القدس في 4/4/00

الاسم : عيسى إبراهيم أبو علي

الإقامة : عناتا

تاريخ الميلاد : 5/2/74

العمل : عامل بناء

الحالة الاجتماعية : أعزب

 

لقد كنت في سن صغيرة عندما بدأ قصة اعتقال في السجون الإسرائيلية . وقد أمضت 10 سنوات من عمري في السجن دون علم لماذا اعتقل في كل مرة وكنت في تلك الحقبة اسكن مع أهلي في يطا الخليل إلا أننا قد غيرنا مكان سكننا إلى عناتا وذلك لكثرة المشاكل هناك .

ففي عام 1989 وبينما كنت نائم في ذات ليلة 2/11/89 جاءت قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي واحاطوا بيتنا وفتشوه غرفة غرفة بحثا عن (مناشير ) وأسلحة ، ولم يجدوا سوى سلاح قديم جدا ، كان لجدي وهي عبارة عن بارودة صيد ، وتم اعتقالي أنا وأبناء من جيراننا ، وهنا بدأت رحلة العذاب .

فقد تم تعذيبي لمدة 20 يوم متتالية في الزنازين دون رحمة أو شفقة على سني الصغيرة ،وبعد ذلك وحين عرض للمحاكمة العسكرية ( رق قلب ) القاضي علي لصغر سني وامر بوقف تعذيبي والتحقيق معي وإخراجي في الزنازين .

وبعد اقل من شهر تم عرضي للمحاكمة مرة أخرى وقضاني وحكم علي بسبعة سنوات قد أمضت بعضها في سجن مجدو وسجن التلميذ وغيرها من التنقلات . وقد تعبت كثيرا في السجن .

وذلك من جراء سوء التغذية بسبب عدم استصائي للطعام ، وقد كنت محروم لمدة 5 اشهر من زيارة أهلي في بداية سجني وكانت الزيارات بعد ذلك أسبوعية عن طريق الصليب فقد كانت أمي تأتي لزيارتي مع باقي الأمهات للزيارة ، وهذا كان عزائي الوحيد في السجن .

وكان أبي هو الذي يعول أسرتنا وكنت أنا قبل اعتقالي ما زلت في المدرسة وكان يعمل في البناء . إلا أن أبي وبعد 4 سنوات من اعتقالي قد توفي ، ولم استطع توديعه للأسف ، واخذ أخي الأصغر مني الإعالة عنه فبدأ في العمل عند اليهود في مطاعم لغسل الصحون لاعالة اخوتي السبع وأمي .

ولا اعلم كيف صبرت للخروج من السجن فلم اكن احلم غير اني سأخرج منه إلى القبر وهذا أتمناه بعد خروجي .

فبعد أن خرجت بأربعة اشهر قد تم استحضاري إلى الأمن الوقائي فقد بعث لي شخصان من الأمن الوقائي وطلب مني التوجه إلى المقاطعة برام الله فقط للنمري وأعطاني حسن سير وسلوك .

ذهبت في تاريخ 4/8/96 إلى المقاطعة وسالت أحد الأشخاص عن ماذا يريدون مني فقال لا ادري انتظر حتى يأتي الذي طلبك ، وبعد انتظار دام 3 ساعات حضر شخص يدعى أو صقر وأدخلني إلى غرفته وبدأ التحقيق معي لماذا كنت معتقل وكم قضيت مدة ، ومع من كنت تختلط في السجن ، وكأني في تحقيق جديد من إسرائيلي ، وقد طلب مني إثبات شخصيته فقلت له أن هذا ما أريد أن تساعدوه فيه فأنا معي شهادة ميلاد ، ولكني لا يوجد معي هوية فكيف أستطيع أن أحظى بهوية وكان رده لا اعلم اذهب واسأل .

وبعد عدة أيام ذهبت إلى الداخلية في أبو ديس للسؤال عن الهويات فقالوا لي أن اذهب إلى رام الله وبالطبع ذهبت وعند سؤالي عن كيفية حصولي على الهوية لم يكن أحد ليفيدني سوى اذهب لإحضار حسن سير وسلوك وعدة إثباتات فذهبت مرة أخرى إلى أبو صقر لأخذ حسن سير وسلوك منه ولم يكن ليستجيب فقال لي أنت مخرب ، ولا أستطيع أن أعطيك حسن سير وسلوك ، وما كان مني إلا أن اخرج واشتم حتى تم اعتقالي ، وإدخالي إلى الزنازين وكأني اشتقت إليها ، وتم تعذيبي مرة أخري لمدة عشرة أيام ، وبعد أن خرجت قال لي أبو صقر هذا للتعليم أن لا تتقوه عني أسيادك وكان في إقطاعية . وحتى الآن لم أستطيع أن احصل على هوية ولم اترك مكان دون السؤال فقد ذهبت لعدة أماكن لحقوق الإنسان ، ولم يعيدني أحد وكأني مجرم .

الآن أنا اعمل في البناء واهرب من مكان لأخر عند التجول خوفا من أن اسأل عن هويتي والحمد لله حياتي افضل .

 

أتمنى أن أجد أحد لمساعدتي على الحصول على هوية فقط .

 

N.M

7/2/00

الى صفحة جرائم السلطة

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع