الأرض من من خلال أشعة الشمس وهي بذات المواصفات ، خلال هذه الفترة لم يزرني محامي ،وأفرج عني في شهر كانون ثاني من العام 1996 .
الاعتقال الثالث :
في منتصف العام 1996 تم عقد اجتماع في إحدى مؤسسات الشبابية الإسلامية وتم الاتفاق فيما بيننا على تأسيس اتحاد شبابي إسلامي باسم اتحاد الشباب الإسلامي الفلسطيني . وتم الاتفاق على تقديم أسماءنا لوزارة الشباب الرياضة سنحصل على الترخيص وبعدها بأسبوعين تم اعتقالنا أنا وكل الاخوة الذين قدمت أسماؤهم للوزارة ، وهم خالد زنون ومحمد حميد ، وحسن عرمانة وآخرين وكان الاعتقال من المنازل على ذمة جهاز الأمن الوقائي في غزة في تل الهوا . وكان اعتقالي من المنزل في الليل من دير البلح ، حولوني في البادية إلى مركز توقيف دير البلح التابع للوقائي ومن ثم إلى تل الهوا في غزة ، وأدخلوني على الزنزانة ومن ثم تم استدعائي للتحقيق . على فكرة لا يوجد مراكز اعتقالي في القطاع وانمامراكز توقيف لا تخضع لنظام الزي أو القوانين ،وفي التحقيق كنت مقيد ومعصوب العينين واستجوبت على علاقتي بالجهاد وليس علاقتي بإنشاء الاتحاد ، واستمر الاعتقال لمدة 45 يوما . واعتمدوا في التحقيق على نظام الفلقة ، بطحوني أرضا ووقفوا على قدمي وآخر كان يضرب على باطن قدمي لا أذكر العدد ، انتفخت قدماي ثم أمروني بالركض. وعادوا الكرة مرات عدة واعتمدوا أيضا على نظام الجلوس على كرسي صغير وأنا معصوب ومقيد لمدة أسبوع كامل على الكرسي وبشكل متواصل . وخلال فترة اعتقالي لم أعرض على قاضي للتمديد ولا لائحة اتهام ، ولا محامي ، وقد حضر في النهاية الشيخ نافذ عزام وأخرجني . خلال هذه الفترة كان لم تتغير ملابسي ونظام الأكل ثلاث وجبات في اليوم. وخلال الفترة التي اعتقلت فيها لم تكن غرف للاعتقال وانما زنازين فقط ، بمعنى لا يوجد نظام فورة أو ساحة وكان يوجد نظام العد للمعتقلين وزنازين الوقائي مساحتها مترين × متر ونصف وأحيانا كانوا يضعوا فيها أربع أشخاص ، لكن فترة مكثت فيها لوحدي ، في كل زنزانة باب مصفح وفيها طاقة وفيها إضاءة خفيفة وهي تطل على مردوان ، خلال فترة وجودي أخرجوني للحمام مرتين ووجدت بشكير من أحد المعتقلين وكنت أنشف فيها .
الاعتقال الرابع :ـ
اعتقلت في العام 1997 لا أذكر التاريخ أو الشهر ، كان اعتقالي من البيت في دير البلح على ذمة جهاز المخابرات ، بذات الطرق العصبة والتقيد وكان ذلك في الساعة "12 " ليلا لم يظهروا أمر بالاعتقال واقتادوني على مركز تابع للمخابرات في دير البلح وتم التحقيق معي مباشرة وبقيت العصبة على عيني وكان أحد العملاء لإسرائيل ويدعى محفوظ السقا من قرية القرارة هو الذي يقودنا إلى الحمام وهو الذي يقوم بتعصيب أعينا وهو في نفس الوقت كان سجينا عند المخابرات ، وتركز التحقيق معي على علاقتي بالتحاد ، ومكثت " 45 " يوما في الزنازين ومن ثم أصبت خلال التحقيق ببعض الأمراض ( الاستفراغ، المغص ) وطلبت منهم أن يتم عرضي على الطبيب وبعد جهد عرضوني على الطبيب ولكنه لم يأتي بنتيجة ونقلوني إلى مستشفى ناصر في خان يونس ومكثت ثلاث أيام تحت حراسة في ذات الغرفة ، ثم أعادوني للتحقيق والزنازين ، واعتمدوا في التعذيب على السهر أي تمكث أسبوع على الكرسي بدون نوم وكانوا كلما شعروا أنني غفوت ينخزوني وكنت مقيدا ومعصوب العينين ، وبعد 45 يوما حضر الشيخ نافذ عزام وتم إخراجنا ، لم أغير ملابسي طوال الفترة ، لم أخرج للغرف أو الفورة وهو مركز توقيف .
وفي العام 1998 لا أذكر الشهر أو التاريخ اعتقلت على ذمة الوقائي في سجن تل الهوا واستمر الاعتقال 45 يوما ، أخذوني من المنزل في دير البلح في ساعات الليل وكان الاعتقال على علاقتي بالاتحاد . واستخدموا نفس أساليب التعذيب وفي النهاية حضر الشيخ نافذ عزام وأخرجني .
وفي ذات العام 1998 لا أذكر الشهر والتاريخ اعتقلت مرة ثانية على ذمة الوقائي في مركز توقيف في دير البلح لمدة أسبوع ، وكانت الفترة في الزنازين ، بسبب نشاطات الاتحاد.
وفي عام 1998 أيضا اعتقلت على ذمة المخابرات من المنزل في الليل وأخذوني بذات الإجراءات إلى مركز توقيف الروضة في بني سهيلة جنوب غزة ، استمر الاعتقال أسبوع وأمضيت الفترة أيضا في الزنازين وهي تخضع لذات المواصفات التي تخضع لها كل الزنازين . على فكرة كنت قد اعتقلت أيضا على ذمة المخابرات لمدة أسبوع وذلك في العام 1995 في مبنى مخابرات كان مركز توقيف لكنه الآن مدرسة جمال عبد الناصر الثانوية في خان يونس ، كذلك كان للمخابرات مركز توقيف في منطقة وادي غزة ، لكنه أغلق لانتقاله إلى مركز الزوايدة ومكثت أسبوعين في الزنازين .
في شهر أكتوبر من العام 1999 تم اعتقالي من خلال حضور قوة من المخابرات إلى المنزل في دير البلح في الساعة 11 ليلا وتم اعتقالي ونقلت إلى مبنى الروضة في خان يونس منطقة بني سهيلة وهناك مكثت في زنزانة لوحدي لمدة 5 أيام ، وقد تم التحقيق معي على علاقتي بالاتحاد بسبب أنني قمت بفتح مكتب الاتحاد ـ الشباب الإسلامي الفلسطيني في منطقة القرارة حيث قامت قوة من المخابرات بمداهمة المكتب ومصادرة كل الممتلكات التي كانت موجودة بداخله وبعد ذلك تم نقلي إلى سجن غزة المركزي في القسم الثاني الذي يشرف عليه جهاز المخابرات أدخلوني الزنزانة ومن ثم تم إدخالي إلى قسم التحقيق وأنا معصوب العينين وأجلسوني على كرسي ومكثت لمدة أسبوع على الكرسي ، وكان التحقيق على علاقتي بالاتحاد .ومكثت حوالي شهرين منها 30 يوما في الزنازين ومن ثم أخرجوني إلى قسم المعتقلين " ز " وكان كل المعتقلين في ملابسهم التي أعتقلوا فيها ، وكانوا يدخلون لنا ملابس من التي يحضرها الأهل ، وخلال هذه الفترة زرت مرتين ، على فكرة هذا القسم يشرف عليه المخابرات وليس حمدي الريفي مدير السجن وفي جهاز له قسم خاص به من الزنازين والفورة .
يطلب صاحب الإفادة ذكر اسم العقيد الذي أفقده السمع ، ولا مانع من ذكر اسم صاحب الإفادة .
وأهم شيء أنه نتيجة الاعتقال المتكرر فقدت إكمال دراستي في الجامعة الإسلامية حيث أنهيت حوالي 7 فصول من مادة اللغة العربية ولكن بقرار غير مكتمل .
من إفادة المعتقل خالد للمجموعة الفلسطينية لمراقبة حقوق الإنسان
الباحث الميداني : ماهر فراج
التاريخ : 30/1/00
ملاحظة : لا يوجد حالات ممن كانوا في سجون الاحتلال أن انتقلوا ليكملوا فترة سجنهم في سجون السلطة ، وإذا ما توفر سأبلغكم بها . لكن يوجد سجناء مدنيين تم نقلهم من سجون إسرائيل إلى سجون السلطة لاكمال فترة اعتقالهم ، ومنهم موسى العديني عمره 26 سنة ، من منطقة السطر الغربي خان يونس ، محكوم 4 سنوات في المحاكم الإسرائيلية وبعد سنتين تم تسليمه إلى السلطة .